أخر الأخبار
الاحتلال يتوقع أن ينفذ ملحم عملية كبرى لـ”يستشهد” فيها
الاحتلال يتوقع أن ينفذ ملحم عملية كبرى لـ”يستشهد” فيها

القدس - الكاشف نيوز : تدخل اليوم عملية البحث عن نشأت ملحم، منفذ عملية إطلاق النار في تل أبيب، يومها السابع، دون اعتقال المنفذ، فبعد أن نفذ ملحم عمليته بشارع “ديزنكوف” وسط تل أبيب يومَ الجمعة الماضي، وحتى اليوم، لا تزال قوات الأمن الإسرائيلية بالتّعاون مع أعلى المستويات الأمنية، وبمشاركة نخب شرطة ومخابرات الاحتلال، تبحث عنه، دون التقدم في التّحقيق.

جهاز الشاباك من جهته أصدر مساء أمس تصريحا مقتضبا قال فيها “انها توصلت لطرف خيط حول مسار هروب نشأت ملحم، غير أنه لم يعلن عن ماهية هذا الطرف، أو أنه تمكن من التأكد فيه، في دلالة يمكن تفسيرها على أنها محاولة من أجهزة الاحتلال الأمنية للتخفيف من حدة التوتر والخوف التي تنتاب الشارع الإسرائيلي بأكمله في ظل الحديث عن فشل الأجهزة الأمنية في الوصول إلى ملحم خلال الأيام السبعة الماضية.

وبحسب القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، فإنه قد يكون طرأ تقدما في مطاردة ملحم، لكن ليس بالإمكان نشر تفاصيل حول التحقيق في القضية بسبب أمر حظر نشر.

ورغم الحديث عن تقدم بالتحقيق ووجود “طرف خيط” إلا أن القناة الثانية أضافت أنه على ما يبدو لا توجد معلومات دقيقة حول مكان ملحم، والتقديرات تشير إلى أنه يختبئ في الضفة الغربية.

وكانت أجهزة الاحتلال الأمنية قد اعتقلت أول أمس والد ملحم وستة من أقربائه ومعارفه إضافة إلى شقيقيه، اللذين أطلق سراحهما في هذه الأثناء. وأشارت تقديرات إسرائيلية إلى أن هذه الاعتقالات جاءت بهدف ممارسة ضغوط على نشأت ملحم لكي يسلم نفسه.

فرضيات محتملة

خلال هذا الخضم وعمليات الشد والرخي من قبل أجهزة الاحتلال الأمنية، تطفو إلى سطح مجريات القضية عدة تحليلات تجاذبها الكتاب والمحللون الإسرائيليون بمختلف الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية، بدأ هؤلاء المعلقون يضعون بعض السيناريوهات لتفسير اختفاء ملحم.

وفق التّحليلات الإسرائيلية لاختفاء منفذ العملية، طرح هؤلاء المراقبون عدة سيناريوهات لحل اللغز:

الأول: نجاح ملحم بتخطي الحاجز الذي نصبته الشرطة على مداخل مدينة تل أبيب، ما قد يمكنه من إمكانية أوسع للتنقل في مناطق أخرى في البلاد.

الثاني: سيناريو آخر يكمن بكون ملحم قد تزود واستعد مسبقا لهذه المهمة، بحيث أنه أعد شقة للاختباء بها في تل أبيب، خصوصا أنه كان يعمل بها كصبي إرساليات، الأمر الذي يزيد من معرفته بالتفاصيل الجغرافية الصغيرة. وفق هذا التحليل، فإن الاستعداد هذا اشتمل على أيضا على المواد الغذائية المطلوبة.

الثالث: سيناريو احتمال اختباء ملحم داخل شقة في تل أبيب محتجزا رهائن، لكن لا إشارة على الأمر حتى الآن بتاتا.

الرابع: أن يكون ملحم قد أقدم على الانتحار، ولم تعثر الجهات المسؤولة على جثته حتى الآن.

