أخر الأخبار
ناشونال ريفيو: دحر داعش لن يتم عبر غارة أمريكية واحدة
ناشونال ريفيو: دحر داعش لن يتم عبر غارة أمريكية واحدة

عواصم - الكاشف نيوز : في افتتاحية عددها الأخير، رأت صحيفة "ناشونال ريفيو" الأمريكية بأن العملية التي قامت بها الوحدات الخاصة الأمريكية داخل الأراضي السورية تعد إنجازاً حقيقياً يحسب للقوات وللاستخبارات الأمريكية، ونكسة لداعش، تضاف لنكسات أخرى جراء مقتل عدد من قادته.

يتطلب تدمير داعش حملة لمكافحة الإرهاب من نوعية الحملات التي قضت على القاعدة في العراق في عملية دقيقة، طار فريق من قوة دلتا للقوات الخاصة الأمريكية إلى شرق سوريا، ومن ثم اقتحم معسكراً تابعاً لداعش، وهناك واجه أعضاء الفريق العسكري مقاومة شديدة، وتم تبادل لإطلاق النار بينهم وبين إرهابيي داعش، ولكنهم تمكنوا من قتل عشرين من المقاتلين، ومنهم قيادي يدعى أبو سياف، واعتقلوا زوجته، ومن ثم عادوا سالمين، بحيث لم يصب أي منهم.

مبالغة


وتقول الصحيفة إن أبو سياف لعب دوراً في إدارة عمليات داعش المالية، ويقال إنه كان على صلة مباشرة مع أبو بكر البغدادي، كما توحي بعض التقارير بأنه قد يكون لدى زوجته بعض المعلومات حول مقتل رهائن مثل الأمريكية كايلا موللر، ناهيك عن أن الغارة تساعد في تسليط الضوء على وهم وجود حماية دائمة وقوية حول قادة داعش، وهي ضرورة استراتيجية لطالما تجاهلتها إدارة أوباما.

لكن عند متابعة ردود أفعال وسائل الإعلام على العملية، يبدو الأمر وكأن أوباما ألقى القبض على البغدادي ذاته، ومن هنا تدعو الصحيفة لوجوب "توخي الحذر"، إذ على الرغم من نجاح قوة دلتا في مصادرة أجهزة كمبيوتر وأقراص مدمجة ووثائق وغيرها من المواد الاستخباراتية، لا يبدو بأن أبو سياف كان قيادياً رئيسياً في تنظيم داعش، والأكثر احتمالاً أنه كان ضابطاً متوسط المستوى تم استهدافه من أجل إجراء تحقيقات حول الهيكلية العملاتية لداعش.

حملة قوية


وتدعو الصحيفة لوجوب التحلي بالواقعية، وإدراك أن هذه الغارة لن تدمر داعش، بل إن تحقيق ذلك الهدف يتطلب حملة لمكافحة الإرهاب من نوعية الحملات التي قضت على سلف داعش(القاعدة في العراق)، والذي من أجل دحره، شنت الولايات المتحدة والقوات الخاصة البريطانية سلسلة غارات ضد رجال مثل أبو سياف في كل ليلة، وأدت تلك الغارات بدورها لتوفير كم من المعلومات الاستخباراتية ساعدت في التعرف على أهداف جديدة، ولشن غارات أخرى.

وعندما فقد تنظيم القاعدة في العراق توازنه، لم يعد قادراً على استبدال قادته، وشبكة اتصالاته، ومسؤولي عملياته اللوجيستية، وفي نفس الوقت كان تنظيم القاعدة عرضة لضغط كبير من قبل قبائل سنية، ولذا انهار تماماً.

مشكلة


وتشير الصحيفة إلى أنه من المؤسف أنه لا يبدو بأن عملية قوية من النوع المطلوب يجري الإعداد لها حالياً لدحر داعش، وأنه حتى لو كانت إدارة أوباما تعد لهكذا حملة أو لغارات أخرى، وهي المعروفة بسجلها باستخدام عمليات القوات الخاصة كحملات علاقات عامة، لما كانت قد أعلنت بسرعة عن الغارة(بعد 24 ساعة من تنفيذها)، كما أن غياب حملة جادة ينعكس أيضاً على الأرض، وها قد سيطر داعش من جديد على مدينة الرمادي مركز منطقة الأنبار في العراق.

ولذا يحق للإدارة الأمريكية أن تحتفل بمقتل أبو سياف، ولكن لا بد من التحلي بالعقلانية، ودحر داعش لا يتم بهذه الطريقة، وخاصة والتنظيم يواصل عملياته.