أخر الأخبار
شيخ الأزهر يشدد على «حرمة الدم»
شيخ الأزهر يشدد على «حرمة الدم»

 

 

القاهرة - الكاشف نيوز : 
هدد شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، بالاعتكاف في منزله احتجاجا على تزايد العنف في البلاد، بعد مقتل أكثر من 40 مصريا في مواجهات مع قوات الجيش والشرطة شرق القاهرة أمس. وشدد الطيب على «حرمة الدم»، ودعا لجدول زمني للانتقال الديمقراطي. كما نددت الكنيسة بأعمال العنف، في وقت أعلنت فيه القوات المسلحة أنه يمكن للمعتصمين مغادرة الميادين في أمان ومن دون ملاحقة، في إشارة إلى عدة آلاف من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، يعتصمون في منطقة رابعة العدوية شرق العاصمة وميدان «نهضة مصر» غرب المدينة.
وأعلن شيخ الأزهر الشريف أمس أنه قد يُضطر للاعتكاف في منزله «حتى يتحمل الجميع مسؤوليتهم ولحين وقف أعمال العنف، والتوصل إلى مصالحة وطنية شاملة»، وذلك في تعليقه على اشتباكات محيط مقر الحرس الجمهوري فجر أمس، والتي أسفرت عن مقتل 42 وإصابة ما يزيد على 300، حسبما أعلنت وزارة الصحة. وقال الطيب، في مداخلة هاتفية للتلفزيون الرسمي من مدينة الأقصر مسقط رأسه بصعيد مصر «من خلال مسؤوليتي الدينية قد أجد نفسي مضطرا في هذا الجو الذي تفوح فيه رائحة الدم، ولا يفارق ذهني فيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لزوال الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله عز وجل من إراقة دم مسلم بغير حق)، أن أعتكف في بيتي حتى يتحمل الجميع مسؤوليته تجاه وقف نزيف الدم منعا من جر البلاد إلى حرب أهلية طالما حذرنا من الوقوع فيها».
وأثنى عدد من علماء الأزهر على موقف شيخ الأزهر بالتهديد بالاعتكاف، قائلين لـ«الشرق الأوسط»، إنه اتخذ الموقف الشرعي في ذلك، بأنه عندما تشتد الفتنة على كل مسلم أن يلزم بيته. فيما قال مصدر مسؤول في مشيخة الأزهر الشريف إن «شيخ الأزهر كان ينوي قضاء الأيام العشرة الأولى من شهر رمضان في بلدته بقرية القرنة بالأقصر، وهي إجازته السنوية المعهودة، لكن الأحداث الأخيرة ومشاهد الدماء في الشوارع جعلته يغير مما كان ينتويه، ويقرر العودة أمس إلى القاهرة»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط»: «ما حدث بالأمس من دماء أقلقه وجعله يفضل البقاء في قريته بالأقصر لحين أن يتحمل الجميع مسؤولية الوطن». ولفت المصدر المسؤول إلى أن شيخ الأزهر سجل كلمته عبر الهاتف وتمت إذاعتها على التلفزيون الرسمي من مسقط رأسه بمدينة الأقصر أمس.
وطرح الدكتور الطيب خارطة طريق قبل يومين، محذرا من فتنة تجر البلاد للهاوية. ودعا الجيش لمنع المواجهات بين الخصوم السياسيين. ووجه الأزهر «صرخة» إلى مؤيدي ومعارضي الرئيس المعزول محمد مرسي والأمة، مؤكدا أن الدين والوطنية براء من أي دم يسفك، وبراء من كل من يشارك في كل قطرة دم تسفك.
