أخر الأخبار
تنظيم فتح على صفيح ساخن..وفريق أبو مازن يخشى من تزايد نفوذ أنصار النائب دحلان على الأرض
تنظيم فتح على صفيح ساخن..وفريق أبو مازن يخشى من تزايد نفوذ أنصار النائب دحلان على الأرض

رام الله - الكاشف نيوز : تشهد الأروقة الداخلية في حركة فتح خلافات كبيرة في هذه الاوقات بين قادة كبار من التنظيم يتنافسون على عضوية اللجنة المركزية في الانتخابات المقبلة، أكثرها تعايشه ساحة قطاع غزة التي عادت لها روح الحياة التنظيمية مع بداية الشروع في اجراء الانتخابات الداخلية.

مجمل أوضاع الحركة، وخاصة حالة عدم الاهتمام الرسمي في ساحة قطاع غزة دفعت الكثير من أعضاء اللجنة المركزية الحاليين غير المكلفين بمتابعة وضع التنظيم هناك، يتدخلون عبر مؤيدين لهم لفرض سطوتهم بالمال والوعودات كي يفوز أنصارهم في انتخابات الأقاليم التنظيمية، لضمان أصواتهم في المؤتمر السابع.

ويتبادل في مدينة رام الله وخلال مجالس خاصة الكثير من قادة الحركة الاتهامات بشأن التداخل في العمل التنظيمي، حتى أن من بين أعضاء اللجنة المركزية من اشتكى ذلك في رسائل داخلية وجهت لزعيم الحركة الرئيس محمود عباس أبو مازن.

وغير بعيد عن دائرة الشكوى كان قادة قطاع غزة، حيث وصل مؤخرا قادما من القطاع إلى رام الله السيد إبراهيم أبو النجا، وهو يشغل منصب أمين سر اللجنة التنظيمية المشرفة على حركة فتح في غزة، واشتكى في اجتماع ضم أعضاء كثر من اللجنة المركزية من تدخلات أعضاء في هذه الهيئة القيادية الكبيرة بدون وجه حق في عمل التنظيم في غزة، وخص بالذكر الدكتور نبيل شعث مفوض العلاقات الدولية، إضافة إلى جمال محيسن، المشرف على تنظيم فتح في الخارج.

شكوى أبو النجا التي حملت لغة التهديد بتقديم قيادة فتح مجتمعة استقالاتها إذا ما تواصل التداخل التنظيمي في غزة، سرعت وقتها من عقد مؤتمر إقليم مدينة خانيونس، وهي مدينة تقع في جنوب قطاع غزة، بعد ان كان هناك قرارا بتأجيلها بحجة أن أنصار النائب دحلان سيحققون فوزا كبيرا فيها، وهي وشاية يقول قادة فتح في غزة همس فيها الدكتور نبيل شعث للرئيس أبو مازن.

وفي ذلك المؤتمر شهد هجوم من أتباع شعث بالحجارة والعصي على المؤتمر بهدف تخريبه، غير ان الأمور في نهايتها سارت إلى النهاية، وعقد المؤتمر، وانتخبت هيئة جديدة للتنظيم تضم شخصيات جديدة لها تأثيرها في المنطقة، وسجل خلالها خسارة فادحة لفريق شعث.

ومن باب التشكيك في الانتخابات قام أنصار شعث على الفور باستخدام “فوبيا دحلان” بالحديث على أن الفائزين في تلك المدينة هم من أنصار الرجل، وهو أمر يؤكده الكثيرون، حيث سجلوا انتصارا جديدا على ما يسمى بـ”توجه الشرعية” الموالي لأبو مازن.

وفي اليوم التالي من الفوز ولعدم إعطاء أي فرصة للتضييق على عمل القيادة الجديدة لفتح في مدينة خانونس، أرسل الفائزون رسالة مبايعة لأبو مازن، وهناك من حركة فتح من يقول ان هذه الرسائل التي لا أصل لها في أدبيات الحركة الداخلية، يجبر عليها الآن كل من ينتخب في منصب فتحاوي جديد، لإبعاد تهمة العمل مع تيار دحلان الذي يتنامى بشكل كبير في قطاع غزة، إذ تستغل هذه التهمة من قبل خصوم دحلان، لفصل قادة التنظيم الذين يخالفونهم الرأي بدون وجه حق أو أي مصوغ قانوني داخلي.

وخلال المتابعة اتضح لها أن تنظيم فتح في قطاع غزة يقترب من إنهاء مؤتمراته التنظيمية كما الضفة الغربية، وأن الانتخابات تشهد تسجيل هزائم لغالبية مؤيدي أعضاء اللجنة المركزية بمن فيهم الدكتور شعث ومحيسن وحتى جبريل الرجوب الذي يسعى لتعزيز دور له في غزة كما الضفة الغربية.

وهذا بدا في أول الأمر واضحا في مدن الضفة الغربية التي يعمها فوضى توزيع الولاءات لأعضاء المركزية الكبار الذين يسعى بعضهم لخلافة أبو مازن في قيادة الحركة، وهو ما سيجعل المؤتمر القادم أكثر سخونة، ففي الوقت الذي يحافظ فيه الرجوب على قوة كبيرة جنوب الضفة في مناطق بيت لحم والخليل، هناك تواجد قوي لكل من محمود العالول وعزام الأحمد في مدن الشمال، وفي الوسط وتحديدا رام الله يبرز تيار مروان البرغوثي، وهو مجموعة من مسؤولي فتح المعروفين مثل قدورة فارس الذي يرأس نادي الأسير.

وفي خضم الصراع أطلق شباب من الحركة في غزة مبادرة لاستنهاض التنظيم من حالة الترهل، وجهوا خلالها رسالة لأبو مازن حملت انتقادات كبيرة لأركان التنظيم، وأكدت على غياب الالتزام التنظيمي، وتجاوز النظام الأساسي للحركة من قبل الجهات العليا للحركة، واشتكت المبادرة من انعدام وجود قيادات تنظيمية في قطاع غزه تبحث عن المصلحة التنظيمية لحركة فتح والهيمنة التنظيمية من الأطر العليا وعدم إفساح المجال للشباب.

وتطرق إلى الصراعات القائمة بين الأجسام الشرعية في الحركة وأجسام موازية تعمل لخدمة أجندات خارج الإطار الشرعي للحركة، وإلى إنعدام الخطط والبرامج التنظيمية والفكرية للقاعدة الجماهيرية للحركة.

وطالبت المبادرة من الرئيس تسهيل إجراءات وفد شبابي من قطاع غزه للقاءه في رام الله، وإقالة الهيئة القيادية العليا لفتح، باتهامها بالتآمر مع دحلان.

ودعت لأن يكون دورا للشباب في الهيئة القيادية والعمل على حل مشاكل قطاع غزه وعلى رأسها الوضع التنظيمي السيئ ومحاربة التجنح والترهل، ودعت لإعادة النظر في الشخصيات التي ستشارك بعضوية المؤتمر السابع.

وحسب ما يردد مسؤولون في فتح فإن من يقف وراء هذه المجموعة الشبابية هو الدكتور نبيل شعث أحد ألد خصوم دحلان، إذ يعتمد أنصاره على توجيه تهم التقارب من دحلان من أجل الحصول على قرارات غاضبة بحق المتهمين من قبل أبو مازن.