أخر الأخبار
خطاب أبو مازن لم يحمل جديد ومخيب للآمال
خطاب أبو مازن لم يحمل جديد ومخيب للآمال

غزة - الكاشف نيوز : أجمع محللون سياسيون فلسطينيون، أن خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، لم يحمل أي جديد، على صعيد تقديم حلول للقضايا المركزية الفلسطينية العالقة، واصفينه بالخطاب المخيب للآمال والمخالف للمتوقعات.
وقالوا المحللون : "كان من المفترض أن يكون خطاب الرئيس أبو مازن بحجم التحديات التي تمر فيها القضية الفلسطينية"، موضحين أن الخطابات لا يمكن أن تعالج القضايا الكبرى وفي مقدمتها الانقسام الفلسطيني، مؤكدين أن الرئيس عباس كان عليه التركيز على جمع شمل الشعب، وإعلان وقوفه بجانب الانتفاضة التي يخوضها ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ أربعة أشهر.
وجدد أبو مازن التأكيد على التمسك بالثوابت الوطنية، قائلا "لن نتراجع عن حقوقنا ولن نفرط في أرضنا، لن نسمح ببقاء الوضع مع إسرائيل على ما هو عليه ولن نتخلى عن حل الدولتين".
وفي خطاب من قصر الرئاسة في مدينة بيت لحم، مساء الأربعاء، بمناسبة احتفال الطوائف الشرقية بأعياد الميلاد المجيدة، دعا أبو مازن إلى عقد مؤتمر دولي للسلام لتطبيق مبادرة السلام العربية، وينبثق عنه مجموعة لحل الأزمة مثل لجنة 5+1 أو غيرها من اللجان، التي تعمل على حل العديد من قضايا المنطقة والعالم.
وقال إنه "من غير المقبول أن تبقى القضية الفلسطينية من دون حل، شاهدنا حلولا للعديد من القضايا والملفات كإيران وليبيا وسوريا، رغم أن قضيتنا أقدم من كل هذه القضايا." وأضاف :" الاوضاع معقدة وصعبة، والحلول قد لا تأتي غدا، لكن علينا أن نتمسك بإنجازاتنا، ونؤكد من جديد أننا هنا قاعدون متشبثون في أرضنا، ولن نتراجع عن حقوقنا كاملة."
ووصف الكاتب والمحلل السياسي أسعد أبو شرخ، خطاب الرئيس أبو مازن، قائلاً: "لم يأتي الخطاب بجديد، ولكن أبو مازن اراد عبره أن يرد على الإشاعات التي تقول بأنه مريض، وأراد أن يرد على حديث الصحف الإسرائيلية بشأن إمكانية إنهار السلطة، فأكد أن السلطة انجاز لا يمكن أن يجري التخلي عنه"، معتبراً أن خطابه يشكل ردة فعل فقط.
وأوضح أبو شرخ خلال حديثه، أن أبو مازن غيب خلال خطابه الحديث عن حلول للقضايا الأساسية، التي تحتاج إلى قرار استراتيجي متعلق بمستقبل الشعب الفلسطيني، مبيناً أن الخطاب مخيباً للآمال وفي ظل بداية مرحلة جيدة مع العام الجديد، سيما وأن إسرائيل لم تقدم شيء، ما يعني أن الخطاب كان من المفترض أن يكون بحجم التحديات التي تمر فيها القضية الفلسطينية.
وبين أن الرئيس الفلسطيني أبو مازن، كان عليه التركيز على جمع شمل الشعب الفلسطيني، وإعلان وقوفه بجانب الانتفاضة المندلعة ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ أربعة أشهر، بجانب إعلان وقفه بجانب سكان قطاع غزة، عبر المساعدة في رفع الحصار الإسرائيلي عنهم، مشيراً أن الخطاب وُجه في معظمه للدول العربية والإقليمية.
وانتقد الكاتب أبو شرخ حديث أبو مازن عن تحالفه مع السعودية ضد الارهاب، قائلاً: "عن إي ارهاب يتحدث هل يوجد أكبر من الإرهاب الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، فأولى بالرئيس أن يقف مع شعبه ضد الارهاب الإسرائيلي، بالتزامن مع بذل مزيداً من الجهود في توحيد الصف الفلسطيني".
وعد خطاب أبو مازن بأنه يعمق الانقسام، معتبراً أنه يحاول إدخال حركتي حماس والجهاد الإسلامي وكافة التنظيمات الفلسطينية الرافضة لمشروعه في بيت الطاعة، وأن تقبل في إسرائيل، قائلاً :" هو يريد أن ينفذ سياسته التي يتبناها لذا لا يريد أيضا أن يعقد الإطار القيادي لمنظمة التحرير". واعتبر أبو شرخ أن رد الفلسطينيين على سياسة أبو مازن جاء من أهل القدس عبر انتفاضتهم ضد الاحتلال الإسرائيلي، موجهاً رسالة لأبو مازن مطالباً فيه بالاستقالة.
من جانبه رأى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، أن خطاب أبو مازن، جاء مخالفاً لما كان متوقعاً، قائلاً: "الخطاب تقليدي ولم يستجب للتوقعات التي سبقته، سيما وأنه كان متوقعاً أن يكون يتضمن الخطاب مواقفاً غاية في الأهمية، لكنه كان عادياً، خاصة أنه في ملف المصالحة الوطنية لم يأتي بجديد، وأيضا في العلاقات مع إسرائيل لم يضف جديد، وفي موضوع الوضع الدولي عاد وطالب المجتمع الدولي بالاهتمام بالقضية الفلسطينية عبر مؤتمر دولي".
وبين أنه على صعيد موقفه العربي خاصة من المملكة العربية السعودية كان معلن سابقاً، عندما كان في زيارة للسعودية قبل أيام من الخطاب، مؤكداً أن الخطاب خلا من أي تطورات جديدة، تعطي مؤشرات سياسية على أن العالم الحالي سيكون أحسن من سابقه، موضحاً أن الخطاب أعاد حركتي فتح وحماس إلى مربع تبادل الاتهامات بشان الانقسام خاصة عندما تحدث أبو مازن عن انظار رد من حماس بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية، ما دفع الأخيرة للإعلان عن جهوزيتها لتشكيل الحكومة.
وذهب عوكل إلى أبعد من ذلك قائلاً:" الانقسام معزز وعميق وموجود ماخذ راحته على الأخر"، مضيفاً: "هل الخطابات التي نسمعها يمكن أن تشكل بداية خروج من نفق الانقسام، مجيب: "لا اعتقد ذلك"، متابعاً:" إن معالجة القضايا الكبرى لا تتم عبر الخطابات والتصريحات، وإنما عبر الحوار وبحث كل الملف مرة أخرى"، معبراً عن تشاؤمه حيال الحالة السياسية الراهنة.
ونبه إلى أنه من غير المفيد أن يفقد الفلسطينيين الأمل حيال انغلاق كل الأفاق السياسية على كافة الأصعدة، مبيناً أن وجود الانتفاضة ضد الاحتلال الإسرائيلي، سيكون لها تداعيات غاية في الأهمية على الصعيد الفلسطيني والفلسطيني والإسرائيلي.