أخر الأخبار
لا تتوسل يا “نونو العين” فكن مطمئنا !
لا تتوسل يا “نونو العين” فكن مطمئنا !

لم تحدث أي مفاجأة تذكر من قبل "المنظومة الرسمية الفلسطينية" بمكوناتها المختلفة، أو ما يمكن وصفه بتعبير "ما لذب وطاب من فصائل وأحزاب وحكم وملحقاته"، فقد مرت تصريحات "النذالة السياسية" لمرشحي الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، وكأنها جاءت "بردا وسلاما"، لم يغضبوا أو يتمأمأوا، حتى ما يعرف اعلاميا بجامعة الدول العربية، حذت حذو "النمطية الرسمية الفلسطينية" فدخلت في حالة "الاستغباء الصامت".. ولأن دولة الكيان، وقادتها لا يجلسون بقوة جبرية في مناصبهم، فهم يلهثون للقول والكلام، وكأنهم تحت الخطر الدائم، وأن العالم لا ينام قبل أن يجهز مخطط الخلاص من تلك الزمرة الفاشية - العنصرية، رغم انها تستحق ما هو أكثر، فقد استغل رأس تلك الطغمة الفاشية بيبي نتنياهو، فرصة مؤتمر حماية اسرائيل في أمريكا "مؤتمر الايباك اليهودي"، ليبدو كـ"طفل وديع"، يبحث "الأمن والآمان".. بيبي، في مفارقة سياسية تستحق أن يتعلمها البعض الجهول بيننا، خاطب الشعب الأمريكي عبر "الايباك" قائلا " اؤمن بأن إسرائيل لن تتحول الى قضية تفرق الأمريكيين، وانما موضوع يوحدهم جميعا". تعبير يكثف حقيقة الواقع السياسي في العلاقة القائمة..اسرائيل عنصر وحدة لأمريكا..تلك هي المسألة لمن لا يرى في بلادنا المنكوبة بنظم وساسة وقوى.. ولأنه كذلك، انتقل لشن حربه التقليدية على الأمم المتحدة، ومجلس حقوق الانسان واعتبرها "المكان المعادي" للكيان، ولذا فقد توسل الى واشنطن بقوله" إنه يأمل أن تواصل الولايات المتحدة رفض أي تحرك نحو إصدار الأمم المتحدة قرارا يؤيد إقامة دولة فلسطينية". واعتبر "إصدار مجلس الأمن قرارا للضغط على إسرائيل سيزيد من تشدد المواقف الفلسطينية ومن ثم فقد يقضي بشكل فعلي على فرص السلام لسنوات كثيرة". وهذا هو السبب في "أنني أتعشم أن تحافظ الولايات المتحدة على موقفها القائم منذ فترة طويلة برفض إصدار الأمم المتحدة مثل هذا القرار". من يقرأ ما سبق يكشف كيف ينتقل بيبي من "الغطرسة السياسية" الى "التوسل السياسي"، تصل الى مرحلة الاستجداء بأن تواصل أمريكا دورها في عرقلة وتعطيل أي قرار في مجلس الأمن خاص بالدولة الفلسطينية.. من حيث المبدأ، لا يوجد أي خطر بأن ينقلب الحال الأمريكي لتأييد اعلان دولة فلسطينية في مجلس الأمن، وليصبح قرار الأمم المتحدة رقم 19/ 67 لعام 2012 حقيقة سياسية تبحث التنفيذ عبر الفصل السابع في ميثاق الأمم المتحدة، فواشنطن ليس وحدها من يعرقل ذلك، بل أن "أهل القضية" ذاتهم غير ذي صلة بتطبيق القرار أو البحث عن آلية لتطبيقه، لكن بيبي يريد ان يجعل من "اعلان دولة فلسطين" عنوانا لحرب سياسية، وأنها هي "الخطر الذي يهدد وجود دولة الكيان".. رفع سقف التهديد للكيان لم يأت فقط من بوابة العمليات عند نتنياهو، بل من خلال الفعل السياسي، وتحديدا اعلان دولة فلسطين، فهو قبل غيره يدرك "القيمة الاستراتيجية" التي يشكلها تحريك - تفعيل قرار الأمم المتحدة بالاعتراف بفلسطين كدولة عضو مراقب في الامم المتحدة برقم سحري "194" صاحب الايحاء الخاص بنكبة اللاجئين.. ولأن الطغمة الفاشية ورأسها نتنياهو، يعلم يقينا الأثر الجوهري لذلك القرار فهو مسبقا ناشد، توسل، تعشم على القادم للبيت الأبيض ان يبطل مفعول أي تحرك قادم نحو تفعيل قرار دولة فلسطين كما تم في العام 2012.. بالتأكيد، لا يحتاج نتنياهو لأي توسل سياسي من الطغمة الأمريكية، اي كان مسماها، جمهورية أو ديمقراطية، لعرقة أي تفعيل للدولة الفلسطينية، فتلك هي سياستها ما لم يحدث "أنقلابا سياسيا جوهريا" في النظام الرسمي العربي، وحتى الساعة لا يوجد ما يشير الى ذلك، مع انتشار حروب التقسيم الداخلية بأدوات محلية.. بل لا يوجد اي خطر سياسي من تحريك - تفعيل القرار في ظل الواقع الرسمي الفلسطيني بكل مكوناته، حكما وفصائلا وواقعا انقساميا يمثل بذاته "الدرع الحصين" لرغبات دولة الكيان السياسية.. لكن توسل نتنياهو، بذاته مؤشر كم هي قيمة ذلك القرار الذي تستخف به المنظومة الرسمية الفلسطينية، بل أنه ليس معروضا كمنطلق جوهري لموقف سياسي موحد..فقط ليقرأ أي فلسطيني كل ما يسمى بوثائق المصالحة، وأخرها اتفاق الشاطئ ابريل 2014، سيجده خاليا من تلك الاشارة للقرار التاريخي الأهم في مسار شعب فلسطين الكفاحي ضد المشروع التهويدي - الاقتلاعي.. مجددا هل يقرأ أهل "المنظومة الرسمية" في "بقايا الوطن" توسل نتنياهو لأمريكا بمنع تفعيل قرار دولة فلسطين بطريقة مختلفة، بعيدا عن "البلادة السياسية" السائدة..هل نتوسم "انحرافا في السكون السياسي" نحو بدء "إحساس" عله ينير شعلة لفعل قادم.. أمنية لا بد لها ان تحضر يوما ..وقد يكون قريبا ولكن دون "البلداء منا"! ملاحظة: ما كتبه سفير فلسطيني سابق وكادر فتحاوي عتيق حول دور أمني فلسطيني في تهجير يهود اليمن يستوجب "حركة مساءلة وطنية"..من أجل "كرامة المؤسسة الوطنية" لا تصمتوا على ما يمكن اعتباره "مهزلة العصر"! تنويه خاص: اوروبا تدفع ثمنا مباشرا لاحتضانها "جذر الارهاب" الفكري - السياسي، والتواطئ الصامت عليه طويلا لاستخدامه ضد الغير، عاد ليعريهم سلوكا ومنهجا..الارهاب تحت رعاية مخابراتهم..الثمن مكلف ولكن هل يتعلموا..اشك!