أخر الأخبار
النسور: لا حل للقضية السورية الا الحل السياسي
النسور: لا حل للقضية السورية الا الحل السياسي

عمان - الكاشف نيوز : أكد رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور ان الأردن بقيادته الهاشمية الحكيمة والواقعية اكد موقفه منذ بدء الأزمة السورية ولايزال بان لا حل للقضية السورية إلا الحل السياسي. وقال ان العالم الآن وبعد مرور أكثر من اربع سنوات على الازمة بدأ يردد نفس العبارة بانه لا يوجد اي حل للازمة السورية الا عبر الحل السياسي. وأضاف رئيس الوزراء في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اللبناني تمام سلام في ختام اجتماعات اللجنة العليا الاردنية اللبنانية المشتركة في عمان " نحن لا نتدخل في شؤون الآخرين ولسنا معبرا أو مقرا للعمل ضد جيراننا من إخواننا العرب أو غيرهم"، لافتا إلى أن أي خطأ غير محسوب كاف لإدخال أي قُطر إلى الحرب. واكد أنه لا مطامح ولا امتدادات للأردن في سوريا أو في التراب السوري، قائلا "لا يوجد لدينا لا منظمات ولا عملاء ولا جواسيس في سوريا وإنما مصلحتنا هي أمنها واستقراها". واضاف "لم تمتد أيدينا لأية منظمات ولا يوجد لدينا المال لتمويل أي منها وهذا لا ينتقص منا، أما غيرنا فلديهم الأموال والمنظمات وعدد من اللاعبين"، وتابع قائلا "حدودنا مع سوريا تمتد لنحو 380 كم وهناك عشرات الأطراف المتحاربة ونحن عندما نتدخل يكون لإسداء الرأي والحكمة والإسناد الآمن وليس التدخل الدموي". وقال إن الأزمة السورية لها كلف مختلفة وتبعات طالت مختلف القطاعات والمجالات فعدا عن التبعات الامنية والعسكرية لحماية الحدود الاردنية وابقاء الجيش في حالة تأهب قصوى لمدة اربع سنوات، فقد قطعت هذه الازمة خطوط الاتصال البري بين الاردن ولبنان وبين الاردن وجنوبي أوروبا وهو ما رتب كلفا اقتصادية اضافية على الاقتصاد الوطني، كما أجبرت شركات الطيران على تغيير مساراتها الجوية حيث ان الرحلة المتجهة من عمان الى بيروت تتجه جنوبا بمحاذاة قناة السويس ومن ثم الى بيروت. وقال ان الازمة السورية أجبرت آلاف الطلبة الاردنيين على العودة الى الأردن من الجامعات السورية واللبنانية عدا عن العائدين من اليمن وليبيا والعراق، مشيرا إلى وجود 4ر1 مليون لاجئ سوري في الاردن أضيفوا الى 2 مليون لاجئ فلسطيني ونصف مليون لاجئ عراقي اضافة الى عشرات آلالاف من اللاجئين اليمنيين والليبيين. وحول الأزمة التي تعاني منها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، قال النسور إن المسألة ليست في مواد تموينية تقدمها الوكالة أو عيادة صحية او غرفة صفية تؤمنها بل هي مسألة سياسية بامتياز مرتبطة باستمرار الاعتراف الدولي باللاجئين الفلسطينيين، الذين هجروا من ديارهم منذ عشرات السنين " فإيقاف عمل الوكالة يراد منه محو قضية اللاجئين من ذاكرة المجتمع الدولي."  وقال " على العالم أن لا يخذل الفلسطينيين في مهجرهم واماكن لجوئهم كما خذلهم في الداخل فوق أرضهم المحتلة "مؤكدا ان اللاجئين الفلسطينيين هم رمزية وكالة الغوث المنشأة بقرار من الأمم المتحدة لهم وحدهم وليس للاجئين من جنسيات أخرى. وكان النسور أشاد في بداية المؤتمر الصحفي بقدرة الحكومة اللبنانية الحالية على قيادة لبنان في هذه المرحلة التي يعاني فيها لبنان من شغور الموقع الرئاسي حيث تقوم الحكومة بشغل حيز كبير وجهود مضنية. من جهته عبر سلام عن أمله بتمكن الأردن ولبنان من تجاوز تبعات الأزمة السورية التي ترخي بظلال ثقيلة على البلدين باعتبار أنهما الاقرب جغرافيا واقتصاديا واجتماعيا لسوريا. وقال ان بلاده تسعى لإيجاد حل ينهي الوضع المأساوي في سوريا، وتأمل بأن تكف القوى الاقليمية والدولية عن مساعي تأجيج الاوضاع في سوريا، واستبدال التدخل السلبي بآخر إيجابي يساعد على إنهاء