بيروت - الكاشف نيوز : تستأنف واشنطن وموسكو الاربعاء محادثاتهما الهادفة الى تجنب اي اصطدام في الاجواء السورية، فيما توعد تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة روسيا بالحاق الهزيمة بها ردا على تدخلها العسكري ضد الجهاديين.
ميدانيا، بدأ الجيش السوري عملية عسكرية الاربعاء في تخوم دمشق انطلاقا من حي جوبر الاستراتيجي الواقع تحت سيطرة الفصائل المقاتلة لضمان امن احياء العاصمة. ويتزامن ذلك مع خوض تنظيم الدولة الاسلامية اشتباكات عنيفة ضد الفصائل المقاتلة في شمال البلاد.
وفي اطار تنسيق الضربات الجوية، اعلن وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر الاربعاء ان القادة العسكريين الروس والاميركيين سيعقدون جولة جديدة من المحادثات لتجنب اي اصطدام بينهما في الاجواء السورية.
وراى انه "على روسيا التحرك باحتراف في الاجواء السورية والامتثال لاجراءات السلامة الاساسية"، مشددا على انه "حتى مع استمرار خلافنا السياسي حول سوريا، يجب ان نكون قادرين على الاتفاق على الاقل بشأن التأكد من سلامة افراد قواتنا الجوية قدر الامكان".
ويأتي استئناف المحادثات بعد اعلان وزارة الدفاع الاميركية الثلاثاء عن رصد طائرات التحالف وروسيا وجودها بصريا على بعد اميال عدة في الاجواء السورية.
وقال المتحدث باسم الوزارة "برغم ان الطيارين جميعا تداركوا الامر بالشكل المناسب الا ان الامر يبقى خطيرا (...) في غياب اي بروتوكولات امان بين الاطراف المعنية".
واكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء توصل البلدين الى اتفاق بهذا الصدد وقال "سيصبح الاتفاق مفعلا في اي وقت اليوم".
واعلن لافروف امام البرلمان ان واشنطن امتنعت عن استقبال وفد روسي رفيع المستوى لبحث الملف السوري كما رفضت ارسال وفد اميركي الى موسكو.
وتشن روسيا منذ 30 ايلول/سبتمبر ضربات جوية تستهدف "المجموعات الارهابية" في سوريا، في حين تعتبر دول غربية ان هدفها الفعلي دعم قوات النظام كما تنتقد استهدافها لفصائل تصنفها بانها "معتدلة".
وفي تعليق هو الاول للطرفين منذ بدء موسكو حملتها الجوية، توعد كل من تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة الثلاثاء بهزيمة روسيا في سوريا.
وقال المتحدث باسم التنظيم ابو محمد العدناني في تسجيل صوتي "ستغلبين بإذن الله يا روسيا"، مضيفا "هبوا يا شباب الاسلام في كل مكان الى جهاد الروس والامريكان. انها حرب الصليبيين على المسلمين، حرب المشركين على المؤمنين".
وجاء تصريح العدناني بعد ساعات من تسجيل صوتي آخر دعا فيه امير جبهة النصرة ابو محمد الجولاني "المجاهدين الابطال في بلاد القوقاز" الى شن هجمات ضد اهداف مدنية وعسكرية في روسيا، متوعدا بان "الحرب في الشام ستنسي الروس اهوال ما لاقوه في افغانستان".
ويشن الجيش السوري منذ السابع من الشهر الحالي عملية برية واسعة مدعوما بغطاء جوي روسي لاستعادة مناطق في وسط وشمال غرب البلاد تخضع بمعظمها لسيطرة فصائل اسلامية ومقاتلة.
وحدد السفير الروسي في دمشق الكساندر كينشتشاك الجهات التي يستهدفها القصف الروسي وتضم بالاضافة الى جبهة النصرة وتنظيم الدولة الاسلامية كلا من "جيش الاسلام" وحركة "احرار الشام" و"جيش الشام".
واعلنت وزارة الدفاع الروسية الاربعاء ان طائراتها قصفت اربعين "هدفا ارهابيا" في الساعات الـ24 الماضية في محافظات حلب (شمال) وادلب (شمال غرب) واللاذقية (غرب) وحماه (وسط) ودير الزور (شرق).
ميدانيا، اعلن مصدر عسكري في دمشق لوكالة فرانس برس "بدأ الجيش عملية عسكرية صباح الاربعاء لتوسيع قطر الأمان حول القطاعات التي يسيطر عليها انطلاقا من حي جوبر". واوضح ان الجيش يستهدف الحي بقصف مدفعي وجوي في عمليات "محدودة نوعية وفعالة".
ويتهم النظام "الارهابيين" المتحصنين في جوبر باطلاق قذائف تستهدف العاصمة، وسقط اخرها اليوم في محيط ساحة العباسيين وحي مزة 86.
وفي شمال البلاد، وبعد اشتباكات عنيفة في محيط بلدة تل جبين وقرية احرص في ريف حلب الشمالي سيطر تنظيم الدولة الاسلامية على اجزاء من الاخيرة، بحسب المرصد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "الاشتباكات العنيفة في محيط تل جبين اغلقت الطريق الرئيسي بين مدينة حلب واعزاز القريبة من الحدود التركية" والتي يستخدمها مقاتلو الفصائل لنقل الامدادات.
وتسببت الاشتباكات بمقتل 13 من التنظيم وسبعة من مقاتلي الفصائل بينهم قياديان، وفق قوله.
واوضح الناشط ومدير وكالة "شهبا برس" المحلية في حلب مأمون لوكالة ان الفصائل "خسرت في الايام الاخيرة مناطق استراتيجية عدة في ريف حلب الشمالي لصالح تنظيم داعش". واشار الى انه "في حال سيطر الاخير على تل جبين بالكامل تصبح الفصائل محاصرة بين التنظيم وقوات النظام".
وبعد اعلان واشنطن القاء ذخائر من الجو "لمجموعات عربية سورية" تقاتل الجهاديين في شمال سوريا، اعلنت انقرة الاربعاء انها استدعت السفيرين الاميركي والروسي "لعرض وجهات نظر تركيا بخصوص حزب الاتحاد الديموقراطي"، الكردي السوري وتعده فرعا من حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه بـ"الارهابي".
وبحسب المرصد، تسلمت "قوات سوريا الديموقراطية" الاسلحة الاميركية، وهي مجموعة وحدت جهودها مطلع الاسبوع وتضم وحدات حماية الشعب الكردية وعددا من الفصائل العربية.
وتشهد سوريا نزاعا داميا تسبب منذ منتصف اذار/مارس 2011 بمقتل اكثر من 245 الف شخص.