مسببات رفض المغرب للقمة هي موجبات عقدها!
قد يبدو مفيدا، بين حين وآخر، ان نتذكر بعضا مما كان أثرا ايجابيا في عالمنا العربي، خاصة ما يتعلق بالإطار الجامع الذي أتفق حكام العرب أن يتواصل مهما كانت الصعوبات، ذلك الحدث المعروف اعلاميا بمؤتمر "القمة العربية".. سابقة مفاجئة، تعكس بعضا مما أصاب الحال العربي او ما سمم "البدن القومي"، منذ أن نجحت الادارة الأميركية في بث سمومها التقسيمية في المنطقة، عبر بوابة هي الأكثر إلحاحا للإنسان، الحريات والحكم الديمقراطي ومكافحة الفساد العام، المالي والسياسي والتوريث والسيطرة الأمنية المطلقة، أمراض نهشت من الجسد الإنساني العربي كثيرا، كانت أمريكا ودول المستعمر أكثر من قاومها في عالم العرب حماية لأنظمة تحت رعايتها، ومنها ايضا حاولت تمزيق عالم العرب.. وجاء اعلان الممكلة المغربية، عدم قبلوها عقد قمة العرب في أبريل القادم، ليمثل "سابقة سياسية" للتقاليد الرسمية العربية، خاصة وأن المملكة ذاتها من أكثر دولة العرب احتضانا للقمم، العادية والإستثنائية، في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، والد الملك الحالي محمد السادس، وجاء الاعتذار عبر بيان يفتح كل أبواب الريبة السياسية.. الخارجية المغربية، اعتبرت أن القمة " لا يمكن أن تشكل غاية في حد ذاتها أو أن تتحول إلي مجرد اجتماع مناسبات"، مؤكدة أن "الظروف الموضوعية لا تتوفر لعقد قمة عربية ناجحة قادرة علي اتخاذ قرارات على مستوي ما يقتضيه الوضع". وأكدت المغرب "انها لا تريد أن تعقد قمة دون أن تسهم في تقديم قيمة مضافة في سياق الدفاع عن قضية العرب والمسلمين الأولى، ألا هي قضية فلسطين والقدس الشريف، في وقت يتواصل فيه الاستيطان الاسرائيلي فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتنتهك فيه الحرمات ويتزايد فيه عدد القتلي والسجناء الفلسطينيين". وقالت الخارجية المغربية في بيانها الاعتذاري، أنها تتطلع الي "عقد قمة للصحوة العربية، ولتجديد العمل العربي المشترك التضامني، باعتباره السبيل الوحيد لاعادة الأمل للشعوب العربية". والحقيقة التي يمكن الخروج بها، أن كل ماورد في بيان أسباب الرفض، هي ذاتها أسباب الضرورة لعقد قمة عربية، علها تساهم في اعادة تصويب "الصحوة العربية" ودعم "قضية فلسطين".. ودون البحث في قدرة حكام العرب على تحقيق معالم "المطلوب السياسي" لمواجهة جملة الأسباب التي تشكل إهانة للتاريخ كما الحاضر القائم في بلادنا، فذلك لا يجب أن يصبح ذريعة هروب من اللقاء، حتى لو بات في غالبه "لقاء قمة شكلي"، لكن دوما يمكن الخروج منه وبه ببعض ما يعيد أملا قد يكون.. دورية اللقاءات والالتزام بها، هي مسألة يجب احترامها وكأنها دستور أخلاقي، قبل أن تكون ضرورة سياسية، لتصبح تعبيرا عن احترام "قيمة الالتزام بالوقت والزمان والمكان"، كي يتعلم صغار الأهل أن الكلمة قيمة وجب تقديرها، فما بالك وأن اللكمة تأت من قمة الهرم السياسي.. وعل النظر في بعض "دوريات السياسة" التي تحدث في عالمنا، خاصة الأوروبية منها، أو بعض اسيا وافريقيا، ستجد أن ضبط الموعد واحترام القرار هو جزء من احترام الذات المكون لتلك الإطر السياسية أو الأمنية - الاقتصادية، ولا يخرج من بينها من يتذكر فجأة أنه لا يرغب باستضافة القمة المقررة منذ عام.. اعتذار المغرب، لا تفسير منطقي له، على العكس كل ما ساقته من "تبريرات" للهروب يفرض العقد السريع جدا، وأن التحضيرات السياسية لها أن تخدم الفكرة وليس عكسها.. اعتذار المغرب، لن يلغي القمة بذاتها، فموريتانيا بات حق لها أن تحتض أول قمة عربية فوق أراضيها، بذاته حدث سياسي، ودعم معنوي لبلد يتجاهل البعض العربي قيمته السياسية - الجغرافية، لكن الاعتذار يشكل "غصة سياسية"، ما كان لها ضرورة.. القمة ليست صورة افتتاحية لحكام وقادة، بقدر ما يجب أن تكون رسالة أن الجسد يمكنه أن يعود لو توفرت الارادة..ودوما اللقاء خيرا من لا لقاء لو كان للعروبة مكان فيما هو قائم بكيانات ودول! ملاحظة: من مفارقات السياسة أن يتم البحث عن مكان قمة عربية مع مناسبة تاريخية حدثت في يوم 21 فبراير عام 1958..انتخاب الخالد جمال عبد الناصر رئيسا للجمهورية العربية المتحدة ( وحدة مصر وسوريا)..ذكرى تفرض بعضا من تفكير الضرورة! تنويه خاص: كيري قادم للقاء الرئيس محمود عباس..طيب بالكوا في شي ممن ينحكى على هيك لقاء غير اعادة الروح للتعبير القذافي "طز في أمريكا"!