حالة الحرب التي دمرت سوريا أرضا وشعبا. وقال سلام "إن لبنان والاردن يواجهان تحدّيَي ن بال غَيّ  الصعوبة جراء الاحداث الاقليمية، الأول يتعلق بالنزوح السوري وما يُلقيه من أعباء هائلة على البلدين في ظل شحّ المساعدات الدولية، والثاني يتعلق بالارهاب الذي يتطلب جهودا استثنائية للتصدي له حفظاً للأمن الوطني". وقال:  "لقد اكتوينا معاً، أردنيين ولبنانيين، بنار الإرهاب، وأنّ دماء الشهيد الطيار معاذ الكساسبة ما زالت شاهداً على وحشية هذا السلوك الارهابي الذي لا يقبلُه عقلٌ ولا منطقٌ ولا يُق رُّهُ دين، ونحن في لبنان لم ننس ولن ننسى مواطنينا المدنيين الذين سقطوا في التفجيرات الارهابية، ولا جنودنا الذين استشهدوا في المواجهات مع الارهاب، ولم ننس ولن ننسى عسكريينا الأبطال الذين ما زالوا محتجزين منذ عام لدى الجماعات الارهابية". وشكر سلام الأردن على وقوفه الدائم الى جانب لبنان، وعلى المساعدة التي قدمها ويقدّمها الى جيشه وقواه الأمنية في مجالات عدة، لتعزيزها وتحسين قدرتها على مجابهة التحدي الارهابي"، مؤكداً حرص لبنان على استقرار الأردن، الذي كان وسيبقى بإذن الله واحةَ أمن وأمان". وأشار إلى انّ "الارهاب الذي تشهدُه المنطقة، يُلح قُ إساءة كبيرة بالإسلام والمسلمين، ويعبَثُ بالنسيج الوطنيّ للمجتمعات العربية مهدّ داً الطابعَ التعدديّ والمتنوع الذي طالما عُرفت به بلادُنا. وقال:  "إننا ندين هذا الارهاب بشدة، ونؤكد ُتصميمَنا على التصدّي له، وندعو المجتمع الدولي الى مزيد من التنسيق والتعاون من أجل محاصرته وتجفيف  منابعه والقضاء عليه". وأضاف أن لبنان، وبسبب التداخل المتعدد الأوجه مع سوريا، قد يكون البلد الأكثر تأثراً بتداعيات المأساة الجارية هناك، سواء على الصعيد الأمني أو السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي، وآخر نموذج للتداعيات الاقتصادية، هو توقف الصادرات البريّة الزراعية والصناعية اللبنانية، الى الاردن ومنه الى الخليج العربي، بسبب الأوضاع الأمنية في سوريا"، متوجهاً بالشكر إلى "الحكومة الاردنية، التي تجاوبت وتعاونت لحلّ مشكلة سائقي الشاحنات اللبنانيين، الذين احتجزوا عند الحدود السورية-الاردنية لدى اغلاق معبر نصيب منذ أشهر، والذين تمّت استضافتهم في الأردن ومساعدتهم على العودة الى لبنان سالمين". ودعا سلام الأسرة الدولية الى "الخروج من موقف المتفرج على المأساة السورية، والسعي الجدّي لوضع حد لها عبر حلّ سياسي يضمن وحدة أراضي سوريا ويعيد اليها الأمن والاستقرار، بما يتيح عودةً فورية لملايين اللاجئين السوريين المنتشرين في لبنان والأردن وتركيا واصقاع الأرض المختلفة. وفي سياق الحديث عن اللاجئين السوريين، قال لا بد من التوقف عند اللاجئين الفلسطينيين الذين تشهد أوضاعهم اليوم مزيداً من التدهور بسبب تقليص ميزانية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الاونروا)". ولفت إلى ان "خفض موازنة الاونروا سيؤدي الى تراجع مستوى الخدمات التي تقدمها، الأمر الذي سيترك آثاراً وخيمة على مجتمعات اللاجئين، وسأعطي مثالا على ذلك هو أن احتمال تأجيل العام الدراسي في مدارس الاونروا في لبنان نتيجة العجز المالي، سيضع 37 الف طالب فلسطيني في الشارع وسيؤدي الى تجميد عمل اكثر من ألفي مُدرّس"، داعياً "الجهات العربية والدولية المانحة، الى المسارعة بسدّ الثغرة المالية في ميزانية هذه الوكالة، والتي تبلغ مائة مليون دولار للعام الحالي، وايجاد حلول مستدامة تضمن استمرارية تمويلها". وأكد "أننا مطالبون بإعادة النظر في كثير من أمورنا، ولمّ شتات نا وتوحيد  صفوفنا وإعلاء مصالح شعوبنا، ونشر السلم والاستقرار في مجتمعاتنا وزرع قيم الاعتدال والوسطية في صفوف ابنائنا لأننا مؤتمنون على غَد ه م، وغدُهُم  هو غدُ هذه الأمة".