عواصم - الكاشف نيوز : نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، عن مسؤولين من الشرق الأوسط وأمريكا، أن روسيا وإيران رفعتا درجة التنسيق المشترك داخل سوريا، بهدف حماية معقل الرئيس بشار الأسد في المنطقة الساحلية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، في خطوة تصعيدية تشكل تهديداً جديداً لمساعي واشنطن الدبلوماسية.
وبحسب أولئك المسؤولين، أجرى خلال الأشهر الأخيرة، دبلوماسيون روس وإيرانيون وجنرالات كبار، سلسلة من المحادثات الرفيعة المستوى في موسكو، تركزت حول الدفاع عن الرئيس السوري بشار الأسد، ووجوب زيادة التواجد العسكري الروسي في سوريا.
مهام عسكرية
وقال مسؤولون أمريكيون "يوماً بعد آخر، تواصل موسكو إرسال جنود وترسانة حربية إلى روسيا، إذ بدأت طائرات مراقبة واستطلاع روسية دون طيار، مهامها الحربية في الأجواء السورية، كما أرسلت روسيا ٢٥ طائرة مقاتلة إلى سوريا".
وتقول وول ستريت جورنال "خلال الشهرين الأخيرين، تركز معظم النشاط من كلا الجانبين في المنطقة الساحلية لمدينة اللاذقية، قاعدة الطائفة العلوية لآل الأسد، والتي تعرضت لضغط من قوات المعارضة في الشمال، مما يهدد بعزلها عن العاصمة دمشق".
زيارة سرية
وفي معرض تأكيدهم على وجود تنسيق بين الجانبين، أشار مسؤولون من الشرق الأوسط وأمريكا زيارة سرية قام بها، في نهاية يوليو (تموز) قائد وحدة النخبة في الجيش الإيراني "فيلق القدس" قاسم سليماني، الذي يقود جهود طهران العسكرية ودعمها الاستخباراتي لنظام الأسد، ويعتبر من أكثر القادة نفوذاً في الحرس الثورية الإسلامي.
كما زار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، موسكو الشهر الماضي، من أجل مناقشة الوضع في سوريا وقضايا أخرى، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.
تنسيق عميق
وفي إشارة خاصة للرحلة التي قام بها ظريف ومساعده، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم لوسائل الإعلام: "تأتي تلك الزيارات في إطار تنسيق عميق على جميع المستويات بيننا وبين موسكو وطهران، وأقول لكل من يريد المشاركة في هذا التنسيق، أنهم يستطيعون الانضمام إلينا".
وذكر مسؤول أمريكي رفيع المستوى، أن الولايات المتحدة تتبعت رحلة سليماني إلى موسكو، كما أشار مسؤولون أمريكيون إلى أنهم لم يكتشفوا بعد المدى الكامل للتعاون بين روسيا وإيران أو هدفه.
وأوضح مسؤولون أنه "تم نشر مستشارين وجنود من فيلق القدس الإيراني في اللاذقية، فضلاً عن نشر جنود من ميليشيا حزب الله اللبناني، الحليف العسكري والسياسي لطهران".
تجسيد
ولفت مسؤول عسكري أمريكي إلى اعتقاد البنتاغون أن رحلة سليماني إلى موسكو كانت "مهمة جداً"، وفيما يتعلق برفع مستوى التواجد العسكري الروسي في اللاذقية، أوضح المسؤول أن "ما نراه اليوم تجسيداً لذلك اللقاء، وهناك علاقة لإيران بالتطورات الأخيرة".
وبرأي وول ستريت جورنال، يشكل التنسيق الروسي والإيراني في تقديم الدعم للأسد عقبة كبيرة أمام الأهداف الدبلوماسية لإدارة الرئيس باراك أوباما، والتي تود الإطاحة بالرئيس السوري.
ونتيجة لتزايد دعم موسكو وطهران لسوريا، عدلت الولايات المتحدة من مطالبها بوجوب خروج الأسد من السلطة قبل تشكيل حكومة انتقالية، إذ صرح وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أن الأسد قد يكون قادراً على البقاء كجزء من مرحلة انتقالية وتشكيل حكومة جديدة.
لا جبهة جديدة
وسارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لزيارة موسكو، للإعراب عن قلق بلاده من كون إيران وحلفائها يعدون العدة لفتح جبهة عسكرية جديدة ضد إسرائيل انطلاقاً من الأراضي السورية، ولكن عقب محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال نتانياهو، وصادق على كلامه بوتين، لراديو إسرائيل، إنهما اتفقا على التنسيق معاً لمنع وقوع إشكالات وحسابات خاطئة، قد تقود لحرب أوسع في المنطقة.
وسعى الرئيس الروسي لطمأنة إسرائيل عبر تأكيده أن "الجيش السوري وسوريا ككل، ليست في وضع يسمح لها بفتح جبهة ثانية".
ولكن، يرى مسؤولون أمريكيون وأوروبيون، أن بوتين يستخدم النزاع السوري كورقة ضغط لزيادة نفوذ الكرملين بالشرق الأوسط، وعلى الساحة الدبلوماسية الدولية.
وفي نفس الوقت، تريد طهران استمرار السيطرة على المنطقة الساحلية السورية والمناطق المحاذية للأراضي اللبنانية، كمنفذ رئيسي لنقل الأسلحة إلى لبنان، وإلى الفصائل الفلسطينية المتشددة.