سوريا - الكاشف نيوز : سيطرت الخميس، فصائل المعارضة المسلحة، المنضوية تحت غرفة عمليات جيش الفتح، على مدينة أريحا، آخر معاقل النظام الاستراتيجية في إدلب بعد نحو 3 ساعات من الاشتباكات فرت في نهايتها.
وبعد السيطرة على أريحا، فلم يبق للنظام، في محافظة إدلب، إلا مطار أبو الضهور العسكري وبعض الحواجز بين أريحا وجسر الشغور، بالاضافة الى بلدتي الفوعة وكفريا.
وشوهدت قوات المعارضة في الساحة الرئيسية للمدينة، الواقعة في جنوب غرب إدلب، وشوارعها ومراكزها الحكومية، وقسم من الغنائم التي سيطر عليها جيش الفتح من قوات النظام.
وأفاد رئيس المرصد الموحد لغرفة عمليات "جيش الفتح" عمار أبو حسن ، أن "جيش الفتح بدأ التمهيد بالمدفعية الثقيلة والدبابات والهاون على مواقع قوات النظام الساعة الرابعة عصر البارحة الخميس، واستمر التمهيد لمدة ساعتين تقريبا حتى الساعة السادسة، حيث بدأ اقتحام حواجز ومواقع تجمع قوات النظام في المدينة.
وأضاف أن "قوات النظام انسحبت من بعض المواقع دون أي اشتباكات، واتجهت هاربة إلى حواجز بسنقول والقياسات غرب المدينة ، فيما قام جيش الفتح بتمشيط أحياء المدينة و ملاحقة الجنود الفارين حتى طلوع الفجر، تلاها تحرير قرية معترم بالكامل"، لافتاً إلى أن جيش الفتح دمر دباتين للنظام أثناء انسحابها من المدينة.
وأشار أبوحسن بأن جيش الفتح "أسر عدد كبير من قوات النظام إضافة إلى عناصر من حزب الله اللبناني"، مشيراً بأن الغنائم التي حصلت عليها كانت كثيرة و نوعية من أسلحة ثقيلة و مصفحات و مدرعات.
ويرى محللون أن الهزائم التي تلقتها قوات النظام السوري في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا, هي مؤشر قوي على انهيار عسكري أوسع لنظام بشار الأسد.
ويقول خبراء ان السيطرة على ادلب يفتح الطريق أمام المعارضة السورية لمهاجمة محافظتي حمص وحماة في وسط سوريا من الغرب بعد هجوم تنظيم "الدولة الاسلامية" من الشرق.
وقالت صحيفة "الديلي تلغراف" البريطانية أن دفاعات النظام السوري تتهاوى سريعا أمام هجمات مقاتلي المعارضة على عدة جبهات, وهو ما يرجح اقتراب سقوط نظام الأسد.
وكانت مجلة "الإيكونومست" البريطانية ذكرت أيضا في وقت سابق أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وداعميه، ممثلين بإيران وحزب الله وروسيا، لم تعد لهم اليد العليا، في ظل النجاحات، التي يحققها الثوار السوريون على الأرض.
وأضافت المجلة في تقرير لها في 10 مايو/ايار أن الوضع على الأرض بدا بالاختلال الآن لصالح المعارضة السورية،, حيث فقد نظام الأسد الشهر الماضي مدينتي إدلب وجسر الشغور ومدينتين أخريين في شمال غرب سوريا لصالح المعارضة، كما تمكن انتحاري من الوصول إلى قلب دمشق، وتفجير نفسه، بالرغم من خضوع العاصمة لرقابة مشددة، بالإضافة إلى أن مدينة اللاذقية الساحلية ومسقط رأس عائلة الأسد أصبحت الآن في مرمى نيران الثوار.
وتابعت المجلة أن نظام الأسد يعاني أيضا نقصا في الرجال، وذلك على الرغم من استخدامه لميليشيات أجنبية، وأن قوات إيرانية وأخرى تعود لحزب الله انسحبت من بعض المناطق في جنوب سوريا، وذلك من أجل تكثيف الحماية على دمشق وعلى الحدود مع لبنان، حيث تشن جبهة النصرة وجيش الفتح هجمات عنيفة.
وأشارت أيضا إلى أن جنود النظام السوري يتذمرون إزاء استخدامهم وقودا للمعارك، وأن خلافات تجري في أوساط الأجهزة الأمنية التابعة للنظام.
وأضافت "الإيكونومست" أن الثوار السوريين أصبحوا أكثر تنظيما، وأن عدة جماعات -منها جبهة النصرة- اندمجت في جيش واحد هو "جيش الفتح", الذي تمكن من السيطرة على إدلب، وأن الفرصة مواتية لسيطرة المعارضة على مدينة حلب.
وأشارت المجلة أيضا إلى أن المعارضة السورية تتلقى الآن دعما خارجيا أكثر من أي وقت مضى، وأن نظام الاسد يواجه مشاكل اقتصادية تؤثر عليه وعلى حلفائه، وذلك في أعقاب انخفاض سعر النفط الذي ترك أثره على حليفيه، إيران وروسيا، موضحة أن كل الدلائل تشير إلى أن نظام الأسد بات أضعف من أي وقت مضى.
وحقق مقاتلو فصائل المعارضة السورية -ومن بينها جبهة النصرة- تقدما خلال الأسابيع الأخيرة في محافظة درعا (جنوب) حيث سيطروا على معبر نصيب الحدودي مع الأردن، كما سيطروا على مواقع عدة أبرزها مدينة إدلب مركز المحافظة الواقعة شمال غرب البلاد ومدينة جسر الشغور الاستراتيجية.