وجدد الدكتور الطيب مبادرته للمرحلة المقبلة من جديد أمس، مطالبا بضرورة «تشكيل لجنة تقصي حقائق، وفتح تحقيق عاجل في الاشتباكات التي وقعت أمس، بمحيط دار الحرس الجمهوري، وإعلان النتائج أولا بأول على الشعب المصري حتى تتضح الحقائق وتوأد الفتنة، وكذا تشكيل لجنة المصالحة الوطنية خلال يومين على الأكثر - حفاظا على الدماء - وإعطاؤها صلاحيات كاملة لتحقيق المصالحة الشاملة التي لا تقصي أحدا من أبناء الوطن، فالوطن ليس ملكا لأحد وهو يسعُ الجميع».
وتابع الدكتور الطيب في بيانه للأمة أنه يجب الإعلان العاجل عن مدة الفترة الانتقالية، والتي ينبغي ألا تزيد على ستة أشهر، و«الإعلان عن جدول زمني واضح ودقيق للانتقال الديمقراطي المنشود الذي يحقق وحدة المصريين وحقن دمائهم، وهو الأمر الذي من أجله شاركت في حوار القوى والرموز الوطنية والسياسية».
وأهاب شيخ الأزهر الشريف بجميع وسائل الإعلام المختلفة ضرورة القيام بالواجب الوطني في تحقيق المصالحة الوطنية ولم الشمل، وتجنب كل ما من شأنه أن يثير الاحتقان أو يؤججه. وطالب الدكتور الطيب بإطلاق سراح جميع المحتجزين والمعتقلين السياسيين وإتاحة الفرصة لهم أن يعودوا إلى حياتهم العادية أمنيين مطمئنين. كما أكد على واجب الدولة في حماية المتظاهرين السلميين وتأمينهم وعدم الملاحقة السياسية لأي منهم. ووجه شيخ الأزهر الدعوة لكل الأطراف على الساحة المصرية لتحكيم صوت العقل والحكمة قبل فوات الأوان.
وفي السياق نفسه، رفضت الكنيسة الإنجيلية الاعتداءات وأعمال العنف التي تجري حاليا في البلاد والاعتداء على دار الحرس الجمهوري الذي نشب فجر أمس. وأصدرت الكنيسة الإنجيلية بيانا قالت فيه «إن قتل نفس حرم الله قتلها خطيئة في حق الوطن والإنسانية. ومصرنا أمانة في أعناقنا، فلنحكم ضمائرنا وعقولنا مدركين أن الشباب كلهم هم ثورتنا وثروتنا التي لا تعوض.. فالكراسي زائلة والمراكز فانية مهما علت».
وأضاف البيان الموقع باسم الدكتور صفوت البياضي رئيس الكنيسة «فليحفظ الله وحدتنا ونصون دماءنا حتى لا نسيء إلى تاريخنا وحضارتنا ووحدتنا، دعونا نقف وقفة حساب أمام الله وأمام العالم ونسأل أنفسنا لماذا هذا التقاتل والعالم من حولنا يرى دماءنا على ترابنا تسيل بأيدينا، فلنعد إلى الصواب ونبني ما تهدم، ونتقدم للبناء لا للهدم».
من جانبها، دعت القوات المسلحة المصرية المعتصمين في الميادين بالبلاد إلى مغادرة أماكنهم. وصرح العقيد أركان حرب أحمد محمد علي، المتحدث الرسمي العسكري، أمس، بأن المعتصمين في الميادين كافة يمكنهم مغادرة أماكنهم بمنتهى الأمان ومن دون أي ملاحقة.

