أخر الأخبار
الصفدي: لا نريد ميليشيات على حدودنا
الصفدي: لا نريد ميليشيات على حدودنا

عمان - الكاشف نيوز :  أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين ايمن الصفدي ووزير خارجية جمهورية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف، أن المملكة وروسيا سيستمران في تطوير علاقاتهما الثنائية عبر خطوات عملية لتعزيز التعاون في المجالات الإقتصادية والتجارية والاستثمارية والدفاعية والثقافية، وبما يعكس صلابة هذه العلاقات التي تنمو بمتابعة ورعاية من جلالة الملك عبدالله الثاني وفخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وشدد الوزيران خلال اجتماع عقداه في مبنى وزارة الخارجية يوم امس الاثنين على استمرار التعاون في الجهود المستهدفة حل الأزمات الإقليمية وتحقيق الأمن وإستقرار الإقليمين. 
وتناولت المباحثات جهود إيجاد أفق سياسي لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والمحادثات الأردنية الروسية الأميركية التي تستضيفها عمان لإقامة منطقة خفض للتصعيد في الجنوب السوري خطوة على طريق تحقيق وقف شامل للقتال في سورية والتوصل لحل سياسي للأزمة، بالإضافة إلى الحرب على الإرهاب والأوضاع في ليبيا واليمن.
وعقد الوزيران مؤتمرا صحافيا أكدا فيه ارتياحهما لنتائج المحادثات التي عكست الحرص المشترك على تعزيز التعاون في جميع المجالات.
وقال الصفدي إن المحادثات انطلقت من «رؤيتنا المشتركة حول مركزية العلاقة الاردنية-الروسية واهميتها». وزاد إن هذه العلاقات متميزة وقوية وتنمو في شتى المجالات الإقتصادية، حيث استطاع البلدان، وبمتابعة ورعاية من جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس بوتين، أن يحققا نموا كبيرا في علاقاتهما خلال السنوات الماضية.
وأشار وزير الخارجية إلى أن المحادثات شملت أيضا عددا من القضايا الإقليمية، وفي مقدمها القضية الفلسطينية التي «نعتقد نحن في الاردن بأنها القضية المركزية».
 وأوضح أن الأردن وروسيا متفقان على ضرورة التقدم نحو ايجاد حل سلمي لهذه القضية على اساس حل الدولتين.
وزاد «بالنسبة لنا في الاردن نعتقد انه لابد من ايجاد أفق سياسي يأخذنا نحوه حراك فاعل باتجاه محادثات جادة وفاعلة للتوصل الى حل الدولتين، ونؤكد ايضا على ضرورة وقف اسرائيل لجميع اجراءاتها الأحادية التي تقوض حل الدولتين والتي تهدد أيضا الوضع التاريخي والقانوني في المقدسات في القدس المحتلة».
وأشار الصفدي إلى أن المحادثات تناولت أيضا الوضع في سوريا وأكد أهمية التعاون الاردني الروسي فيما يتعلق في جنوب سوريا تحديدا. ولفت إلى المحادثات الثلاثية والتي انتجت اتفاقا لوقف اطلاق النار أثبت أنه كان ربما الانجح في كل الاتفاقات المثيلة التي تم التوافق عليها بالسابق.
وقال «نحن مستمرون في التواصل وفي الحديث بهدف التوصل الى انشاء منطقة خفض التصعيد باسرع وقت ممكن .. وهذه المساحة من التعاون الاردني الروسي الامريكي أثمرت نجاحا نعتقد انه ضروري». وأكد أن المملكة تريد هذا الاتفاق خطوة نحو وقف شامل للقتال على جميع الأراضي السورية وباتجاه حل سياسي يقود الى مرحلة جديدة يقبلها الشعب السوري وتحقق الامن والامان في سوريا.
وفي رد على سؤال، قال الصفدي إن المملكة تقارب الوضع في سوريا بما يحقق «مصالحنا الوطنية الاردنية بتعريفها الشامل، والمصلحة الوطنية الاردنية تقتضي مجموعة أمور اولها ان تكون حدودنا امنة، وهذا يعني ان لا يكون هناك وجود لداعش والنصرة أو اي مليشيات اخرى او طائفية على هذه الحدود. نحن نريد لكل القوات الطائفية ان تخرج من سوريا، نريد لسوريا ان تعود دولة آمنة مستقرة مستقلة تملك السيادة وتملك قرار نفسها وتحقق الأمن والأمان للشعب السوري الشقيق».
وزاد الصفدي «من هذا المنطلق ندعم كل جهد يحقق وقفا للقتال ووقفا لنزيف الدم. كلنا نعرف ان لا حل عسكريا للازمة، وبالتالي فإن استمرار القتال ضحيته الاولى هو الشعب السوري الشقيق الذي يقتل والذي يشرد.» وأضاف أن استمرار الأزمة يضع ضغوطا على المملكة التي تستضيف ما يزيد على مليون وثلاثمائة الف سوري.
