رام الله - الكاشف نيوز : يعتزم رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته محمود عباس "أبو مازن" اليوم الخميس، تقديم استقالته أمام الجلسة القادمة للمجلس الوطني الفلسطيني، وذلك حسبما أكد في لقاء أجراه معه مراسل صحيفة" هارتس" العبرية.
وخلال اللقاء الحواري، هاجم عباس، قرار الحكومة الإسرائيلية السماح باستخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين، زاعمًا أن وجهة الفلسطينيين هي نحو تهدئة المنطقة ومنع تصاعد العنف، وان هذه هي التعليمات التي وجهها لقادة الاجهزة الأمنية مؤخرًا، مشددًا على دعمه للمقاومة الشعبية وليس المسلحة، "فنحن لا نريد العودة إلى دائرة العنف من جديد".
وأكد أن الفلسطينيين لم يكونوا البادئين بتصعيد الموقف، ولكن الاعتداءات على الحرم القدسي وصلاة اليهود في المكان هي التي ادت إلى تصعيد الموقف، مطالبًا الإسرائيليين بانتهاج نفس الموقف ان هم ارادوا ان يروا تهدئة واضاف " كيف يمكن لك ان تتوقع من الشارع الفلسطيني ان يتصرف في اعقاب حرق الفتى ابو خضير، وحرق عائلة دوابشة واعتداءات المستوطنين تحت اعين الجنود وحراستهم ؟".
كما هاجم عباس قرار سلطات الاحتلال بتسريع هدم البيوت، مشيرًا إلى أن هدم البيوت والدفع بالمزيد من الجنود لن يهدئ الوضع، بل سيزيد الامور تصعيدا، فبدون احتكاك لن تكون هناك مواجهات ومن يرغب بالتوجه الى التهدئة عليه الامتناع عن الاحتكاك، الا اذا كان برأسه مخططات اخرى".
وأعرب الرئيس عباس عن عدم تخوفه من قيام إسرائيل بشن عملية عسكرية واسعة في الضفة وقال " اذا اصر الإسرائيليون على استمرار الاحتلال فليأتوا ويتسلموا المفاتيح".
وتطرق ابو مازن في حديثه لمسألة إلغاء الاتفاقيات مع إسرائيل قائلا "اننا ملتزمون بهذه الاتفاقيات ولكن اسرائيل هي التي خرقتها طوال الوقت، لقد ارسلت رسائل عبر سلفان شالوم وعبر مئير شطريت وعبر الأميركان ولغاية الآن لم اتلق الرد عليها، واذا استمر الحال على ماهو عليه فسوف نعمل ما نراه صحيحا ان الوضع الحالي بدون تسوية ومنع استمرار البناء في المستوطنات لا يمكن له ان يستمر للابد".
وتابع ابو مازن " سوف نستمر في النضال السياسي والدبلوماسي من اجل نيل حقوقنا، ونأمل ان يردع هذا حكومة اسرائيل ويجعلها تصل الى استنتاج اننا مع التسوية ومع السلام، ولن نعمل وفق اسلوب آخر. فليس لنا سوى الله لنشكوه واجاب الرئيس عباس بالسلب على سؤال فيما اذا تلقى وعدا من الاميركيين بعدم استخدام حق النقض "الفيتو" ضد قرار اقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، الا انه اوضح ان الموضوع عاد الى جدول الاعمال بين الطرفين.
وحول مستقبله السياسي والاشاعات عن استقالته اجاب ابو مازن بابتسامة عريضة " اننا نعمل على عقد جلسة للمجلس الوطني الفلسطيني وهو الجسم الذي يمثل كامل الشعب الفلسطيني، ومن حقي ان اخبرهم انني اريد الاستقالة ومن حقهم ان يطلبوا مني الاستقالة، ان هذا ركن اساسي في اركان الديمقراطية الفلسطينية ونحن نعمل وفق هذا.