أخر الأخبار
غزة تغرق في الظلام فيحترق اطفالها ليضيئوا عتمتها ..!!
غزة تغرق في الظلام فيحترق اطفالها ليضيئوا عتمتها ..!!

كل عام يحصد الحصار المفروض على قطاع غزة ارواحا بريئة من الفئات المستضعفة ، التي لا حول لها ولا قوة في ظل الوضع الخانق الذي يفرضه الاحتلال الاسرائيلي على القطاع و الازمات المستفحلة فيه و التي تزداد ضراوتها و قسوتها يوما بعد اخر ، و لعل ازمة الكهرباء هي اكثر الازمات عصفا في غزة و اكثرها تأثيرا بشكل سلبي على السكان و المدنيين و المستمرة منذ سنوات ، ان هذه الازمة تحديدا تلقي بظلالها السوداء المعتمة على الاطفال ،حيث يتكرر كل عام فاجعة بأحد العائلات الغزية بعد ان تحترق اجسادهم او تختنق انفاسهم بسبب غياب الكهرباء و استخدام البدائل البسيطة كالشموع و غيرها ، و كان اخر تلك الاحداث المؤسفة احتراق اجساد ثلاثة أطفال أشقاء داخل منزلهم بسبب شمعة في ظل انقطاع التيار الكهربائي قبل ثلاثة ايام ، و مع تكرار هذه المآسي الانسانية في القطاع يتكرر مسلسل التضامن الحكومي الثنائي مع العائلة المنكوبة و تنفجر عبارات التضامن العاطفية التي لا تسمن ولا تغني من جوع في مثل تلك المواقف ، و تزداد حدة غضب الشعب قليلا على الوضع المتردي و يطالب بحقه المشروع بالكهرباء ، و ربما يحالفه الحظ ليسمع بعض من الوعود الصوتية بإيجاد حلول جذرية لازمات قطاع غزة و انهاء الحصار الظالم مع حالة من التحمس السياسي من التصريحات التي تمتص الغضب المؤقت من الشعب المغلوب على امره . لن اطرح السؤال المعتاد في توجيه اصابع الاتهام و تحميل المسؤولية ، فكل مسئول مهما كبر او صغر حجم كرسيه و منصبه السياسي على الارض المحتلة هو مسئول بشكل او بأخر على هذه الجريمة النكراء ، و كل مسئول اقسم بالله على كتابه الكريم امام الجميع يتحمل وزر هؤلاء الاطفال الابرياء الذين حرقوا بسبب ازمة الكهرباء التي تغرق غزة في الظلام منذ 10 اعوام ، و من هان عليه دينه و مبدأه و انسانيته امام المناصب و السلطة فهو يتحمل ايضا وزر هذا الشعب ، و طالما اعميت ابصار الجميع (إلا من رحم ربي) و اخرست الافواه عن قول الحقيقة ، فانه سيبقى المستضعفين من شعبنا هم من يدفعون ثمن ما يعيشه القطاع اليوم ، و لن تكون فاجعة عائلة الهندي هي اخر مآسي شعبنا للأسف ، ما لم تتحرك كل الاطراف و الفصائل لوقف هذا الوضع المتردي و اعادة الحياة و الامل الى ارجاء قطاع غزة ....