رام الله-الكاشف نيوز: حالة من الجدل والصخب صاحبت اعلان قطر عن زيارة اميرها وعقيلته لقطاع غزة, ثم تأجيلها بشكل مفاجئ ولاسباب قيل في حينه انها امنية, تقرر اخيرا موعد زيارة الشيخ حمد ين جاسم امير قطر وعقيلته الشيخة موزة لغزة يوم الثلاثاء القادم.
وبين تأجيل الزيارة وتحديد موعدها, برزت العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام, والتعجب في الشارع السياسي الفلسطيني بل والعربي.
وانقسم المراقبون للشأن الفلسطيني, في تحليل الزيارة واسبابها ونتائجها وتداعياتها, بين مؤيد يرى اهمية هذه الزيارة في لفت الانظار مرة اخرى لحصار غزة خاصة بعد انشغال الرأي العام باحداث الربيع العربي, بالاضافة للهدف المعلن للزيارة وهو مشاركة امير قطر في وضع حجر الاساس لمشروع اعمار القطاع, في حين يرى المعارض للزيارة تأثيرها المدمر على القضية الفلسطينية وترسيخ حالة الانقسام الداخلي الفلسطيني ومباركة لحكم حماس لغزة, خاصة وان جدول زيارة الامير للاراضي الفلسطينية لا يشمل زيارة الضفة الغربية.
عادت القضية الفلسطينية وكعادتها وبفضل قيادتيها في الضفة الغربية وقطاع غزة الى دائرة التجاذبات والاستقطابات السياسية, واصبحت هذه الزيارة المحيرة والمختلف عليها تحتاج لفك طلاسمها وسبر اغوارها لمعرفة حقيقتها والاطلالة على التفاصيل التي واكبت الاعداد لها.
مصدر مقرب من الرئيس الفلسطيني قال كاشفا: "تبين مع الوقت مدى اصرار قطر واميرها على انجاز هذه الزيارة وانجاحها مهما كان الثمن ويظهر هذا الاصرار جليا بعد النصائح التي وجهت لامير قطر من بعض الدول العربية بضرورة وجود التمثيل الفلسطيني الرسمي اثناء زيارته للقطاع, واضاف المصدر ان اتصالات جرت بين الرئيس الفلسطيني والامير القطري وعد خلالها الاول ان يكون على رأس المستقبلين للثاني في قطاع غزة.
وتلبية رغبة اميرقطر, قام الرئيس الفلسطيني – والذي رفض زيارة القطاع منذ بداية الانقسام الفلسطيني- بدعوة اللجنة المركزية لحركة فتح للاجتماع امس السبت للتباحث حول الزيارة ومناقشة وعد عباس لامير قطر, وحسب المصدر فقد فوجئ الرئيس الفلسطيني برفض المركزية المطلق لعرضه ووعده وبعد ان حذرته من التداعيات الوخيمة لزيارته, تراجع عباس عن ذهابه لغزة.
تأجلت الزيارة والسبب المعلن ان تهديدات جدية قد تمس بسلامة الامير ومرافقيه, وهو ما نفاه مصدر قيادي فتحاوي جملة وتفصيلا.
وأوضح المصدر ان ضغوط جبارة مارسها الامير على الرئيس الفلسطيني وصلت الى حد التهديد بوقف استثمارات ياسر وطارق ابني الرئيس الفلسطيني في انشاء مشاريع البنية التحتية لمونديال كأس العالم في قطر, وان الرئيس الفلسطيني اخذ هذه التهديدات على محمل الجد, بل وحذر مركزية فتح عن حجم المخاطر الوطنية والناجمة عن رفضه الذهاب الى غزة لاستقبال الامير!!!.
مما اضطر الرئيس الفلسطيني للتوجه للمجلس الثوري لحركة فتح بما تيسر من اعضائه المقيمين في الضفة الغربية للتشاور- وهو ما كشفه احد اعضاء مركزية فتح- بغية الحصول على غطاء تنظيمي يمكنه من الاستجابة للرغبة القطرية والالتفاف على قرار اللجنة المركزية.
ولم يتبقى سوى عدة ساعات على الزيارة المثيرة المتوقع اجراؤها بعد غد الثلاثاء فهل يرضخ الرئيس الفلسطيني للتهديد الاميري بما سيترتب عليها من تداعيات خطيرة في غياب رفض حماس تنفيذ اتفاق القاهرة للمصالة الفلسطينية ؟.. وهل يذهب الى غزة رغم اعتراض مركزية فتح لحماية استثمارات ولديه في قطر؟.. وهل سيجد في مجلس فتح الثوري ما لم يجده في مركزيتها؟
هذا ما ستكشفه الساعات القادمة !!!