أخر الأخبار
موزا بنت ناصر المسند.. أتختفي عن المسرح؟
موزا بنت ناصر المسند.. أتختفي عن المسرح؟

الدوحة-الكاشف نيوز

منذ أن تنازل أمير دولة قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لنجله الشيخ تميم والأسئلة تطرح نفسها ليس عن مصير الشيخ المتنازل ودوره المستقبلي بل عن مستقبل المرأة القوية في تاريخ قطر الحديث الشيخة موزا بنت ناصر المسند ووضعها "المهني والبروتوكولي" في ظل التطورات الجديدة.

والسؤال هو: هل ستحافظ الشيخة موزا على وضعها القوي الذي امتد لـ17 عاماً في شكل مثير للجدل أم انها ستنسحب من دائرة الضوء حالها حال زوجها الأمير السابق، وحال وزير الخارجية القوي السابق حمد بن جاسم بن جبر الذي يقال إن للشيخة موزا الدور الأكبر في إزاحته عن منصبه كخطوة أولى تمهد لتسلم نجلها تميم الحكم من دون أوصياء أو "عقبات" ممكن أن يسببها بن جبر في المستقبل.

يذكر أن الشيخة موزا كانت تفوقت على زوجتين أخريين للحاكم السابق رغم أنهما من أسرة آل ثاني الحاكمة، وهما الشيخة مريم بنت محمد بن حمد آل ثاني والشيخة نورة بنت خالد بن حمد آل ثاني.

وهي أيضاً تفوقت في إزاحة ثلاثة من أبناء الشيخ حمد وهم مشعل وفهد وجاسم عن ولاية العهد لتضمنها من دون منازع لنجلها تميم.

كما أن السؤال الذي يطرح نفسه أيضاً، هو من سيخلف الشيخة موزا في دائرة الضوء كسيدة أولى في قطر من بين زوجتي الأمير الجديد وهما الشيخة جواهر بنت حمد بن سحيم آل ثاني والعنود بنت مانع الهاجري؟.

وكان يشار إلى الشيخة موزا كواحدة من خمس سيدات عربيات أثرن غضب الشارع العربي على هامش ما يسمى بـ(الربيع العربي) وهن: ليلى بن علي زوجة الرئيس التونسي السابق، سوزان مبارك، الملكة رانيا العبدالله ملكة الأردن، واسماء الأسد زوجة الرئيس السوري.

الأم الحاكمة
 
في هذا الإطار، فإن صحيفة (فايننشال تايمز) اللندنية تناولت مثل هذه الأسئلة في تحقيق نشرته الأحد حول زوجة أمير قطر السابق وأم الأمير الحالي الشيخة موزا بنت ناصر المسند تحت عنوان "الأم الحاكمة للخليج الحديث تبتعد عن دائرة الضوء".

وينطلق تحقيق الصحيفة البريطانية من غياب اسم الشيخة موزا في أي من الخطابات التي رافقت عملية انتقال السلطة من زوجها حمد بن خليفة آل ثاني الذي بات يسمى بـ "الأمير الأب" إلى ابنها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر الجديد، ولا في التغطية التلفزيونية للمراسم وجموع المبايعين للأمير الجديد.

وكان يقال إن نجومية الشيخة موزا واحتلالها لقب السيدة الأولى من دون منازع في قصر آل ثاني كان بسبب قوة والدها الراحل الشيخ ناصر بن عبدالله المسند الذي سعى آل ثاني لاستمالته اثر الأحداث التي عصفت بقطر العام 1964 بين عائلة الحكم وآل المسند الذين ينتمون إلى قبيلة الهواجر، وهي إحدى أقطاب حلف (المهاندة) القوي الذي قام في قطر بين عدة أسر.

عبدالله المسند

ذلك الحدث كان طرفه الرئيسي الشيخ عبدالله المسند (جد موزا) في مواجهة حاكم قطر آنذاك الشيخ أحمد بن علي آل ثاني، الأمر الذي أدى الى خروج الكثير من أسر المهاندة الى دولة الكويت التي استقروا فيها لفترة من الوقت ولكن بعضهم عاد الى قطر بعد مصالحة قادها عدد من زعماء الخليج وفي مقدمتهم العاهل السعودي الراحل الملك فيصل بن عبدالعزيز.

وكانت شرارة الأحداث انطلقت بعد مطالبة اعيان وافراد القبائل القطرية بنبذ الطبقية والغاء الفروقات بين الشعب القطري، وكانت من ضمنها ارقام سيارات خاصة تحمل علمين قطريين خاصين بالطبقة الحاكمة.

وخلال تلك الأحداث تم أسرالشيخ ناصر بن عبدالله المسند ابن امير قبيلة المهاندة وعدد آخر من افراد باقي العشائر القطرية ، ونزوح القبيلة باكملها الى دولة الكويت.

ورغم عودة هذه الأسر، إلا أن الشيخ عبدالله ظل في الكويت لعشر سنوات ومعه ابناؤه ومن بينهم الشيخ ناصر والد موزا التي درست وتعلمت في مدارس الكويت.

التخلص من حمد بن جاسم

وتقول صحيفة (فايننشال تايمز) وعلى الرغم من كل هذه التطورات كانت الشيخة موزا في قلب هذه الدراما التي دارت داخل القصر الأميري في الدوحة والتي وصلت ذروتها هذا الأسبوع بتسليم زوجها السلطة إلى ابنها، في لحظة غير مسبوقة في التاريخ الحديث للأسر الحاكمة في الخليج.


