الكاشف نيوز - وكالات
لم يتوقّع والد الطفل المقدسي أمير زيدان (7 أعوام) أنّ إرسال طفله إلى مشفىً برام الله لاستئصالاللوزتين، سيترك طفله طريح الفراش في غرفة العناية المركزة والتسبب بتلف غالبية دماغه.
يقول زيدان والد الطفل لوكالة "صفا" "أرسلت طفلي لأحد الأطباء بسبب التهاب اللوزتين وبعد معاينتهنصح الطبيب بإرساله للمستشفى من أجل إجراء عملية جراحية لاستئصال اللوزتين واللحمية".
ويتابع "جرى إدخاله إلى غرفة العمليات وبعد نحو نصف ساعة حضر الطبيب المسؤول عن العملية،وسألني إن كان طفلي يعاني من مشكلة في القلب فنفيت ذلك، وبدأت المخاوف تحيط بي، لكنه أكد أنالأمر تحت السيطرة "لكنّه اضطر لإعطائه جرعة من المخدر وأنّ نبض القلب تراجع".
غيبوبة
وانتظر الوالد خروج نجله من غرفة العمليات لساعات متوالية لكنّه لم يفق، ما أثار تخوفّه من خلل فيالعملية، لافتا إلى أنّ طاقم مستشفى مسلم التخصصي برام الله تواروا عن الأنظار.
لكن الطفل فيما بعد نقل إلى مشفى المقاصد بالقدس، ليتبين حينها أنّ ما يعانيه هو تلف في خلاياالدماغ بسبب نقص كميات الأوكسجين أثناء العملية.
ويلفت زيدان إلى أنّ التراجع اليومي في صحّة طفله، دفعه لنقله إلى مستشفى "هداسا" الإسرائيلي فيالقدس، والتي أكّدت في تقاريرها الطّبية أنّه يعاني تلفا في الدّماغ بنسبة 80 بالمئة، فيما اضطر إلىإعادة طفله إلى مستشفى سلم ليقبع في غرفة العناية المركزة بحال صحّية خطرة جدًا
الوالد المفجع بحالة نجله تقدم بطلب شكوى بوزارة الصحة لمعرفة ما اللذ جرى تحديدًا، مشيرًا إلى أنّه لاعلاج متوفر حاليا لنجله في هذه المرحلة، إضافة إلى إقرار المستشفى أنّ ما حلّ بنجله هو "خطأ طبي".
مكوث الطفل معتز في المستشفى لفترةٍ طويلة ترك لذويه آلاما نفسية قاسية، خاصّة شقيقه الآخرالذي يرفض الذهاب إلى المدرسة إلا برفقة معتز الذي يرقد في المستشفى.
وفاة بالتحضيرات
لكنّ حال أمير كانت أخفّ بكثير مما جرى مع الطفل معتز الوحش (13 عامًا) من بيت لحم الذي توفي أثناءالتحضيرات لإجراء عملية جيوب أنفية في مستشفى الجمعية العربية ببيت جالا.
عم الطفل جمال الوحش في حديثه لوكالة "صفا" قال إنّ الطفل دخل في غيبوبة، وجرى تحويله إلى غرفةالعناية المركزة، دون معرفة الأسباب.
ولفت إلى أن الطفل أُعْطي جرعة زائدة من الدّواء له، إضافة إلى سحب عينات من العمود الفقري أكثر منمرّة، لفحص احتمالية إصابته بالسحايا، لكنّ الفحوص لم تثبت تلك الشكوك، قائلاً: "امتلأ سطح سريرمعتز بالسوائل التي خرجت من جسده بعد سحب العينة، ويبدو أنّهم لم يغلقوا الجرح"، كما يعتقد.
وفي معهد الطب العدلي الفلسطيني في أبو ديس قال أحد الأطباء إنّ سبب الوفاة هو التهاب فيالدماغ، لكنّ العائلة لم تكن مقتنعةً بذلك، وتنتظر أن يصدر "التقرير الحقيقي" من المعهد، انطلاقا منحقّها في معرفة السبب الواقعي لوفاة طفلها التي ترجّح أنّ ما جرى هو خطأ طبي.
خطأ أم مضاعفة؟
مدير وحدة الشكاوى في الوزارة إسماعيل الحافي يقول إنّه يجب التفريق بين الأخطاء الطبية والمضاعفاتالطبية، لافتا إلى أنّ لدى المواطنين لبس بين القضيتين.
ويوضح الحافي أنّ الخطأ الطبي هو خطأ أثناء التشخيص أو إقرار خطّة العلاج أو أثناء تطبيقها ما يؤدّيإلى الإضرار بالمريض أو إلحاق الأذى به.
أما المضاعفات الطبية فهي أي تغيّر يطرأ على المريض أثناء علاجه ويتأذى منها وممكن أن يصل إلىالوفاة في بعض الحالات ولا يكون للطاقم الطبي أي علاقة أو سبب في حدوث ذلك.
ويبين أنّ أغلب الشكاوى التي ترد الوحدة تتمحور حول الشّكاوى والمضاعفات الطبية، مشيرًا إلى أنّالوحدة تتلقى الشكاوى من الوحدات والدوائر العاملة في الميدان، وما يجري حلّه بالمستشفيات يجريإقفاله وما يستعصي يرفع إلى مكتب الوزير الذي يتخذ الإجراء المناسب.
ويرجّح أنّ هناك إجراءات إدارية صارمة تتخذها الوزارة، تصل في بعض الأحيان إلى فصل الطبيبالمخطئ، وآخرون قد يجري توقيفهم إذا ما رفعت عائلاتهم شكاوى للنيابة العامة.
ويكشف عن تلقي الوحدة نحو 150 شكوى تتعلق بأخطاء طبية خلال العام الماضي.
أما عن متابعة حالتي الطفلين زيدان والوحش، يوضح الحافي أنّه جرى تشكيل لجنة متخصصة في هذاالأمر، وأنّ الموضوع لدى النائب العام، لافتا إلى أنّه سيجري محاسبة كل من يثبت تقصيره.