بغداد-الكاشف نيوز
قالت الخارجية العراقية إنه إثر "تصريحات صحافية سيئة أدلى بها الموظف معد العبيدي السكرتير الثاني في سفارتنا في الرياض، قامت وزارة الخارجية باتخاذ الإجراءات الفورية لاستدعائه للتحقيق معه بصدد التصريحات غير المسؤولة التي أدلى بها لصحيفة الشرق السعودية، والتي تناول فيها عددًا من الأمور التي تخص المجتمع العراقي وخصوصيته، والتي تعد خرقًا وإساءة فاضحة لواجباته وعمله المكلف به".. من دون الإشارة إلى تهجّمه على الشيعة، الذين يشكلون أكثرية سكان العراق، ويحتلون المواقع القيادية المهة في الدولة.
أضافت الخارجية في بيان صحافي اليوم الخميس، قائلة: "يقينًا فإن توجيهات الوزارة تؤكد دومًا على تجنب كل ما يثير النعرات الطائفية والقومية والمذهبية بين أبناء الشعب العراقي، بل إنها تدين وترفض باستنكار كل من يحاول المساس بالمبادئ والأهداف الوطنية التي رسمها الدستور العراقي".
أساء فأُقيل
وأشارت إلى أنه "بعدما استنفذت الوزارة إجراءاتها الإدارية والقانونية، قررت إقالة واستبعاد الموظف معد العبيدي السكرتير الثاني من السلك الدبلوماسي لعدم التزامه بسياسة وتعليمات الوزارة في التعامل مع الإعلام وتورّطه في تصريحات تسيء إلى طائفة كبيرة من أبناء شعبنا العراقي".
وكانت صحيفة "الشرق" السعودية نسبت في منتصف تموز/يوليو إلى نائب السفير العراقي في الرياض السكرتير الثاني في السفارة معد العبيدي قوله "إن التشيّع حركة سياسية بدأها اليهودي اليمني عبدالله بن سبأ بالتعاون مع الفرس حتى يشقوا الصف الإسلامي".
وقد أثارت هذه التصريحات غضبًا رسميًا وشعبيًا شيعيًا. كما دعت لجنة الأوقاف والشؤون الدينية النيابية وزارة الخارجية إلى اتخاذ الإجراءات القانونية، داعية إلى اختيار شخصيات دبلوماسية وفق معيار الكفاءة. وقال رئيس اللجنة علي العلاق في مؤتمر صحافي في بغداد "ندعو وزارة الخارجية إلى استدعاء الموظف في سفارة العراق في المملكة العربية السعودية، والذي أساء بتصريحاته إلى المكوّن الشيعي، ومعتقدات الشعب العراقي، وزيف الحقائق التاريخية".
وأشار إلى أنّ المعلومات التي أوردها الموظف المذكور في اللقاء الصحافي هي تزييف وتحريف لحقائق تاريخية، لأن الشيعة هم أهل البيت، الذين يستمد وجودهم وجذورهم التاريخية ومعتقداتهم من انتمائهم إلى رسول الله".
سياحة سياسية
من جهته اعتبر السيد أحمد الصافي ممثل المرجع الشيعي الأعلى في العراق السيد علي السيستاني في خطبة الجمعة في كربلاء أخيرًا بعض موظفي السفارات العراقية في الخارج غير مؤهلين ويشوّهون "سمعة العراق" من خلال كلامهم السيء على البلد وتعاملهم مع الجالية العراقية، وانتقد إيفادات موظفي الدولة، لأنها أصبحت مجرد سياحة لأقارب المسؤولين.
كما هاجم إمام وخطيب جمعة النجف صدر الدين القبانجي بشدة تصريحات العبيدي، وشدد على أن الشيعة في العراق "هم الأكثرية" وفي إيران "دولة"، وفي البحرين "ثورة"، وطالب وزير الخارجية بإقالته.
وفي مقدمة الحوار، الذي أجرته الصحيفة مع العبيدي، نقلت عنه القول إن "هناك أُناسًا عراقيين يذهبون إلى "السادة"، ويتبركون بهم، ويتوسلون إليهم، ويزورون قبور الأموات منهم، ويقدمون إليهم القرابين" مشيرًا إلى أنه "منذ كان طفلًا كان يزدري هذه الأفعال وينتقد أمه، ويحاول ثنيها عن هذه العادة، موضحًا أن هؤلاء السادة ليست لهم علاقة بشيعة وسُنّة، عادًّا التشيّع حركة سياسية بدأها اليهودي اليمني عبدالله بن سبأ بالتعاون مع الفرس حتى يشقوا الصف الإسلامي من خلال معتقدات وطقوس منافية.
