فيينا - الكاشف نيوز : بدأت 17 دولة بينها الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وإيران، محادثات غير مسبوقة في فيينا الجمعة لبحث مصير الأسد.
وتوافد أعضاء الدول المشاركة في الاجتماع الموسع حول سوريا إلى مقر الاجتماعات في فيينا، والدول هي السعودية وروسيا والولايات المتحدة وتركيا، وفرنسا والعراق والأردن ولبنان وإيران ودول من الاتحاد الأوروبي.
وانتهى في فيينا، أمس الخميس، اجتماع رباعي جمع وزراء خارجية السعودية وتركيا وروسيا والولايات المتحدة حول سوريا، دون أن يدلي الوزراء الأربعة عقب انتهاء الاجتماع بأي تصريحات لوسائل الإعلام. إلا أن تقارير أشارت إلى أن التوقعات متواضعة، وأن هناك خلافاتٍ مازالت قائمة، خصوصا في ما يتعلق بدور الأسد ونظامه في المرحلة الانتقالية.
ويلتقي الأطراف الدبلوماسيون الرئيسيون في الملف السوري بينهم السعودية وإيران، لأول مرة الجمعة في فيينا، لبحث فرص إيجاد تسوية سياسية للنزاع المستمر منذ أكثر من أربع سنوات في هذا البلد.
ولا يتوقع في المرحلة الراهنة التوصل إلى أي اتفاق حاسم حول مستقبل نظام رئيس النظام السوري بشار الأسد، لكن مجرد اجتماع أطراف لها مواقف شديدة التباين حول طاولة المفاوضات يعتبر بمثابة تقدم.
وفي منعطف دبلوماسي لافت في الأزمة السورية، تشارك إيران، حليفة نظام دمشق، في محادثات فيينا، ما يشكل مؤشراً إضافياً على عودة طهران إلى "صفوف الأسرة الدولية" بعد بضعة أشهر على توقيع اتفاق حول برنامجها النووي.
كيري: التسوية صعبة للغاية
بعد وصوله، الخميس، إلى العاصمة النمساوية، التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري كلا من نظيريه الإيراني محمد جواد ظريف والروسي سيرغي لافروف على حدة، اللذين يقدم بلداهما دعماً ثابتاً للنظام السوري في النزاع الذي أوقع أكثر من 250 ألف قتيل منذ 2011.
وقال كيري: "حان الوقت لمنح إيران مكاناً حول الطاولة"، مؤكدا بذلك التحول في موقف الولايات المتحدة التي كانت حتى وقت قريب معارضة لهذه الفكرة.
ورأى كيري أن مفاوضات فيينا هي "أكبر فرصة واعدة أتيحت لنا حتى الآن. الفرصة التي تحمل أكبر قدر من الإمكانات لإيجاد أفق سياسي"، ولو أن الولايات المتحدة لا تتوقع حلاً فورياً.
وقبل بدء المحادثات، قال وزير الخارجية الأميركي الجمعة إنه يأمل في تحقيق تقدم في المحادثات الدولية في فيينا التي تهدف إلى التوصل إلى تسوية سياسية للحرب الأهلية في سوريا منذ أكثر من أربع سنوات، وإن كان هذا "صعباً للغاية".
وأوضح للصحافيين: "عندي أمل، لكني لا أصف ذلك بالتفاؤل. آمل أن نجد طريقاً للتقدم. وهذا صعب للغاية".
وكان وزراء الخارجية الأميركي والروسي والسعودي عادل الجبير والتركي فريدون سينيرلي أوغلو، قد عقدوا جولة محادثات أولى الأسبوع الماضي في فيينا، أبرزت إمكانية إجراء محادثات بين ممثلي الدول ذات المواقف المتباينة حول الملف السوري، وقد التقى الوزراء الأربعة مجدداً مساء الخميس.
والاجتماع الذي يبدأ الساعة 9,30 (8,30 تغ) الجمعة، سيشمل ما لا يقل عن 12 وزير خارجية من دول إقليمية وغربية مثل وزراء خارجية لبنان جبران باسيل، ومصر سامح شكري، وبريطانيا فيليب هاموند، وفرنسا لوران فابيوس، وألمانيا فرانك فالتر شتاينماير، فضلا عن وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فديريكا موغيريني.
وكان لافروف الذي التقى كذلك الوزير الإيراني، الخميس، قد قال في موسكو قبل مغادرته إلى فيينا: "تمكنا في النهاية من جمع كل الأطراف دون استثناء حول طاولة واحدة، أي اللاعبين الرئيسيين في الملف، والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وإيران ومصر ودول الخليج والعراق". ومن غير المطروح في الوقت الحاضر مشاركة وفد من النظام السوري أو المعارضة في المحادثات.
عقدة الأسد
تتعلق العقدة الرئيسية في المفاوضات بمستقبل نظام بشار الأسد، فقد أكد فابيوس هذا الأسبوع أن واشنطن وباريس وحلفاءهما الغربيين والعرب يريدون التفاوض حول "جدول زمني محدد" لرحيل رئيس النظام السوري.
وروسيا التي أطلقت في 30 سبتمبر حملة قصف جوي في سوريا معلنة استهداف المجموعات "الإرهابية"، تتهم بقصف الفصائل المعارضة للنظام من أجل تعزيز موقع الأسد، فيما تتمسك موسكو وطهران بمنحه دورا في مرحلة الانتقال السياسي في سوريا.
أما الرياض فتبدي موقفا متشددا بهذا الصدد، عبر عنه مجددا وزير خارجيتها، إذ أكد الخميس لـ"بي بي سي" أن بشار الأسد "سيرحل إما نتيجة عملية سياسية أو لأنه سيخلع بالقوة".
وشدد وزير الخارجية الإيراني قبل رحيله إلى فيينا على مبدأي "عدم التدخل في شؤون سوريا الداخلية"، و"احترام سيادة البلد وحق الشعب السوري في تقرير مصيره"، بحسب ما نقلت عنه وكالة "إيرنا" الرسمية.
من ناحية أخرى، قال كريم بيطار، مدير البحوث في معهد العلاقات الدولية الفرنسي، إن "موافقة السعوديين على حضور إيران مهمة بحد ذاتها، ولهذا يمكننا أن نتوقع أن هذا الاجتماع لن يعقد من أجل لا شيء".
وأضاف أن "السؤال الآن هو معرفة إن كان الروس والإيرانيون سيقترحون فترة انتقالية طويلة جدا تمتد إلى ما لا نهاية. هناك فرق كبير بين الحديث عن فترة ستة أشهر أو فترة سنتين".