رام الله - الكاشف نيوز : قال السفير السابق والقيادي الفتحاوي عدلي صادق بمقالة له نشرها على صفحته الخاصة الفيس بوك ، أن الرئيس محمود عباس اخطأ عندما اتهم الرئيس المعزول من قبل شعبه محمد مرسي ، أنه تنازل عن جزء من سيناء لصالح توسعة قطاع غزة .
وقال صادق وهو أحد كتّاب الرأي أن مرسي كان يحب "القفشات" والدعابة وما ذكره للرئيس عباس جاء من باب الدعابة ولم يكن يقصد التنازل عن جزء من سيناء.
وجاء في تدوينته على صفحته الخاصة "الفيس بوك " :
ما قاله الرئيس عباس غير صحيح
قبل أن أطرح رأيي فيما قاله الرئيس عباس للإعلاميين المصريين حول الرئيس الأسبق د. محمد مرسي؛ أود أن أؤكد على حقي في أن أقول لأكبر رأس أنت مخطيء، فإن كان لديه شيء ضدي نفرش له بساطاً شاسعاً لكي يطرحه. كل ما للرئيس عباس عندي، هو ألا أمارس قدحاً وشتيمة، لأن هذه لا تروق لعاقل. وإضافة لهذه النقطة، أقول، إن أحداً لن يثنينا عن الدفع بقوة، لتأسيس نظام سياسي، يتاح للمواطن في ظله، أن يقول للحاكم على مسمع من المجتمع: أخطأت وهذه وجهة نظرنا. من ينازعنا حقنا في الدفع الى تأسيس نظام كهذا، سننزع النوم من عينيه ونفتح الصندوق الأسود.
الرئيس عباس أخطأ في ادعائه أن مرسي عرض عليه ألف كيلو متر مربع من سيناء. والخطأ، هنا، مثلث، أي سياسي، وأدبي، وتنظيمي فتحاوي.
الخطأ السياسي، أن عباس، كان عليه أن يتذكر، أن الدولة المصرية تعرف كل حرف قاله مرسي، وليست بحاجة الى عباس لكي يكتشف لها قارة جديدة. وعندما يلجأ الى اختلاق واقعة، إرضاءً للدولة، فإن الدولة، وحكومات الإقليم، تسجل عليه نقطة انطباع ليست لصالحه، سواء مستفيدة أو غير مستفيده مما قاله الرجل. من ناحية ثانية، في الخطأ السياسي، لم يحسب الرئيس عباس، حساب ملامة الدولة المصرية له بأثر رجعي. فلو كان ما قاله صحيحاً، كان بمقدوره أن يساعد القوى المعنية بإسقاط مرسي، بالإفصاح علنا عن الذي عُرض عليه، وعندها ستقوم قيامة أكبر ضد مرسي. وعندها أيضاً، سيكون هو لا يتدخل في الشأن المصري، وإنما يدافع عن حق شعبنا في أرضه لا في أرض سيناء. لماذا لم يفعل في حينه؟ لماذا لم يتقمص ثوب الحفاظ على تراب مصر من أقدام الفلسطينيين، وثوب التمسك بالأراضي الفلسطينية، ويطرح موقفه الرافض، ويكون قد أدى واجبه بحسابات اصطفافه الحقيقي، ضد "الإخوان" وحكمهم. ثالثاً، إن الموقف من الدولة المصرية، وهذا ما كنت أتمنى أن تتبناه حماس، يقوم على مبدأ عدم التدخل، لأن قضيتنا تحتاج الى تعاطف ومساندة الجميع في كل بلد، وليس من مصلحتنا أن ينقسم مجتمع حول رأيه من فلسطين وقضيتها، والباقي عندكم. كل ما عندنا، لأي نظام في بلد شقيق، هو التواصل معه باحترام، لتطوير العلاقات وضمان المصالح المشتركة، ولا شأن لنا في تطوراته الداخلية.
الخطأ الأدبي، ولا أريد أن اقول الأخلاقي، أن الرئيس عباس، وهو حكواتي في مجالسه، روى عشرات المرات ما قاله له مرسي وكان التركيز على لقطة واحدة، سمعتها منه شخصياً، وتأكدت من صحتها بسؤال أخي نبيل أبو ردينة. اللقطة جاءت عند الحديث عن غزة. سأل الرئيس مرسي عباس، عن عدد سكان القطاع، فقال له إنهم نحو مليون ونصف المليون، فأجابه مرسي بدعابة: "يعني دول ممكن نستوعبهم في شُبرا". وأنا جلست مع مرسي أثناء زيارته للهند، ولمست ميله للدعابة وللقفشات (فعلها معي) وهو عموماً لم يطرح سوى شبرا، مكاناً للحديث المازح عن استيعاب، ولم يقل سيناء. والمأخذ الآخر على تصريح عباس للإعلاميين المصريين، أن مرسي سجين، ولا يستطيع الرد، والدولة ليست معنيه بالتعقيب، لكن الإعلام سينفلت. إن الواقعة التي افتعلها الرئيس عباس، مأخوذة أصلاً من تحليلات ومقاربات رؤى، لمشروع إسكان فلسطيني في سيناء. إن هذا شيء، والحديث عن وقائع وعروض رسمية طرحها رئيس الدولة آنذاك، شيء آخر.
الخطأ التنظيمي، هو أن السجال محتدم في مصر وحول مصر. ونحن، في نظامنا الداخلي، لا نتدخل في شؤون الدول العربية ما لم تتدخل في شؤوننا. واجبنا مساندة مصر، ضد كل الهجمات عليها، لإفقارها وتأزيم حياتها وتضييع أمنها، وآخرها الهجمة باستغلال تحطم الطائرة الروسية. فقد كانت مصر، في عهد مرسي، تستقبل عباس، كما في عهد مبارك وعهد ما بعد مرسي. بمقدور عباس أن يعبر عن التأييد للعهد الجديد، وأن يذكر مناقب مصر التي يراها، وأن يشيد بقيادتها، وكفى الله المؤمنين شر العك!