لندن-الكاشف نيوز
مع طي صفحة تسليمه إلى الأردن من جانب بريطانيا التي امتدت نحو عشر سنوات، أفادت مصادر بأن رجل الدين الأردني "أبو قتادة" سيتم نقله إلى مركز أمني أردني فور وصوله إلى مطار ماركا العسكري قرب عمّان يوم الأحد المقبل.
يصل رجل الدين الأردني من أصل فلسطيني محمد عمر عثمان "أبو قتادة" الموصوف في بريطانيا بـ "داعية الكراهية" إلى عمّان تحت حراسة أمنية أردنية بريطانية على متن طائرة عسكرية أردنية.
ويرغب الأردن بإعادة محاكمة أبو قتادة في قضيتين مرتبطتين بالتحضير لاعتداءات مفترضة حوكم عليها غيابيًا في الأردن، وصدر بحقه حكم بالسجن مدى الحياة مع الاشغال الشاقة عام 1998، وبالسجن 15 عاماً عام 2000.
وأبو قتادة الذي اعتبر لفترة ممثل تنظيم القاعدة في اوروبا، اعتقل للمرة الاولى في بريطانيا 2002 وأمضى منذ ذلك الحين القسم الاكبر من حياته في السجن، من دون أن توجه اليه أي تهمة.
وكان أفرج عن رجل الدين المتشدد لفترة وجيزة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وأمضى بضعة اشهر مع زوجته وعدد من ابنائه في لندن. لكنه اعيد الى السجن في بداية آذار (مارس) لأن السلطات البريطانية اتهمته بانتهاك حريته المشروطة.
وقال مسؤول حكومي أردني الاربعاء إن الأردن سيتسلم، الأحد، الاسلامي المتشدد ابو قتادة، الذي تحاول لندن ترحيله منذ نحو عقد. وكانت بريطانيا صادقت رسميًا في 21 حزيران (يونيو) الماضي على اتفاق مع الأردن لتسهيل ترحيل محمد عمر عثمان (52 عامًا) والملقب بـ "ابو قتادة".
ويرمي الاتفاق الثنائي الذي صادق عليه مؤخرًا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الى تبديد المخاوف التي عبر عنها مرارًا القضاء البريطاني لتبرير رفض ترحيله.
وكان القضاء البريطاني يخشى قبل الاتفاق من استخدام افادات تم الادلاء بها تحت التعذيب ضد ابو قتادة، اذا ما تمت محاكمته في بلاده.
وكان وزراء بريطانيون أصروا على أن عقبات قانونية لا تزال قائمة أمام ترحيل أبو قتادة، لكن مصادر حكومية أكدت أن لندن ستسلمه إلى السلطات الأردنية بنهاية الأسبوع الحالي بعد إصدار مذكرة جديدة بترحيله تمنحه مهلة 72 ساعة للاستئناف.
ونسبت صحيفة (ديلي ميل) الخميس إلى وزير الدولة البريطاني لشؤون الأمن، جيمس بروكنشاير، قوله: "لا تزال أمامنا خطوات يتعين اتباعها لكن تركيزنا هو على رؤية أبو قتادة على متن طائرة تنقله إلى الأردن في أقرب فرصة".
ومهّدت اتفاقية مشتركة بين لندن وعمان الطريق أمام بريطانيا لتسليم أبو قتادة إلى الأردن لمحاكمته بتهم على علاقة بالإرهاب بعد تصديق برلماني البلدين عليها، وتحظر استخدام الأدلة المنتزعة تحت التعذيب ضده، وتضمن حماية حقوقه الإنسانية.
ويُحتجز أبو قتادة، البالغ من العمر 52 عاماً، والذي جاء إلى بريطانيا لطلب اللجوء السياسي العام 2003، في سجن بلمارش بجنوب شرق لندن حالياً بأمر من محكمة بريطانية بعد اعتقاله من قبل شرطة العاصمة في آذار (مارس) الماضي بتهمة خرق شروط إطلاق سراحه بكفالة.
وعرض أبو قتادة الشهر الماضي مغادرة بريطانيا طوعاً إلى الأردن، حيث أدانته محكمة غيابياً بالتورط في مؤامرة لشن هجمات ضد أهداف غربية وإسرائيلية، شريطة تصديق البلدين على الاتفاقية المشتركة لتسليم المطلوبين، والتي تضمن حصوله على محاكمة عادلة وتمنع استخدام الأدلة المنتزعة من خلال التعذيب ضده.
وكانت وزيرة الداخلية البريطانية، تريزا ماي، كشفت في حزيران (يونيو) الماضي أن تكاليف الإجراءات القانونية لترحيل أبو قتادة وصلت إلى 1716306 جنيهات استرلينية منذ العام 2005.