ويشير التقرير إلى أن هذا التغيير لم يشمل تسليم العرش ابنها، من بين ابناء الشيخ حمد بن خليفة الـ 24 من زوجاته الثلاث، حسب ، بل وشمل التخلص من منافسها الرئيسي في البلاط القطري رئيس الوزراء القوي الشيخ حمد بن جاسم.

وينقل التقرير عن أحد المقربين من الشيخة موزا وصفه للتغيير في قطر بأنه "لحظتها" بامتياز، إذ ضمنت الشيخة البالغة من العمر 53 عامًا شرعية أن تكون "الأم الحاكمة في قطر الحديثة".

ويضيف التقرير أن التغيير في قطر يعني أيضاً أن عليها الاعتياد على ظهور أقل بعد أن ظلت لسنوات المرأة الأكثر حضورًا في المنطقة. فالشيخ تميم البالغ من العمر 33 عامًا سيختار واحدة من زوجتيه كسيدة أولى في البلاد.

وينقل التقرير عن الباحث سلمان الشيخ من معهد بروكينغز في الدوحة قوله: "أنا واثق من أنها ستبقى أكثر في الخلفية محليًا، لكن سيكون لها ولزوجها تأثير راسخ في ما يجري".

مهام موزا بنت ناصر

خلال وجودها في دائرة الضوء الحقيقية قامت الشيخة موزا بنت ناصر بالعديد من المهمات، وفي عودة لموقع الشيخة على شبكة الانترنت فإننا نقرأ انها قامت بدورٍ أساسي في دعم توجهات الأمير الهادفة إلى جعل قطر بلداً مزدهراً قائماً على المعرفة.
 
كما أنها شكلت لأكثر من خمسة عشر عاماً، القوة المحفزة لإنجاز الإصلاحات التعليمية والاجتماعية في قطر الهادفة إلى اعداد القطريين والقطريات وتأهيلهم لخوض حلبة المنافسة والندية في مجال الاقتصاد العالمي القائم على المعرفة بكل جدارة، مع الحفاظ في الوقت ذاته على بناء أسري ومجتمعي قوي ومترابط.
 
وشغلت الشيخة موزة مناصب عديدة وكثيرة لعل من بينها:

- رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع (مؤسسة قطر)، وهي مؤسسة خاصة غير ربحية تأسست عام 1995 تقود عدداً هاماً من مشاريع التعليم والبحث العلمي والتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
- نائب رئيس المجلس الأعلى للصحة.
- نائب رئيس المجلس الأعلى للتعليم.
- رئاسة مجلس إدارة مركز السدرة للطب والبحوث، وهو مستشفى جديد للتدريب والأبحاث، من المنتظر أن يصبح واحداً من المؤسسات الرائدة في مجال العناية الخاصة بالنساء والأطفال.
- عضو لجنة توجيه مبادرة الأمين العام للأمم المتحدة "التعليم أولاً"
- عضو مدافع عن الأهداف الإنمائية للألفية للأمم المتحدة
- رئيس مجلس إدارة مؤسسة "التعليم فوق الجميع"
- رئيس مجلس إدارة مؤسسة صلتك
- رئيس مجلس إدارة المؤسسة العربية للديموقراطية
- نائب رئيس المجلس الأعلى للتعليم في قطر (مارس 2006 - فبراير 2012)، وقد أنشىء هذا المجلس عام 2002 لوضع خطط التطوير التعليمي بدولة قطر.
- سفيرة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات
- رئيس مجلس إدارة مركز السدرة للطب والبحوث
- المبعوث الخاص للتعليم الأساسي والعالي في اليونيسكو
- رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة (1998 - 2009)
- رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وهي مؤسسة انطلقت عام 1995، وتشكل رافعة للتنمية الشاملة في قطر.

جوائز

ونتيجة لجهود الشيخة موزا بنت ناصر المسند، فقد تلقت العديد من التكريمات منها "جائزة تشاتنهام هاوس" المرموقة تقديراً لمساهماتها في تعزيز العلاقات الدولية. وعضوية أكاديمية الفنون الجميلة في معهد فرنسا يونيو 2009،  الذي يعمل على رفع الوعي بالفن من خلال التعليم ويساعد في تعزيز العلاقات الدولية عبر الفن .
 
ويشار الى أن الشيخة موزا بنت ناصر خريجة جامعة قطر، حصلت على بكالوريوس في علم الاجتماع، كما منحت شهادات الدكتوراه الفخرية من كل من جامعة فرجينيا كومنولث، وجامعة تكساس أي أند أم، وجامعة كارنيجي ميلون، وكلية أمبيريال في لندن، وجامعة جورجتاون.

وكانت الشيخة موزا تزوجت من الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عام 1977 وأنجبا سبعة أبناء هم: الشيخ جاسم (الممثل الشخصي للأمير)، الشيخ تميم (امير دولة قطر)، الشيخة المياسة (رئيس مجلس أمناء هيئة متاحف قطر)، الشيخة هند (مدير مكتب الأمير)، الشيخ جوعان (ضابط في القوات المسلحة القطرية)، الشيخ محمد (قائد فريق قطر لسباقات القدرة) والشيخ خليفة.

*عن إيلاف