باريس-الكاشف نيوز
استغرب مراقبون في العاصمة الفرنسية تصريحات وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية، الأحد، التي قال فيها خلال مؤتمر صحافي إن قطر تساعد مصر وليس "جماعة الإخوان المسلمين".
سعى وزير خارجية قطر التي وضعت كل أجهزتها الإعلامية وعلى رأسها قناة (الجزيرة) في أهبة استعداد قصوى لدعم اعتصامات الإخوان المسلمين وشن هجمات إعلامية ضد القيادة المصرية الجديدة لدى القادة الفرنسيين لدعم موقف بلاده الداعي إلى "ضرورة إطلاق سراح السجناء السياسيين في مصر للوصول إلى حل".
ولوحظ أن العطية لم يحظ باجتماع مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على غرار نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل الذي ظهر أمام قصر الأليزيه مع هولاند للتحدث للصحافة عن الشأن المصري.
ورأى دبلوماسي في العاصمة الفرنسية ان استقبال هولاند لوزير الخارجية السعودي يعكس مدى تطابق وجهتي نظر باريس والرياض في الشأن المصري.
وبعكس السعودية التي أعلنت عن دعم جهود القيادة المصرية في مواجهة الإرهاب، فإن قطر ركزت جهودها على قيادة حملة إقليمية ودولية مع تركيا لإحباط جهود القاهرة في المهمة والتشكيك بالقيادة الجديدة وخاصة بعد فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة.
العطية وفابيوس
وقال وزير خارجية قطر إثر لقاء مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس: "فيما يتعلق بدعم قطر للإخوان المسلمين، هناك مفاهيم خاطئة حول المساعدة التي تقدمها قطر"، مضيفا أن قطر "لم تساعد أبدا طرفًا مصريًا أو حزبًا سياسيًا مصريًا. والمساعدة كانت دائما تقدم إلى مصر".
وبينما يعرف الجميع عبر العالم مدى الدعم القطري للإخوان المسلمين منذ تسلم محمد مرسي الرئاسة الى حين عزله، فإن وزير خارجية قطر، قال إن "المساعدة القطرية بدأت على الفور بعد الثورة وهي مستمرة اليوم"، مكررا القول: "نحن لا نقدم مساعدة إلى حزب سياسي".
ووحدها قطر في العالم العربي إلى جانب تونس حيث ينتمي الحزب الحاكم الى تيار الإخوان المسلمين نفسه، نددتا بشكل عنيف بما اسميتاه "حمام الدم في مصر" الذي أوقع حوالي 600 قتيل.
قطر تستنكر
وكان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية القطرية أعلن، الأربعاء الماضي، أن قطر "تستنكر بشدة الطريقة التي تم التعامل بها مع المعتصمين السلميين في ميداني رابعة العدوية والنهضة والتي أودت بحياة عدد من الأبرياء العزل منهم".
واضاف المصدر: كما "تتمنى على من بيده السلطة والقوة أن يمتنع عن الخيار الأمني في مواجهة اعتصامات وتظاهرات سلمية وأن يحافظ على أرواح المصريين المعتصمين في مواقع التظاهر".
ويشار إلى أن زيارتي وزيري خارجيتي السعودية وقطر لباريس كلا على حدة، تزامنتا مع عزم الاتحاد الاوروبي على "مراجعة" علاقاته بمصر قال "لا يمكن ان نصل الى اي شيء بالتهديد"، وسيجتمع دبلوماسيون أوروبيون الاثنين في بروكسل لبحث هذه القضية.
وكان رئيس الاتحاد الاوروبي هرمان فون رومبوي ورئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو حذرا الأحد الحكومة المصرية بان الاتحاد الاوروبي قد يعمد الى "مراجعة" علاقاته مع مصر إذا لم يتوقف العنف في هذا البلد.
هولاند وسعود الفيصل
وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اعتبر إثر لقائه وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ان من "واجب" الدول التي تربطها بـ"مصر علاقات ثقة وصداقة ان تبذل كل ما بوسعها لوقف اعمال العنف واجراء حوار سياسي وتمكين الشعب المصري من التعبير عن نفسه" عبر الانتخابات.
واضاف "اذا كانت حرية التظاهر يجب ان تحترم، فلا بد ايضا من احترام الامن".
وقال هولاند ايضا "من غير المقبول ان يشهد بلد كبير مثل مصر هذا المستوى من العنف"، في اشارة الى سقوط نحو 750 قتيلا منذ الاربعاء.
وتطرق هولاند الى "المسؤولية المشتركة للدول العربية واوروبا وفرنسا في ان تعتبر السلطات السياسية المصرية خريطة الطريق (التي وضعها الجيش) مرجعا للاسابيع المقبلة، وتتيح بذلك تنظيم انتخابات بشكل سريع".
واضاف الرئيس الفرنسي "بامكان السعودية وفرنسا المساهمة في هذه العملية التي تعتبر الوحيدة الممكنة لمصر".
قلق من العنف
ومع التأكيد على عدم رغبته في "المشاركة في اي تدخل في الحياة السياسية المصرية" شدد هولاند على ان فرنسا "قلقة ازاء اعمال العنف والقتلى الذين سقطوا باعداد كبيرة جدا".
وكان وزير الخارجية لوران فابيوس شدد ايضا خلال لقائه وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية على ضرورة دفع المصريين الى الحوار.
وقال "الامر الواضح لكل الذين يتابعون الوضع في مصر هو ضرورة العمل سريعا على وقف اراقة الدماء والتمكن من اجراء حوار بين المصريين. الامر ليس سهلا لكن على جميع البلدان الدفع في هذا الاتجاه".
واضاف فابيوس "من المهم تعبئة كل الطاقات لكي يتمكن المصريون من التوصل الى حل".
بالمقابل قال الوزير السعودي انه "يفهم تماما ان حرية التظاهر حق مضمون" في القانون الدولي، الا انه شدد على ان "على المتظاهرين في المقابل ان يلتزموا بعدم المساس بحياة المواطنين الاخرين وبالاملاك، وبعدم استخدام العنف".
وتابع الامير سعود الفيصل "ليس بالامر البسيط ان ينزل 30 مليون مصري الى الشارع طالبين من سلطاتهم ضمان امنهم وتنظيم انتخابات مبكرة".
وعلى غرار الرئيس الفرنسي اعتبر وزير الخارجية السعودي انه لا بد من "العمل على اجراء انتخابات في مصر" على اساس خريطة الطريق.