 

القاهرة - الكاشف نيوز : 
هدد شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، بالاعتكاف في منزله احتجاجا على تزايد العنف في البلاد، بعد مقتل أكثر من 40 مصريا في مواجهات مع قوات الجيش والشرطة شرق القاهرة أمس. وشدد الطيب على «حرمة الدم»، ودعا لجدول زمني للانتقال الديمقراطي. كما نددت الكنيسة بأعمال العنف، في وقت أعلنت فيه القوات المسلحة أنه يمكن للمعتصمين مغادرة الميادين في أمان ومن دون ملاحقة، في إشارة إلى عدة آلاف من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، يعتصمون في منطقة رابعة العدوية شرق العاصمة وميدان «نهضة مصر» غرب المدينة.
وأعلن شيخ الأزهر الشريف أمس أنه قد يُضطر للاعتكاف في منزله «حتى يتحمل الجميع مسؤوليتهم ولحين وقف أعمال العنف، والتوصل إلى مصالحة وطنية شاملة»، وذلك في تعليقه على اشتباكات محيط مقر الحرس الجمهوري فجر أمس، والتي أسفرت عن مقتل 42 وإصابة ما يزيد على 300، حسبما أعلنت وزارة الصحة. وقال الطيب، في مداخلة هاتفية للتلفزيون الرسمي من مدينة الأقصر مسقط رأسه بصعيد مصر «من خلال مسؤوليتي الدينية قد أجد نفسي مضطرا في هذا الجو الذي تفوح فيه رائحة الدم، ولا يفارق ذهني فيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لزوال الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله عز وجل من إراقة دم مسلم بغير حق)، أن أعتكف في بيتي حتى يتحمل الجميع مسؤوليته تجاه وقف نزيف الدم منعا من جر البلاد إلى حرب أهلية طالما حذرنا من الوقوع فيها».
وأثنى عدد من علماء الأزهر على موقف شيخ الأزهر بالتهديد بالاعتكاف، قائلين لـ«الشرق الأوسط»، إنه اتخذ الموقف الشرعي في ذلك، بأنه عندما تشتد الفتنة على كل مسلم أن يلزم بيته. فيما قال مصدر مسؤول في مشيخة الأزهر الشريف إن «شيخ الأزهر كان ينوي قضاء الأيام العشرة الأولى من شهر رمضان في بلدته بقرية القرنة بالأقصر، وهي إجازته السنوية المعهودة، لكن الأحداث الأخيرة ومشاهد الدماء في الشوارع جعلته يغير مما كان ينتويه، ويقرر العودة أمس إلى القاهرة»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط»: «ما حدث بالأمس من دماء أقلقه وجعله يفضل البقاء في قريته بالأقصر لحين أن يتحمل الجميع مسؤولية الوطن». ولفت المصدر المسؤول إلى أن شيخ الأزهر سجل كلمته عبر الهاتف وتمت إذاعتها على التلفزيون الرسمي من مسقط رأسه بمدينة الأقصر أمس.
وطرح الدكتور الطيب خارطة طريق قبل يومين، محذرا من فتنة تجر البلاد للهاوية. ودعا الجيش لمنع المواجهات بين الخصوم السياسيين. ووجه الأزهر «صرخة» إلى مؤيدي ومعارضي الرئيس المعزول محمد مرسي والأمة، مؤكدا أن الدين والوطنية براء من أي دم يسفك، وبراء من كل من يشارك في كل قطرة دم تسفك.
وجدد الدكتور الطيب مبادرته للمرحلة المقبلة من جديد أمس، مطالبا بضرورة «تشكيل لجنة تقصي حقائق، وفتح تحقيق عاجل في الاشتباكات التي وقعت أمس، بمحيط دار الحرس الجمهوري، وإعلان النتائج أولا بأول على الشعب المصري حتى تتضح الحقائق وتوأد الفتنة، وكذا تشكيل لجنة المصالحة الوطنية خلال يومين على الأكثر - حفاظا على الدماء - وإعطاؤها صلاحيات كاملة لتحقيق المصالحة الشاملة التي لا تقصي أحدا من أبناء الوطن، فالوطن ليس ملكا لأحد وهو يسعُ الجميع».
وتابع الدكتور الطيب في بيانه للأمة أنه يجب الإعلان العاجل عن مدة الفترة الانتقالية، والتي ينبغي ألا تزيد على ستة أشهر، و«الإعلان عن جدول زمني واضح ودقيق للانتقال الديمقراطي المنشود الذي يحقق وحدة المصريين وحقن دمائهم، وهو الأمر الذي من أجله شاركت في حوار القوى والرموز الوطنية والسياسية».
وأهاب شيخ الأزهر الشريف بجميع وسائل الإعلام المختلفة ضرورة القيام بالواجب الوطني في تحقيق المصالحة الوطنية ولم الشمل، وتجنب كل ما من شأنه أن يثير الاحتقان أو يؤججه. وطالب الدكتور الطيب بإطلاق سراح جميع المحتجزين والمعتقلين السياسيين وإتاحة الفرصة لهم أن يعودوا إلى حياتهم العادية أمنيين مطمئنين. كما أكد على واجب الدولة في حماية المتظاهرين السلميين وتأمينهم وعدم الملاحقة السياسية لأي منهم. ووجه شيخ الأزهر الدعوة لكل الأطراف على الساحة المصرية لتحكيم صوت العقل والحكمة قبل فوات الأوان.
وفي السياق نفسه، رفضت الكنيسة الإنجيلية الاعتداءات وأعمال العنف التي تجري حاليا في البلاد والاعتداء على دار الحرس الجمهوري الذي نشب فجر أمس. وأصدرت الكنيسة الإنجيلية بيانا قالت فيه «إن قتل نفس حرم الله قتلها خطيئة في حق الوطن والإنسانية. ومصرنا أمانة في أعناقنا، فلنحكم ضمائرنا وعقولنا مدركين أن الشباب كلهم هم ثورتنا وثروتنا التي لا تعوض.. فالكراسي زائلة والمراكز فانية مهما علت».
وأضاف البيان الموقع باسم الدكتور صفوت البياضي رئيس الكنيسة «فليحفظ الله وحدتنا ونصون دماءنا حتى لا نسيء إلى تاريخنا وحضارتنا ووحدتنا، دعونا نقف وقفة حساب أمام الله وأمام العالم ونسأل أنفسنا لماذا هذا التقاتل والعالم من حولنا يرى دماءنا على ترابنا تسيل بأيدينا، فلنعد إلى الصواب ونبني ما تهدم، ونتقدم للبناء لا للهدم».
من جانبها، دعت القوات المسلحة المصرية المعتصمين في الميادين بالبلاد إلى مغادرة أماكنهم. وصرح العقيد أركان حرب أحمد محمد علي، المتحدث الرسمي العسكري، أمس، بأن المعتصمين في الميادين كافة يمكنهم مغادرة أماكنهم بمنتهى الأمان ومن دون أي ملاحقة.