ضمن كل هذه السيناريوهات، ترجح أجهزة الاحتلال الأمنية فرضية أن يكون ملحم قد وصل بالفعل للضفة الغربية وهو يختبئ الآن بمكان آمن كان قد اعده مسبقا، وربما بالتعاون مع أشخاص آخرين.

وتشير تقديرات الشرطة إلى أن ملحم قد فر إلى مناطق السلطة الفلسطينية، وأنه تم العثور على أدلة خلال عمليات التمشيط تعزز هذه التقديرات.

وسمح يوم أول أمس، الأربعاء، بالنشر أن الشرطة تشتبه بأن ملحم هو الذي قتل سائق مركبة الأجرة، أمين شعبان (42 عاما) من اللد، والذي عثر على جثته قرب فندق “مندرين” في تل أبيب.

وتدعي الشرطة أن ملحم أطلق النار على سائق مركبة الأجرة، وألقى بجثته قرب فندق “مندرين”، وقاد مركبة الأجرة باتجاه مفرق “غليلوت”.

ويدعي المحققون أن ملحم كان ينوي التوجه نحو الشمال، إلا أنه دخل الطريق الخطأ، وعاد باتجاه تل أبيب. وعندما أدرك ذلك، ترك المركبة في شارع “نمير”، وفر من المكان باتجاه مدن المثلث الجنوبي ومنها لمناطق الضفة الغربية.

تحدّ أمني

صحيفة “معاريف” الإسرائيلية ذكرت نقلا عن الضابط الإسرائيلي السابق في جهاز “الشاباك” ليئور أكرمان أن قوات الأمن تواجه منفذ عملية وحيدا لا يجري أي اتصالات مع البيئة الخارجية، سواء مع العائلة أو الأصدقاء.

وقال أكرمان إنه “منذ بدء الموجة الحالية من العمليات الفلسطينية بداية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شهدت “إسرائيل” سلسلة طويلة من العمليات الفلسطينية التي ينفذها فلسطينيون وحيدون، دون تخطيط مسبق أو تنسيق مع منظمات فلسطينية، ويقومون باستغلال الفرصة المناسبة لتنفيذ الهجوم المفترض”.

وأضاف الضابط السابق أن “التحدي الأمني الإسرائيلي الخاص بمنفذي الهجمات الفلسطينية الوحيدين أصعب من باقي العمليات المنظمة، لأن كمية المعلومات الاستخبارية -إن كانت متوفرة أصلا- قليلة وغير كافية”.

التحضير لعملية كبيرة

ومع ترجيحات أن يكون ملحم قد وصل بالفعل للضفة الغربية، تتخوف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من إقدامه على عملية استعراضية كبيرة تنتهي بموته “شهيدا”، لاسيما وأن كل الاستنفار الأمني لم ينجح في تتبع آثاره.

موقع “والا” الإخباري الإسرائيلي قال: “إن أجهزة الأمن الإسرائيلية تواصل البحث عن ملحم دون جدوى “وكأن الأرض قد ابتلعته”، في ظل تقدير أمني إسرائيلي يفترض أنه قد يريد إنهاء حياته كـ”شهيد” في عملية استعراضية كبيرة”، على حد وصف المخابرات الإسرائيلية.

وقال المراسل العسكري للموقع “أمير بوخبوط”: “إن هناك صعوبة تواجه أجهزة الأمن في العثور على طرف خيط للوصول إلى ملحم من خلال علاقاته الشخصية، “لأننا أمام شخصية مركبة ليس لها نمط حياة متبع يمكن من خلاله تعقبه”.

وأضاف بوخبوط أن أوساط الأمن الإسرائيلي تعرفت على سلوك ملحم الشخصي في السنوات الأخيرة، حيث كان لديه بعض مؤشرات التدين، وتضم بلدته “عارة” التي عاش وتربى فيها ثلاثة مساجد ومركزا ثقافيا إسلاميا.