عواصم-الكاشف نيوز
بدأت ملامح مشروع لإقامة "إدارات محلية" تتبلور في المناطق ذات الغالبية الكردية مع مرور الذكرى الأولى لخروج بعض المناطق عن سيطرة النظام السوري في 19 تموز (يوليو) العام الماضي، بالتزامن مع اخراج مقاتلين اكراد عناصر اسلامية متشددة من مدينة رأس العين قرب الحدود مع تركيا شمالاً.
وأفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" بأن قوات "الحماية الشعبية" التابعة لـ "مجلس غرب كردستان" سيطرت على رأس العين بما في ذلك المعبر الحدودي مع تركيا، بعد مواجهات مع مقاتلي "الدولة الإسلامية في العراق والشام" و "جبهة النصرة"، ما ادى الى انهيار اتفاق هش كان جرى التوصل اليه في بداية العام الجاري.
وقال رئيس "الاتحاد الديموقراطي الكردي" صالح مسلم، الأربعاء، إن المقاتلين الأكراد سيطروا على المعبر الحدودي الذي يربط رأس العين (سري كانيه باللغة الكردية) بتركيا إثر اشتباكات بين الطرفين، حيث "أفسح مقاتلو الحماية الشعبية في المجال للمقاتلين الإسلاميين المتشددين للهروب إلى مناطق أخرى، لكي لا تحصل اشتباكات مع الجانب التركي". وأفادت مصادر كردية بأن "عدداً من مقاتلي وحدات الشعب قضوا في الاشتباكات" التي استمرت في مناطق مختلفة طوال الأربعاء. وقال "المرصد" ونشطاء أكراد إن أهالي رأس العين امتعضوا من تصرفات "النصرة" و "الدولة الإسلامية" خلال شهر الصوم.
وأوضح زعيم "الاتحاد الديموقراطي" أن الحزب طرح في 2007 مشروعاً نص على إقامة إدارات محلية ذاتية لتقديم خدمات للمواطنين، من إغاثة واقتصاد ومساعدات وإدارة محلية وتجارة، بحيث يجري انتخاب ممثلين لكل منطقة وصولاً إلى انتخاب اعضاء "الهيئة الكردية العليا" التي تضم عشرة اعضاء معينين. وتابع مسلم انه بحث المشروع مع مسؤولين في الأحزاب الكردية السورية في السليمانية قبل أسابيع، وأنه سيبحثه مجدداً مع مسؤولين في أربيل خلال زيارته اليها.
وأكد رئيس "الحزب الديموقراطي التقدمي الكردي" عبد الحميد درويش أن "إعلان أي شكل من الإدارة التي تتضمن مطالب الشعب الكردي في سورية من جانب حزب واحد سيكون خطأ كبيراً". ودعا إلى مشاركة كل الأحزاب الكردية في المناقشات "وفي هذه الإدارة المعلنة والمتفق عليها بهذا القدر أو ذاك".
وكان شيرزاد اليزيدي الناطق باسم "مجلس غرب كردستان"، قال إن المشروع الذي طرح في القامشلي في شمال غربي البلاد قبل فترة، تضمن تشكيل ادارة موسعة تشمل مختلف الأطياف السياسية والعرقية في إطار "إدارة موقتة يكون هدفها الإعداد لعقد اجتماعي جديد وانتخابات حرة بإشراف دولي بما في ذلك الأمم المتحدة". وتابع اليزيدي أن المشروع يتضمن أن تتولى الإدارة الموقتة التهيئة خلال ثلاثة اشهر لانتخابات تحصل خلال ستة أشهر في الأماكن ذات الغالبية الكردية، وتشمل الجزيرة السورية في الحسكة والقامشلي شرقاً وعفرين في شمال حلب ورأس العين.
غير أن مسلم أكد أن الأمر لا يزال قيد الدرس وهناك الكثير من الأفكار المتداولة والمعلومات غير الدقيقة، موضحاً أن "الاتحاد" كان أول من طرح المشروع الذي "يقوم فقط على تأسيس إدارات محلية منتخبة لإدارة شؤون البلاد إلى حين استقرار البلد ضمن الوحدة السياسية السورية".
