دمشق - الكاشف نيوز : حيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء، بعد واشنطن والامم المتحدة، تعاون الرئيس السوري بشار الاسد في عملية تفكيك الاسلحة الكيميائية السورية، في وقت يستمر التصعيد العسكري على الارض حيث سجلت غارات ومعارك عنيفة في محيط معسكرين استراتيجيين في شمال غرب البلاد.
واعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية قبل قليل ارسال فريق ثان من المفتشين الى سوريا، غداة توصية من الامين العام للامم المتحدة بان كي بزيادة عدد افراد البعثة المكلفة الاشراف على عملية تدمير الاسلحة الكيميائية الى مئة.
ونقلت وكالة انباء ريا نوفوستي الروسية عن بوتين قوله على هامش قمة اسيا-المحيط الهادىء في بالي ان "القيادة السورية تعمل بشكل ناشط وبصورة شفافة جدا وتساعد الهيئات الدولية"، معربا عن امله "في ان يستمر هذا العمل بالوتيرة نفسها وبالطريقة ذاتها".
وكانت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ووزير الخارجية الاميركي توقفا الاثنين عند "التعاون" الذي يبديه النظام السوري.
وبوتين هو صاحب اقتراح تفكيك الترسانة الكيميائية السورية. وابعدت موافقة دمشق على الاقتراح ضربة عسكرية كانت تهدد بتوجيهها دول غربية ردا على هجوم بالسلاح الكيميائي في ريف دمشق اتهمت النظام بتنفيذه.
وفي تقرير رفعه الاثنين الى مجلس الامن الدولي، اوصى الامين العام للامم المتحدة بانشاء بعثة مشتركة هي الاولى من نوعها بين الامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية لتتابع الاشراف على عملية تفكيك الاسلحة الكيميائية السورية التي بدات الاحد الماضي. وستكون قاعدة البعثة العملانية في دمشق وقاعدتها الخلفية في قبرص.
كما اوصى بان تتالف البعثة من مئة خبير في الشؤون اللوجستية والعلمية والامنية.
واعلنت المنظمة التي تتخذ من لاهاي مقرا اليوم ان "فريقا ثانيا سيتمم فريق الاستطلاع المؤلف من خبراء من منظمة حظر الاسلحة الكيميائية والموجود في سوريا منذ الاول من تشرين الاول/اكتوبر لانشطة التحقق والتدمير".
ويوجد حاليا في سوريا فريق من 20 خبيرا من الامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية وصلوا في الاول من تشرين الاول/اكتوبر وبدأوا مهمتهم في الاشراف على تفكيك الترسانة الكيميائية السورية "بتعاون تام" من الحكومة السورية كما اكد بان.
واشار بان الى ان الخبراء سيعملون في ظروف دقيقة وخطرة.
وقال "ستضطر البعثة الى عبور خطوط جبهات، وفي بعض الحالات الاراضي التي تسيطر عليها مجموعات مسلحة رافضة لهذه البعثة المشتركة"، مشيرا الى ان التعامل مع الاسلحة الكيميائية التي ستتولى البعثة ازالتها وهي عبارة عن حوالى الف طن من المواد السامة، "خطر، كما ان نقلها خطر وتدميرها خطر".
واوضح بان ان عملية ازالة الاسلحة الكيميائية ستتم على "ثلاث مراحل" تنتهي في 30 حزيران/يونيو 2014.
وتأتي المهمة المشتركة لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية والامم المتحدة تطبيقا لقرار صادر عن مجلس الامن الدولي.
ميدانيا، نفذ الطيران الحربي السوري غارات على مدينة معرة النعمان القريبة من معسكري الحامدية ووادي الضيف في محافظة ادلب في شمال غرب البلاد اللذين يتعرضان منذ الاثنين لهجوم من المعارضة المسلحة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وكانت الاشتباكات تواصلت ليلا بعد هجوم بدأه نحو 25 فصيلا من مقاتلي المعارضة على وادي الضيف والحامدية، اللذين يشكلان اكبر تجمع عسكري متبق لقوات النظام في ريف ادلب.
وقتل ما لا يقل عن عشرة جنود في الهجوم وخمسة مقاتلين معارضين، بحسب المرصد.
في ريف دمشق، نفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في مدينة معضمية الشام (جنوب غرب العاصمة)، ما تسبب بسقوط جرحى، بحسب المرصد.
وافادت تقديرات للامم المتحدة نشرت الاثنين ان اكثر من اربعة ملايين سوري، غير المليونين الذين غادروا البلاد منذ بدء النزاع، سيفرون من بلادهم في 2014، اذا استمرت الحرب.
واشارت وثيقة نقلا عن مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة، ان "السيناريو الاكثر ترجيحا" للعام 2014 هو "تصعيد النزاع مع اضطراب الخدمات الاساسية وتآكل اكبر لاليات المساعدة" التي ستترافق مع زيادة التهديد ضد العمال الانسانيين.
وتقدر الامم المتحدة بالتالي بان اكثر من 8,3 ملايين سوري سيحتاجون لمساعدة انسانية في 2014، اي بزيادة 37 بالمئة مقارنة مع هذه السنة.
وفي ظل هذه الكارثة الانسانية، يجهد اطراف دوليون لعقد مؤتمر دولي للسلام في سوريا في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر في جنيف.
وقال بوتين الثلاثاء "الاولوية اليوم ليست فقط لتدمير الاسلحة الكيميائية بل ايضا لعودة عملية السلام بين كافة الاطراف المتنازعة"، واقترح دعوة دول غالبية سكانها من المسلمين مثل اندونيسيا الى مؤتمر جنيف2.
وفي تداعيات النزاع السوري على لبنان المجاور، اغار الطيران السوري ليل الاثنين الثلاثاء على منطقة حدودية في شرق لبنان، مستهدفا سيارة اسعاف، ما دفع رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى التنديد بالعملية، داعيا الى "تحييد المؤسسات الانسانية عن الصراعات والاعمال الحربية".
ولعرسال حدود طويلة مع الاراضي السورية. ومنذ بدء النزاع في سوريا قبل اكثر من سنتين، تفيد تقارير امنية عن تهريب ادوية ومسلحين وسلاح خفيف عبرها. كما يمر عبرها نازحون وجرحى.