رام الله - الكاشف نيوز : كشفت انتفاضة الشباب الفلسطيني المتصاعدة، والممتدة من النقب إلى الجليل، مرورا بغزة والخليل والقدس، أنها شعبية خالصة، بريئة كما شهداؤها من نوايا ومطامح المتنفذين السياسين، سواء في غزة، أو في المقاطعة برام الله، رغم محاولاتهم الحثيثة، القفز عليها وتجيريها لصالح أجندتهم الخاصة.
فمنذ اللحظة الأولى، أعلن الشباب المنتفض، الذي هب بالحجر والسكين دفاعا عن مقدسات الأمة وشرفها، أنه لم يأخذ الإذن لا من " عباس" ولا من " هنية"، بل أكد بوضوح، أنه براء منهما ومن نهجهما وسياستهما.
وها هو الشهيد " بهاء عليان" من القدس، يؤكد في وصيتة الأثيرة، رفضه قيام أي فصيل بتبنيه، قائلا " موتي كان للوطن، وليس لكم".
فجوة واسعة!
وصايا الشهداء، وكذلك تصريحات نشطاء الميدان من الشباب الفلسطيني، بينت بوضوح جلي، مدى الفجوة الواسعة، بين ما يصبوا له الشباب الفلسطيني المنتفض، وما تطمع فيه القيادات المتحكمة في مقاليد الأمور في الأرض المحتلة عام67.
وفي هذأ الشأن، يلتقي الشهيد أحمد الهرباوي ابن غزة، مع رفيقه في الشهادة ابن القدس، فكان آخر ما نشره على موقع التواصل الاجتماعي " الفيس بوك" وصفه لسلطة المقاطعة بالعميلة، ولقيادة حماس بالمشؤومة، فكيف تتفق تطلعات وأهداف هؤلاء الطاهرون مع مطامع " العملاء والمشؤومون"؟!
وتداول النشطاء على موواقع الاجتماعي المختلفة، بينات عدة، صادرة عن تجمعات شبابية غير معروفة من قبل، وانبثقت مع الحراك الشبابي الاخير، تتحدث عن الهدف من الانتفاضة، وتشير للتطلعات والاحلام. وبدا أن الهدف الأبرز بحسب تلك البيانات، إنهاء الاحتلال الإسرائيلي فورا، وليس فقط للأرض المحتلة عام 67 كما تنادي كل الفعليات السياسية الرسمية الفلسطينية بما فيها حماس، لا بل لكل فلسطين، طارحين بقوة حل الدولة الديمقراطية الواحدة، وهو ما يؤكده اشتراك نشطاء ومقاومين من مدن ومناطق داخل الارض المحتلة عام 48م والقدس.
مطامع حماس
بالمقابل، وعلى نهج إن لم تستح ففعل ما شئت، اجتمعت ثلة من قيادات حماسن أمس في عرض مسرحي ممجوج، في استديو قناتهم الفضائية بغزة، بهدف التمسح والتزلف لأبطال انتفاضة الأقصى، وليوقع "هنية" وبحركة مسرحية مكشوفة، على لوحة جدارية للانتفاضة، حرص معدوا البرنامج أن تكون خلفية لضيوفهم " الأشاوس".
وسجلت وسائل الإعلام، المحلية والدولية، منذ اللحظات الأولى للنتفاضة وحتى اليوم، ارتباكا وتضاربا في تصريحات ومواقف قيادات حماس من الإنتفاضة المشتعلة في الأرض المحتلة.
ويكشف آخر ما تسرب من محاضر اجتماع سرية لقيادات حماس السياسية والعسكية، عدم نية الحركة تدعيم الحراك الانتفاضي لشباب الضفة والقدس، بأي عمل عسكري من غزة، بل وبدا الحديث تآمرايا، خاصة عندما يقول " الزهار" أنه يتطلع أن تشتعل الأوضاع أكثر في الضفة الغربية، ليعمل ذلك على سقوط السلطة، وبالتالي فرصتهم للانقضاض على الحكم هناك لتكتمل إماراتهم!
وتؤكد المصادر الميدانية في قطاع غزة، صدور تعليمات لمجموعات القسام في القاطع بتجميد نشاطها في الفترة الحالية.
كما أكد نشطاء الانتفاضة بغزة، أن قوات الضبط " الحمساوية"، التي تسيطر على حدود القطاع مع الكيان، تحول دون الشباب المنتفض وقوات الاحتلال، لمنع اندلاع مواجهات على الشريط الحدود.
إذن فحماس، التي لم يكن لها يد في اندلاع انتفاضة الكرامة، تريد تجيير جهود ودماء الشباب الفلسطيني لصالح أجندتها الخاصة، وتقرر الصمت في غزة، منتظرة اشتعال الضفة وسقوط المقاطعة، لتؤول الامور لها!
أوهام عباس
ويبدو محمود عباس رئيس السلطة، شريكا لحماس في فراقهما مع طموحات وأحلام شباب الانتفاضة الثالثة، ولكن مع اختلاف الأجندة والأطماع. فعباس الذي بدا مفلسا سياسيا، بعد أن خذله نتنياهو، وتخلى عنه "أوباما"، يريد أن تعيد له دماء شباب الانتفاضة الزكية شيئا من دوره المفقود!
وتأخر خطاب الرئيس المفترض للشعب الفلسطيني أياما طويلة، بعد إندلاع الانتفاضة واشتداد وتيرة الأحداث، وسيول الدم المدراره، ليخرج بخطاب مسجل، أظهر مدى انفصال " القيادة" عن الشارع الفلسطيني الثائر. فكعادته، رفض عباس أي عمل مقاوم يؤلم العدو، وركز على ما أسماه " انتفاضة سلمية"، في حين اثخن العدو جراح شعبه، كما أنه حاول ان يجير مسيرة الانتفاضة وتطلعاتها على مقاس مطامعه في استعادة مفاوضاته العبثية مع الاحتلال المستبد، والتي يظن أنها مبرر وجوده الوحيد في زعامة السلطة!
كان الشاب العشريني مفعما بالحماسة والروح العالية، وهو يضرب بمقلاعه، حشود قوات الاحتلال عند مدخل قرية تقوع بمحافظة بيت لحم، عندما تم سؤاله، عن ما يريده من مشاركته في هذه المواجهات وهذه الانتفاضة، فقال: " بدي فلسطين كل فلسطين... بلا عباس بلا حماس".