أخر الأخبار
سئمت من الحياة
سئمت من الحياة

السلام عليكم

ترددتُ كثيرا قبلَ أن أكتبَ 
جزءا من معاناتي هنا 
سئمتُ منَ الحياة . . . 
أتمنى الموت أحيانا 
أخشى أن أفكرَ في الانتحارِ يوماً ما 
أنا سيدةُ حُكم عليها بالزواجِ في سنٍ مبكرة . . كانَ ذلكَ قبلَ عشرينَ دهرا . . .لدي ابنتان مراهقتان وأربعةُ أولاد . . . 
كانوا قساة . . لم يسمحوا لي بأن أُكمل تعليمي وحَرموني حتى منَ شهادةِ الثانوية العامة . . .علما بأنني كنتُ متفوقةً في دراستي ومتميزةً بين زميلاتي . . كانت أمنيتي أن أتابع دراستي في الجامعة . . الا أن ذلك استحال مع وجود تلك الفكرة 
المبتذلة التي كان يؤمنُ بها والدي الى درجةِ اليقين 
كان والدي بتأثيرِ من المسلسلاتِ الرديئة والأفلام المُسطِحَةُ للمجتمع يرزحُ تحتَ تأثيرِ قناعةَ أن الجامعات هي بؤرةُ الفسادَ والإفساد للأجيالِ الشابة وتحديدا الفتيات 
كان للأسفْ . . يتصورُ أن الجامعةَ ما هي إلا ماخورٌ كبيرٌ يزخرُ بالهَمَل والساقطاتِ وأبناءَ الحرام 
وشاءتْ إرادتهُ أن يتجنبَ بشتى السبلِِ الفضائحَ والمصائبَ التي لا وجودَ لها الا في خيالهِ الضحلْ 
لا أريدُ الخوضَ في تفاصيلِِ زواجي البائسَ الذي هَرولَتْ إجراءاته بطريقةٍ بهلوانية . . . ففي ظرفِ شهرٍ واحدٍ فقط . . . تحولتُ من زهرةٍ على مقاعدِ الدراسة الى أمرأةٍ حامل . . تقفُ في طابورِ المركز الصحي الحكومي . . . شعرتُ يومها بأنني كالموؤودةِ . . . التى لم تسأل . . . حتى . . . لأي ذنبٍ قُتلت 
هو . . . يعملُ بوظيفة محدودةٍ وراتب محدود . . . ليس له أي طموحٍ في هذهِ الحياة . . يعيشُ ليومه فقط . . ويعدُ خطواته . . بل أشعر أنه يعد أنفاسه أحيانا فاترٌ لدرجةِ المللْ . . وكسولٌ لدرجة الضجر . . لا يجيدُ في حياتهِ إلا النومَ وصناعةِ الألمْ . . بتلكَ العصبيةِ المفرطة التي تظهرُ جلياً عندَ أي محاولة لأفاقتهِ من عاداتهِ الذميمة 
يبدأُ نهاري مبكراً جداً في إعدادِ الفطور ثم تبدأُ المعاناة مع مُسلسل أيقاظ الأولاد من النوم وغسلِ وجوههم في الحمام الوحيد الذي غالباً ما يكونُ مشغولا أثناءَ ممارسةِ والدهم 
طقوسهِ في الإستجمام وحلاقةَ ذقنهِ اليومية في الوقتِ الذي أكونُ في أمسِ الحاجةِ لبضعً دقائقً أجهزُ فيها أولادي للمدرسة . بعدها يبدأُ نهاري الصاخب بالزحام والمواصلات وقلةِ الأدب التي أستشعرها يوميا ثناء شراء الخضار والخبز وحاجيات البيت الضرورية لأعود بسرعةٍ مُرْهِقَة . . . 
وأشرع في تجهيز طعام الغداء لزوجي وأولادي في الوقت المحددْ . . ويا ويلي وسوادُ ليلي إذا لم يكن الطعام جاهزا وقتَ عودتِهم الأعصارية الى المنزل 
يزدردُ طعامه منفردا ثم يتوجه الى كهفهِ لينامَ قرير العينِ مطمئنُ السريرة . . . ثلاث ساعات . . . أربع ساعات . . ليس مهما . . طالما أن الخدامة تقومُ باعماله وأعمالها 
ثم تبدأُ الدورة الجديدة من مسلسل المعاناة اليومية باستجداء أولادي وبناتي لمتابعة دروسهم وواجباتهم . . . وكبحِ جماحِ الصغير الذي يتحينُ أيَ فرصةٍ يغيبُ فيها عن عيني ليعيثَ في البيتِ فَسادا . . لم أقلْ شيئا عن جبلِ الغسيل الأسبوعي . . 
أو كومُ الأواني القذرة التي لا يوجد اي تسامح عند زوجي اذا رأى منها طبقا أو طبقين على المجلى عندما يفيقُ من سباتهِ الشتوي 
ولم أقلْ شيئاً عن النزاعاتِ والمناكفات الدائمة بين أولادي الذين يتخاصمون لأتفه الأسباب معظم الأحيان انتظر بفارغ الصبر تلك الساعةِ في جوفِ الليل التي أضعُ فيها رأسي على الوسادة وأنامُ كالقتيلة لعدة ساعات . . . وأتركَ زوجي ليتابع القنوات الفضائية الهابطة أو أتركه واضعا سماعاته على أذنيه ويتابع اليوتيوبات وهو في حالة انفصالٍ عن الواقع 
لم أعد اطيق هذه الحياة . . . فقدت الإبتسام منذ زمن بعيد 
خسرتُ حياتي الإجتماعية . . . حتى أشقائي وشقيقاتي . . . نادراً ما يزوروني . . . فهم لا يطيقون الجلوسَ في مكانٍ تغمرهُ الفوضى أو الجلوسَ معي وزوجي غائبا يمخرُ عبابَ النوم 
أو يكون شبهَ مستيقظاً ومتلاشياً في غياهبِ هاتفهِ الموبوء 
أعلمُ أنني لنْ أجدَ حلاً لمشكلتي هنا . . 
أتوقُ فقط الى نوعٍ منَ التعاطفِ إن وجد . . .