الكاشف نيوز - وكالات
ربما تعد هذه الجريمة من أفظع الجرائم التي يرتكبها سوري ضد آل بيته عامدا متعمدا وبدم بارد، خلال الأحداث التي تشهدها سوريا منذ أعوام. فقد اعترف هذا الرجل بقتل زوجته بعد مرور عامين على جريمته، إلا أن اعترافه لم يكن ليظهر لولا جريمته الثانية التي كانت ضحيتها طفلة في السابعة من عمرها، التي ساعدته أمها على التنكيل بها.
المدعو جلال زويط، أحد أبناء قرية هريرة في ريف دمشق، ويقيم منذ سنوات في قرية الحسينية في وادي بردى في الريف ذاته، في العقد الثالث من العمر، لا ينتمي للمعارضة السورية المسلحة بشكل مباشر، إنما هو رجل مسلح ببندقية آلية «كلاشـينكوف»، قُتلت زوجته الأولى قبل عامين، أثناء تنظيفها لبندقيته الآلية، ليصدق كل من حوله روايته، ويتم طي صفحة الحادثة بشكل كامل على أنها «قضاء وقدر».
مدير المركز الإعلامي في وادي بردى، أبو محمد البرداوي، تحدث لـ»القدس العربي» عن تفاصيل الجريمة قائلا: «بعد وفاة زوجته الأولى، عزم جلال على الزواج فتزوج بـ»ابنة عم» زوجته الأولى، علما أن زوجته الجديدة كان لديها طفلة صغيرة، وفعلا عقد قرانه عليها.
والمعروف عن جلال أنه من أصحاب الصفحات السوداء، وممن هم مدمنون على تعاطي المخدرات وأشكالها، ويعد من المنبوذين ضمن مكان إقامته».
قبل أيام بسيطة جدا، وفي أحد الليالي، خرج ابن الزوجة الأولى إلى الشارع في وقت متأخر نوعا ما وهو شاحب الوجه، صارخا بصوت مرتفع «أبي قتل أختي»، ليشاهد هذا الطفل أحد أفراد المعارضة السورية في المنطقة، ويأخذه ويهدئ من روعه، ويصحبه باتجاه القائد العسكري الذي يعمل تحت أمرته، فأبلغ الطفل القائد العسكري بما شاهد في منزله.
وأضاف مدير المركز الإعلامي، في وادي بردى، على إثـرها قامت مجـموعات من المعـارضة السـورية المسلحة بتطويق منزل جلال ومن ثم مداهمته. وعندما دخلت عناصر المعارضة إلى المنزل، ألقت القبض على جلال، وشاهدوا الطفلة كوثر ذات السبعة أعوام، جثة هامدة أمامه وزوجته، وعلى جسدها الصغير آثار واضحة من التعذيب والحروق المنتشـرة في مناطق جسدها، ليتم اعتقاله واعتقال والدة الطفلة «كوثر».
أثناء فحص جثة الطفلة كوثر تبين أن الطفلة كانت تعرضت للاغتصاب، ومورس في حقها أشد أنواع التنكيل والتعذيب قبل قتلها بدم بارد، أما جلال فقد اعترف بقتلها، وكذلك والدتها اعترفت بمساعدتها له في «اغتصابها» وتعذيبها حتى الموت.
وأوضح المصدر: خلال «عمليات التحقيق التي تولتها الهيئة الشرعية في المنطقة، اعترف خلالها جلال بقتله أيضا زوجته الأولى بواسطة طلق ناري من بندقيته الحربية، واعترف بممارسة العديد من الأفعال الشنيعة خلال الفترات السـابقة، إضـافة إلى اغتصـاب الـطفلة كوثر بعلم والدتها، كما اعترفـت والـدتها أثنـاء التحقيق بالعديد من الفظائع التي ارتكبـتها بحق طفلتها».
والدة الطفلة بدا عليها الندم كثيرا عقب مشاركتها في قتل ابنتها، خاصة أن كوثر طلبت منها أن تسقيها بـعض الماء قبل موتها إلا أن والدتها رفضت سقايتها، لتتوفى الطفلة وهي عطشى.
أمـا جـلال فـقد نـفذت الـهيئة الشرعية في المنطقة «القصاص» بحقه، بحضور منـدوبين عن كافة الهيئات الثورية والمسلحة في البلـدة، وحكم بالإعدام رميا بالرصاص، وقد نفذ الحكم بعيد صلاة الفجر يوم أمس، أما والدة الطفلة فقد أُطلق سراحها لأسباب ما تزال مجهولة.