لا حلول وسطية لدى الأكراد
وبعد سؤاله عن علاقة العرب مع الأكراد والتركمان وكيفية التعايش بين هذه المكونات، لاسيما أنه ولد وعاش في قضاء الحويجة في كركوك المحافظة ذات الاختلاط المكوناتي وترعرعه في أسرة متدينة، قال العبيدي إن "الطلبة الذين كنت أدرس معهم كان أكثرهم ملتزمًا دينيًا، وعمومًا الأكراد ليس لديهم حل وسط، فإما يكون واحدهم ملتزمًا دينيًا ومتشددًا ومتطرفًا وإما العكس تمامًا، وعلى مستوى العلاقات تجد الإنسان الكردي إما صديقًا وإما عدوًا، ليس هناك وسط أو على الحياد"، على حد تعبيره.
وأضاف العبيدي أن "التركمان على العكس تمامًا من الكرد، ربما لأنهم يشعرون بأنهم أقلية، وبشكل عام تجد أن العراقيين العرب على علاقات ممتازة مع الأكراد والتركمان، الذين هم خارج إطار الحزبية، وهذا ينطبق أيضًا على العرب، سواء كانوا سنُّة أو شيعة، فإذا دخل الشخص في حزب سياسي تكون علاقتك معه سيئة، وخارج الحزب تكون العلاقة جيدة جدًا اجتماعيًا وإنسانيًا".
بحث وثيقة شرف
بحث نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي مع قادة الكتل السياسية وثيقة الشرف الوطني ومبادرة السلم الاجتماعي في العراق التي تبنتها رئاسة الجمهورية لوضع اللمسات الأخيرة عليها، وطرحها في لقاء وطني موسع، بهدف حل الأزمات التي تواجه البلاد.
وقد تمت خلال الاجتماع "مناقشة بنود الوثيقة بكل صراحة وايجابية، وذلك في أجواء سادتها الروح الأخوية ورغبة جميع الأطراف في إنجاح المشروع الوطني من أجل العراق وشعبه". حيث حث الخزاعي جميع الكتل السياسية على دعم المشروع والمساهمة في إنجاحه "لأنه في مصلحة الجميع، ويمثل خارطة طريق لحل المشكلات التي تعوق العملية السياسية في البلاد"، كما نقل عنه بيان صحافي اليوم.
وأشار إلى أنه مشروع للتعايش السلمي والاجتماعي بين جميع أطياف ومكونات الشعب العراقي، موكدًا "أن التحديات التي يمر بها العراق كبيرة، والمسؤولية تقع على عاتق الجميع في تجاوزها بنجاح".
وتم الاتفاق خلال الاجتماع على عقد لقاء آخر بداية الأسبوع المقبل في مكتب الخزاعي لاستكمال الحوارات والنقاشات، ومن المؤمل أن يتم خلال اللقاء المقبل تحديد موعد لعقد اللقاء الموسع للقوى والفعاليات العراقية، الذي سيجري فيه توقيع ميثاق الشرف الوطني والعمل بمبادرة السلم الاجتماعي.
يذكر أن وثيقة الشرف المزمع توقيعها تتضمن بنودًا عدة، على رأسها حرمة الدم العراقي والحفاظ على الهوية الوطنية ونبذ الإرهاب والتطرف وعدم السماح للأجندات الخارجية بتنفيذ مخططاتها في البلاد.. إضافة إلى تقديم الخدمات للمواطن وإجراء إصلاحات اجتماعية وسياسية مهمة للحفاظ على مكتسبات العملية السياسية.
تتشكل الوثيقة من فقرتين: الأولى "تؤكد الحفاظ على السلم المجتمعي للبلاد، وتشكيل لجنة عليا لمتابعة كل القضايا الخلافية بين الكتل السياسية".. والثانية تتضمن "توقيع ميثاق الشرف للقوى السياسية. ويرى مراقبون أن اللقاءات التي تجري حاليًا لتكثيف الحوار ستسهم في التوصل إلى مقررات مقترحة للملتقى الوطني العام الهادف إلى رسم خارطة طريق لتصحيح مسار العملية السياسية ومحاربة الإرهاب وبناء مؤسسات الدولة.