القاهرة - الكاشف نيوز : كتبت جيهان فوزي
الحال الفلسطينى يعاني الضعف والترهل وتراجُع الاهتمام الدولي. وحتى وقت قريب كان موضوع حل السلطة الفلسطينية حاضراً بقوة فى أروقة الحكومة الإسرائيلية والداخل الفلسطينى، حتى قطع الرئيس محمود عباس شهوة التكهنات بسيف التأكيد على أن السلطة الفلسطينية باقية ولا يحلم أحد بانهيارها، لكن الحديث عن خلافة الرئيس عباس نفسه أصبح أكثر إلحاحاً وتداولاً بين الفلسطينيين، خاصة أن الرجل تخطى الثمانين من عمره، وأعرب فى مناسبات عديدة عن رغبته فى الاستقالة، وهى الرغبة التى نقلها لمسئولين فى الإدارة الأمريكية متذرعاً بأنه تعب وأن أسرته تمارس عليه الضغوط لترك المنصب.
الحديث عن خلافة عباس أصبح شأناً فلسطينياً ملحاً، وباتت تلوح فى الأفق أسماء تترد بقوة لخلافته، أهمها على الإطلاق مروان البرغوثى المعتقل فى السجون الإسرائيلية والأكثر قبولاً لأنه يتمتع بالشرعية الثورية والدستورية على خلفية نشاطاته ومواقفه السياسية، ويرى الكثيرون فى البرغوثى صورة شبيهة بالزعيم الجنوب أفريقى نيلسون مانديلا، ومحمد دحلان الذى يتمتع بكاريزما وحيوية سياسية وقاعدة جماهيرية فى غزة، والدكتور سلام فياض رئيس الوزراء السابق ورجل الاقتصاد المخضرم الذى عمل فى صندوق النقد الدولى، أما جبريل الرجوب فهو الشخص الذى ربما يشكل مفاجأة فى بورصة الترشيحات، أسير سابق وعضو فى اللجنة المركزية لحركة فتح، يعتمد على العمل العشائرى، وهو رئيس الاتحاد العام لكرة القدم، يتقرب من حركة حماس، ونائبه هو ابن إسماعيل هنية «عبدالسلام هنية»، حيث نشأت بين الرجلين خلال السنوات الأخيرة كيمياء خاصة منحت «الرجوب» فرصة لعب دور حمامة السلام بين فتح وحماس، فضلاً عن أنه يمتلك علاقات مهمة مع إسرائيل وأحد المداومين على حضور مؤتمر بيريز للسلام، هو رجل أمن يمتلك شخصية ديكتاتورية ويميل إلى الفردية فى التصرفات والسلوك.
وبالحديث عن ترشح جبريل الرجوب تحديداً فإن اسمه ارتبط بوثيقة مثيرة تم تسريبها من وزارة الخارجية القطرية تحدثت عنها، فى تقرير، القناة الثانية الإسرائيلية. ورغم غموض وظروف تسريب الوثيقة فإن حديثاً يؤكد أنها حقيقية وأصلية، تتطرق الوثيقة، التى تحتوى على 8 صفحات وتحمل شعار وزارة الخارجية القطرية، إلى لقاء جمع بين أمير قطر وجبريل الرجوب (الذى كثرت زياراته للدوحة ضمن مهام منصبه كرئيس لاتحاد كرة القدم ورئيس اللجنة الأولمبية وهى المناصب التى تمنحه حرية وغطاء كاملاً يبرر تحركاته وزياراته الخارجية وبحث مسائل سياسية حساسة)، تكشف الوثيقة عن وجود حوارات طويلة منذ فترة بين أمير قطر والإدارة الأمريكية تتعلق بمن يرث الرئيس «أبومازن»؟ إذ يفضل الأمريكان صيغة قيادة ثلاثية تربط بين فتح وحماس تتكون من جبريل الرجوب وخالد مشعل ومروان البرغوثى الذى يمثل رمزاً فلسطينياً كبيراً، إذ قال أمير قطر لضيفه الفلسطينى: «اقترحت مستشارة الأمن القومى الأمريكى سوزان رايس على مبعوثنا الأمير غانم القبيسى أن تتفق قطر وإسرائيل على القضايا الرئيسية ومن ثم تطرح فكرة القيادة الثلاثية الفلسطينية».
بالنسبة لجبريل الرجوب فإن مروان البرغوثى الأسير المعتقل فى السجون الإسرائيلية لا يمكنه تسويق البضاعة على حد تعبيره، فما يزعجه ليس مروان البرغوثى ولكن محمد دحلان!!
أخطر ما تطرحه الوثيقة، إن صحت، وأكثره أهمية هو نوع الأفكار التى يتم طبخها فى أروقة البيت الأبيض فيما يتعلق بقضية خلافة عباس والتعامل مع خالد مشعل كشريك محتمل فى الرئاسة الثلاثية، والأمر الثانى يتمثل فى تعيين نائب للرئيس عباس المتوقع أن يتحول إلى موضوع ساخن على جدول الأعمال اليومى، وأخيراً فإن سحر المستديرة يجعل لها عشاقها تماماً مثل السياسة، فهما تسيران جنباً إلى جنب، وبما أن الوثيقة لم تدفن مطلقاً احتمالية عودة الرجوب للسياسة، فإنه قد يحقق مفاجأة غير متوقعة؟!