ميدانياً، أفاد "المرصد" بأن سبعة أشخاص بينهم طفل "قتلوا في انفجار عبوة ناسفة موضوعة في سيارة في بلدة كناكر الواقعة جنوب غربي دمشق"، في وقت استمرت الاشتباكات امس بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في مناطق من حي القابون شمال شرقي دمشق "في اطار محاولة القوات النظامية السيطرة على الحي بشكل كامل"، وفق "المرصد" الذي أشار إلى تعرض حي برزة البلد المجاور لقصف عنيف بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة، وسط اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية، إثر محاولات للأخيرة للسيطرة على الحي من جهة "مستشفى تشرين العسكري".
وفي حمص وسط البلاد، ذكر الناشط المعارض يزن الحمصي أن محاولات القوات النظامية اقتحام حي باب هود وسط المدينة تجددت امس "بعد ثلاثة أيام من الهدوء". وأوضح أن هذه المحاولات ترافقت مع "تكثيف القصف على الحي"، فيما قال "المرصد" إن قصفاً عنيفاً تعرض له باب هود وسط انفجارات قوية دوت فيه.
وكانت ناطقة باسم الجيش الإسرائيلي أعلنت ليل أول من أمس أن مسلحين سوريين تسللوا الى ثكنة عسكرية مهجورة في المنطقة التي تحتلها اسرائيل من هضبة الجولان. وزادت: "تم رصد تحركات مشبوهة في ثكنة مهجورة للجيش الإسرائيلي شرق السياج في جنوب هضبة الجولان. تم اطلاق نيران على دورية للجيش في المنطقة ثم ردوا بإطلاق النار على المصدر"، مشيرة الى عدم وقوع اصابات او اضرار لدى الجانب الإسرائيلي.
ويأتي الحادث بعد يوم من سقوط قذائف عدة من سوريا على القسم المحتل من الجولان. وفي رسالة الى مجلس الأمن دعا مندوب اسرائيل في الأمم المتحدة رون بروسور مجلس الأمن الى ادانة اطلاق النار من الجانب السوري، واصفاً اياه بـ "الانتهاك الفاضح" لاتفاق فك الاشتباك بين سورية وإسرائيل للعام 1974. وحذر من ان "الحكومة الإسرائيلية لن تسمح بأن يكون مواطنوها ضحايا لهذه الاعتداءات" وأنها "ستواصل ممارسة حقها المشروع في الدفاع عن النفس".
وفي واشنطن، اعتبرت السفيرة الأميركية المعينة لدى الأمم المتحدة سامنتا باور ان عدم تحرك مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة السورية يشكل "عاراً". وقالت في جلسة استماع امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ "اننا نشهد فشل مجلس الأمن في الرد على المذبحة في سورية. انه عار سيحكم عليه التاريخ بقسوة".
ورداً على اسئلة اعضاء اللجنة رأت باور (42 سنة) أن الوضع في سورية يشكل احد أسوأ "قضايا الوحشية الجماعية".
وفي نيويورك، اعلن الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن رئيس فريق التحقيق في مزاعم استخدام أسلحة كيماوية في سورية آكي سيلستروم والمسؤولة العليا عن شؤون نزع السلاح في المنظمة الدولية انغيلا كاين سيتوجهان إلى دمشق الأسبوع المقبل في زيارة هدفها "استكمال المشاورات حول آليات التعاون الضرورية والأمن" في هذه المسألة، معرباً عن أمله بأن تسفر الزيارة عن تفاهم متبادل حول حرية الدخول للبعثة للتحقق من تقارير تلقاها الأمين العام بهذا الخصوص.
وفي عمان، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري وجود دعم دولي واقليمي لحل سياسي في سورية، وهو يدرس زيارة مخيم للاجئين السوريين في الأردن ما قد يجعله اول مسؤول كبير في الإدارة الأميركية يطلع عن قرب على مأساة صراع دخل عامه الثالث. إلا أن هذه الزيارة غير مؤكدة نظرا لأسباب لوجستية وأمنية.