أخر الأخبار
«راح دمَّك هدر يا بدر» !
«راح دمَّك هدر يا بدر» !

على طريقة عصابات «المافيا» وأساليبها إذْ كلما أحاطت التحقيقات بجريمة إغتيال رفيق الحريري بأحد القتلة من حزب الله اللبناني يسارع المجرم الأكبر وعصابته إلى التخلص منه للتخلص مما عنده من معلومات إنْ هي وصلت إلى محكمة الجنايات الدولية فإن حسن نصر الله سيدخل قفص الإتهام وهذا إنْ لم يغادر ضاحية بيروت الجنوبية ويذهب إلى «قم» في إيران بحجة إستكمال تحصيله العلمي وربما يختفي هناك إلى الأبد كما اختفى موسى الصدر في ليبيا لتختفي معه الكثير من الأسرار التي رافقته سنوات طويلة . 
ولعل المعروف أن غياب «وتغييب» شهود جريمة إغتيال رفيق الحريري، من الذين إتخذوا قرارها أو المشاركين فيها، قد بدأ بدمشق فالرئيس السوري بشار الأسد الذي لم يعد هناك أدنى شك في أن محكمة الجنايات الدولية سوف تصل إليه في النهاية، ومهما طال الزمن، بادر إلى التخلص من غازي كنعان ومن رستم غزالة وكل الذين لديهم أي معلومات عن هذه الجريمة وجرائم سلسلة الإغتيالات التي تبعتها والتي طالت القائد الشيوعي السابق جورج حاوي للتخلص مما يملكه من معلومات ومن جبران تويني وسمير قصير وآخرين سيأتي اليوم الذي ستستيقظ فيه أرواحهم لتستمتع بمشاهدة المجرم الرئيسي في قفص الإتهام. 
قبل أيام قال أحد الذين يعتبرون أنفسهم من الذين يعرفون ما لا يعرفه غيرهم إنّ بشار الأسد سيواصل القتال في هذه المعركة المصيرية المستمرة على مدى خمسة أعوام ماضية وأكثر وحقيقة أنَّ هذا أمرٌ طبيعيٌّ طالما إنتصار المعارضة سيعني تلقائيا إلقاء القبض على كل المتهمين بإغتيال الحريري وبالإغتيالات الأخرى السابقة و»سوْقهم» مكبلين بالأصفاد إلى محكمة الجنايات الدولية ليكون مصيرهم كمصير جنرالات يوغسلافيا الذين أرتكبوا جرائم بحجم الجرائم التي إرتكبها النازيون والفاشيون قبل وخلال الحرب العالمية الثانية وأكثر. 
إنه لا يمكن تصديق أنَّ :»العدو الصهيوني» هو الذي إغتال عماد مغنية، الذي ذهبت معه أسرار كثيرة، طالما أن عملية الإغتيال قد تمت في مجمع المخابرات السورية في كفر سوسة وبعد إجتماع مع «طرزان» حراس الثورة الإيرانية قاسم سليماني وطالما أنه قد مرَّت ثمانية أعوام على هذه الحادثة دون تسرُّب ولو مُجرد بصيص ضوء خافت عن الحقيقة لا من قبل حسن نصر الله وحزبه ولا من قبل شركائه في كذبة :»الممانعة والمقاومة». 
بعد «تغييب» عماد مغنية شهدت ضاحية بيروت الجنوبية تصفية عدد من الذين حامت حولهم الشبهات بأن لديهم معلومات خطيرة حول عملية إغتيال رفيق الحريري ومنْ إتخذ قرارها ومنْ شارك فيها ... ويبدو أن تصفية سمير قنطار تأتي في هذا الإطار لشكوكٍ بأنه قد حصل على معلومات، بعد إطلاق سراحه من قبل الإسرائيليين في عام 2008، قد تصل إلى محكمة الجنايات الدولية وتكون سببا إضافيا للمزيد من الإدانة لرؤوس كبيرة... والمقصود هنا هو بشار الأسد وحسن نصر الله نفسه !!. 
والآن يبدو أنه قد جاء دور مصطفى بدرالدين الذي هو مستودع كل الأسرار المتعلقة بإغتيال الحريري وحيث ربما وصلت إلى «أصحاب القرار» معلومات عن أنَّ هذه الأسرار قد تصل إلى الجهات الدولية التي تتابع عملية الإغتيال هذه فكان لا بد من قطع الطريق على الأمر بإلحاق هذا الشاهد الرئيسي بمن سبقه وتحميل المسؤولية كالعادة إلى العدو الصهيوني لكن عندما سارعت إسرائيل لنفي هذا الإتهام إنتقلت التهمة إلى جهات «تكفيرية « في المعارضة السورية ... وحيث علَّق أحد الناشطين في هذه المعارضة بالقول: راح دمّك هدر يا بدر !!.