وقال إن المملكة تريد حلا للأزمة السورية وتريد لسوريا ان تستعيد امنها واستقرارها على اسس تضمن حق الشعب السوري في العيش بامن وحرية على ترابه. 
ولفت إلى أن المملكة تدعم محادثات استانا في هذا السياق ونشارك فيها بصفة مراقب بدعوة من الاصدقاء في روسيا. 
وزاد «أننا نرى في الاستانة جهدا يستهدف تحقيق وقف اطلاق النار وايجاد بيئة مناسبة تاخدنا إلى حل سياسي على اساس قرار جنيف 1 وقرار 2254 لأن الحل يجب ان يكون سياسيا ويجب ان يستند الى ما توافقنا عليه كمجتمع دولي ويجب ان يحقق اولا واخيرا قبول الشعب السوري الشقيق».
وفي رد على سؤال حول إمكانية إعادة فتح الحدود مع سورية، قال وزير الخارجية  «نحن نتعامل مع الموضوع السوري بما يحقق مصلحتنا الوطنية الاردنية، وإذا كانت الظروف تتيح البدء بهذا النقاش وبما يضمن المصلحة الوطنية الاردنية وبما يساعد الشعب السوري الشقيق، فنحن موقفنا مستند الى رؤيتنا الواضحة التي تريد الامن والاستقرار وتريد كل ما يسهم في حماية امننا واستقرارنا كمملكة أردنية هاشمية وبما يسهم أيضا في اعادة الامن والاستقرار الى سوريا».
وقال «نحن شركاء في جهودنا من اجل التوصل لحل سياسي للازمة السورية، نحن نعمل مع الاصدقاء في روسيا، ونعمل مع الاصدقاء في الولايات المتحدة، نحن نعمل مع الأشقاء في الدول العربية، ومع المجتمع الدولي من اجل الوصول لهذا الحل الذي كما قلت يجب ان يرتكز الى الحفاظ على وحدة سوريا وتماسكها واستقلاليتها، ويحرر سوريا من كل المليشيات والعصابات الإرهابية التي تهدد امن مواطنيها، ونحن مستمرون في العمل معا في اطار المحادثات الثلاثية وفي اطار استانة وفي اطار جنيف من اجل التوصل الى هذا الحل.»
 وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، شدد الصفدي أن الاردن حذّر ويحذّر من تبعات استمرار الجمود السياسي، لان تكرّس بيئة اليأس وغياب الافق السياسي لايخدم الا التطرف و لن يؤدي الا الى المزيد من التوتر الذي يهدد المنطقة وامنها.
وأكد أهمية إيجاد الظروف الكفيلة باطلاق جهد سياسي حقيقي لتحقيق حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش بأمن وسلام جنبا إلى جنب دولة إسرائيل. وحذر أنه «بغير ذلك ستبقى المنطقة رهينة للتوتر، وستبقى رهينة لتفجّر العنف، وهذه حال تهددنا جميعا. واذا ما اردنا ان ننتصر في حربنا على الارهاب يجب ان نتمكن من حل جميع أزمات المنطقة».
وذكر الصفدي أن جلالة الملك يتحدث دائما عن منهج شمولي للتعامل مع الارهاب، «شمولي بالمعنى الجغرافي، اي ان نحارب الارهاب اينما كان في العراق وسوريا وفي ليبيا وفي غير ذلك من المناطق التي يحاول ان يتمركز فيها، ومحاربته ايضا على الجبهات الفكرية والثقافية، والاساس في ذلك هو إنهاء الازمات وجذور التوتر التي يعتاش عليها الارهاب ومحاربة اليأس الذي يعتاش عليه الارهابيون». 
وبين الصفدي أنه تم خلال المحادثات التأكيد على الإلتزام المشترك في مواجهة الإرهاب الذي لا بد من هزيمته بكل اشكاله وعلى جميع جبهاته العسكرية والأمنية والفكرية.
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي ان العلاقات الثنائية لها طابع استراتيجي وتستمد زخمها من العلاقة بين جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس بوتين.
وأكد لافروف أهمية اتخاذ الخطوات اللازمة لزيادة التبادل التجاري وتعزيز الروابط الاقتصادية وتوسعة التعاون في المجالات الثقافية والتعليمية والتي قال أنها تمثل أولوية لروسيا لأثرها الإيجابي في بناء جسور التواصل بين البلدين. ولفت إلى أهمية دور اللجنة المشتركة في تنمية التعاون الاقتصادي والعلمي والفني. وأشار إلى أن المحادثات شملت أيضا الخطوات الملموسة الممكن اتخاذها لزيادة التعاون العسكري الذي يشكل مكونا هاما من مجالات التعاون الثنائي. وشكر المملكة على اهتمامها بالمواطنين الروس الذي يزورون المملكة.
