أخر الأخبار
في ذكرى النكبة.. النكبات العربية تتناسل
في ذكرى النكبة.. النكبات العربية تتناسل

لا تختلف ذكرى فلسطين ال «68» هذا العام عن السنوات الماضية ، حيث تتواصل معاناة الشعب الفلسطيني، ويستمر الاحتلال في تمزيق الأرض ،وتكريس إجراءات تهويدها وخاصة في مدينة القدس،وبالمقابل تواصل السلطة الفلسطينية والجامعة العربية،الحديث عن تحميل اسرائيل مسؤولية تعطيل عملية السلام و«حل الدولتين» وسط ظلام دامس يجتاح العالم العربي، حيث تشتعل العديد من الدول بحروب أهلية ،فيما أصبح الانقسام الداخلي الفلسطيني أشبه بأحجية ،حيث وقعت العديد من اتفاقيات المصالحة، لكنها ظلت حبرا على ورق ،وكل من طرفي الانقسام «فتح وحماس» يتهم الآخر بإفشالها.
في محاضرة نظمها منتدى الفكر الديمقراطي، قبل أيام رسم رئيس رابطة «عرب يافا» عمرالسكسك.. صورة مأساوية لما يعانيه ما تبقى من أهل المدينة العرب، الذين كان عددهم بعد النكبة «3900» نسمة ، بنسبة «5%» من عدد السكان الأصليين ،وهم منذ ذلك الوقت يواجهون سياسة استئصال منهجية تفرضها دولة الاحتلال،تحول حياتهم اليومية الى جحيم، حيت تم هدم الأحياء العربية، وإحلال المستوطنين اليهود مكانهم، وبلغ الأمرالى إسكان المهاجرين اليهود الجدد، في جزء من البيوت التي تقطنها عائلات عربية !التي يحظر عليها إضافة أي بناء الى منازلها، لتلبية متطلبات الأجيال الجديدة،حتى لو كان «برندا» صغيرة، والأخطرأنه حسب مخطط التهويد، فإنه بعد 15 سنة لن يحق لأبناء الجيل الثالث من الفلسطينيين، العيش في بيوت الآباء والاجداد وسيبقون بلا مأوى.
وإمعانا في قهرالعرب، ومحاولة لمصادرة حتى مشاعرهم، أصدرت دولة الاحتلال ما يسمى بـ «قانون النكبة»،الذي يمنع سكان المدينة من إحياء ذكرى نكبة فلسطين ، وتم تغيير أسماء الشوارع والأحياء والساحات من العربية الى يهودية.. ويختصر «السكسك» المشهد، بأن «اليافاويين» بعد 68 سنة من النكبة ،غرقوا في محيط من المهاجرين اليهود ، ولا يزالون يعيشون «نكبة» متواصلة يوميا، وأصبحوا مجرد أقلية لهم «رابطة» تتابع قضاياهم وتقزمت «عروس» البحرالمتوسط وأصبحت تابعة لبلدية تل أبيب التي تضخمت، واسمها العربي
« تل الربيع»، وحال يافا هو نموذج لما يجري في بقية فلسطين مدن وقرى.
من سخريات القدر، أن عداد ذكريات نكبة فلسطين يستمر في الدوران، فيما يتوالد المزيد من النكبات العربية،كما يحدث في سوريا وليبيا ولبنان والعراق، ربما أكثرها كارثية ما يحدث في سوريا،إذ بعد مرور خمس سنوات من الحرب الأهلية ،تم تهجير نحو نصف السكان الى الخارج وفي الدخل، وقتل أكثر من 300 ألف شخص ، فضلا عن تدمير مقومات البلاد الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية ، وأصبحت أرضها وسماؤها وبحرها مستباحة للقوى الأجنبية ، ومع ذلك يصر رأس النظام على البقاء في السلطة، حتى لو تم إبادة الشعب بأكمله.
ووسط هذا المشهد الكارثي يزداد الحديث، عن سيناريوهات وخرائط ترسمها القوى النافذة، وخاصة روسيا وأميركا لتقسيم سوريا ،على أسس طائفية وعرقية مع تواتر الاخبار والتقارير، عن عمليات تهجير طائفي وإحلال غرباء مكانهم في العديد من المناطق. ومن المصادفات الزمنية أن ذكرى نكبة فلسطين ،وتفاقم نكبة سوريا والحديث عن سيناريوهات تقسيمها، يتزامن مع الذكرى المئوية لاتفاقية «سايكس بيكو» ، التي وقعت بين فرنسا وبريطانيا في 16 مايو عام 1916،التي تضمنت اقتسام الاراضي العربية الواقعة شرق المتوسط «العراق وبلاد الشام»،التي كانت تحت سيطرة الامبراطورية العثمانية ،التي كانت توصف في ذلك الوقت بـ «الرجل المريض»، وما لم تحدث معجزة إلهية ، فان الذكرى 69 للنكبة ستمر العام المقبل ،مع مئوية «وعد بلفور»، الذي أصدرته بريطانيا في الثاني من تشرين الثاني - نوفمبر عام 1917 ، وتضمن منح اليهود «وطنا قوميا «في فلسطين ،وهو الذي وضع حجر الأساس لنكبة فلسطين وإقامة دولة الاحتلال.