وحول الأزمة السورية، قال لافروف ان لروسيا والأردن مواقف مشتركة لضرورة وضع حد فوري لسفك الدماء وايجاد حلول للقضايا الانسانية وقبل كل شي اطلاق العملية الحقيقية للتسوية وفقا لقرارات الأمم المتحدة. 
وأضاف لافروف أنه لدينا موقف مشترك أيضا من ضرورة تنفيذ مطالب مجلس الأمن حول احترام السيادة وسلامة الاراضي السورية ومنح السوريين بانفسهم الفرصة لتحديد مصير بلادهم. 
وأضاف أيضا أنه تم مناقشة الاوضاع المتعلقة بانشاء منطقة خفض التصعيد في جنوب شرقي سوريا وفق المبادرات التي تم طرحها في اطار عملية استانا، اقصد هنا، المنطقة الجنوبية التي تم التوافق عليها في التعاون الروسي الاردني الامريكي. 
وأضاف لافروف «نحن عبرنا عن دعمنا لحل كل القضايا المتعلقة بالإطار الثلاثي واتفقنا على الاتصالات المستقبلية في هذا الشان. 
وثمن لافروف ما تم تشكيله في عمان من آلية ثنائية للتعاون بين روسيا والأردن.
  وأضاف لافروف أيضاً أنه تم مناقشة الأوضاع في العراق وليبيا واليمن وأنه لدينا موقف مشترك على ضرورة حل كل هذه النزاعات عن طريق الحوار الجامع الأساس واستنادا للمبادئ التي تنص على منح الشعوب لهذه الدول بما في ذلك المعارضة وكل الأطياف ومنح الحق في إيجاد حلول دون التدخل من الخارج.
وقال لافروف ان روسيا قلقة من المأزق الذي يواجه العملية السلمية في الشرق الأوسط ولفت إلى أن غياب آفاق الحل لأقدم أزمة في المنطقة يفيد أولئك الذين يريدون تقويض الإستقرار في هذه المنطقة الهامة. وأضاف «اتفقنا على استمرار جهود استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وفقا للقرارات الأممية والمبادرة العربية للسلام التي دعمها كل المجتمع الدولي.
وحول جهود محاربة الإرهاب والتطرف، ذكر لافروف أن لروسيا والأردن تصور مشترك حول كيفية تحقيق هذا دون ازدواجية المعايير ودون استعمال شعارات محاربة التطرف للتدخل في الشؤون السيادية للدول الأخرى.
 وردا على سؤال حول موقف السعودية فيما يتعلق بشكل الحل السياسي للأزمة السورية، قال لافروف أعتقد ان السعودية مصممة على إيجاد حل للأزمة السورية وهذا ما أكدنا عليه منذ بداية عملية أستانا وعندما شكلت تركيا وإيران وروسيا مناطق خفض التصعيد، وأضاف أنه عندما بدأت هذه العملية حصلنا من السعودية على التأكيد انها تدعم هذه العملية وستتعاون فيما يخص إنشاء مناطق خفض التصعيد ومبادرات أخرى يتم بحثها في أستانا.
 وأضاف أيضا أن عملية أستانا كما نرى هي أكثر فعالية من ناحية وقف إطلاق النار وخلق الظروف لحل القضايا السياسية وإطلاق الحوار السياس.
 أما من ناحية إطلاق الحوار المباشر بين الحكومة والمعارضة المسلحة، فذكر لافروف انه يعتقد ان كل الذين يدعمون هذا الإطار هم معنيون ليس فقط في نجاح عملية أستانا ولكنهم معنيون أيضا بتسوية الأزمة السورية بشكل يتناسب مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. 
وفي رده على سؤال حول دور الأردن في المنطقة قال لافروف أن روسيا تقدر عاليا مشاركة الاردن في عملية استانا وموضوع مناطق خفض التصعيد.
 وثمن عاليا ان أصدقاءنا الاردنيين سيوجهون مندوبا لهم من عمان الى استانا في اللقاء المرتقب الاسبوع المقبل، وأضاف ان الأردن يشارك كمراقب في عملية استانا إلا أنه يشارك في منطقة خفض التصعيد في الجنوب ليس كمراقب ولكن كشريك فعال وهو ما تثمنه روسيا. 
وأضاف لافروف أنه عندما نتحدث عن التسوية الفلسطينية الإسرائيلية فنحن نولي إهتماما خاصا لمشكلة القدس وندعم الحفاظ على الوضع القائم في المقدسات الدينية في القدس ونشيد بدور الاوقاف.