عمان- الكاشف نيوز : أكد وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني "ان الحكومة وبمختلف اجهزتها المعنية لن تتساهل مع مروجي خطاب الفتنة والكراهية او مع ممارسي عملية التجييش وتأجيج المشاعر ضد الغير سواء أكان ذلك عبر وسائل الاعلام التقليدية او من خلال التواصل الاجتماعي التي باتت مناخا خصبا للخطاب البغيض، مؤكدا ان التعامل وفق احكام القانون سيكون ايقونة التعامل مع تلك الممارسات ومنعها وملاحقتها وانزال العقوبة بحق مرتكبيها". وقال المومني ان نمو آفة الارهاب وتزايد استباحة الدماء وتصاعد خطاب الفتنة والكراهية والتكفير حتم البحث عن الوسائل الممكنة للمساهمة في وقف العنف والتطرف ومنع تدفق خطاب الكراهية . واضاف بكلمة القاها نيابة عنه مدير عام وكالة الانباء الاردنية (بترا) فيصل الشبول، وافتتح بها مؤتمر دور الاعلام في مكافحة الارهاب والتطرف "الاعلام الافتراضي سلاح الارهاب الجديد"، ان من الضروري التعاون بمختلف الاشكال والمستويات لتكريس دور الاعلام في اشاعة الامن والاستقرار ليس على مستوى المنطقة بل في العالم اجمع. وقال ان المسؤولية ازدادت على عاتق الجميع في ظل الانفتاح الكبير والتطور المذهل الذي تشهده وسائل الاعلام ودخول وسائل الاعلام الحديث ومواقع التواصل الاجتماعي لتكون مصدر الاهتمام الاول لدى كثير من الافراد ومؤثرا وموجها رئيسا لأفكارهم تجاه مجمل القضايا. واشار الى ان حجم التحدي يتضاعف في ظل استغلال الجماعات الارهابية ورواد الفكر التكفيري لوسائل الاعلام الحديث ومواقع التواصل الاجتماعي لبث الافكار المسمومة واستقطاب المؤيدين للتطرف، منوها الى ان مواجهة ومحاربة الافكار الارهابية عبر ذات الوسائل التي تستخدمها العصابات الارهابية بات يشكل تحديا اكثر اهمية، مؤكدا ان الحاجة ملحة لمزيد من التنسيق والتعاون وبذل الكثير من الجهود وتبادل الخبرات والافكار والتشاور حول ما يجب عمله خلال المرحلة المقبلة في سبيل محاربة قوى الشر والتطرف. وينظم المؤتمر الذي يستمر يومين، الهيئة العربية للبث الفضائي بالتعاون مع الامانة العامة لشؤون الاعلام والاتصال بجامعة الدول العربية، وسط مشاركة عربية كبيرة تمثل خبراء ومسؤولين بالإعلام وعلماء ومعنيين بمكافحة الارهاب وخطاب الكراهية. واعلن رئيس الهيئة العليا للهيئة العربية للبث الفضائي محمد العضايلة عن اطلاق مبادرة "اثراء المحتوى الرقمي العربي، بالتعاون مع عدة مؤسسات اقليمية ودولية، لتنويع واثراء المحتوى العربي والاسهام في استئصال المحتوى المتطرف. وقال العضايلة ان ظاهرة الارهاب والتطرف تحظى باهتمام الشعوب والحكومات في شتى انحاء العالم لما لها من اثار خطيرة على امن الدول واستقرارها، مشيرا الى ان وسائل الاعلام تقوم احيانا بقصد او بدون قصد بالترويج للإرهاب واعطائه هالة اعلامية لا يستحقها في ظل الاهداف التي يراد تحقيقها من خلال العمل الارهابي من شهرة وتأثير فكري. وبين انه ونظرا لخطورة اثار الظاهرة ولتشاركية المسؤولية فإن الهيئة العربية للبث الفضائي وانطلاقا من دعوة جامعة الدول العربية ممثلة بإدارة الاعلام والاتصال والمنظمات والهيئات العربية ومؤسسات المجتمع المدني في العمل نحو التصدي لظاهرة الارهاب والتطرف بأشكاله أعلنت عن عقد المؤتمر سعيا منها لتسليط الضوء على اثار الظاهرة الخطيرة وطرق علاجها ومكافحتها. ويتناول المؤتمر وفقا للعضايلة الاعلام الافتراضي باعتباره سلاح الارهاب الجديد، مبينا ان ضعف المحتوى الرقمي العربي بات مشكلة كبرى لما يحتويه من مواد تساهم في نشر الفكر المتطرف والارهاب. من جهتها اشارت الامين العام المساعد لشؤون الاعلام والاتصال بجامعة الدول العربية الدكتورة هيفاء ابو غزالة الى ان اعادة تصميم الرسالة الاعلامية والتصدي لانتشار خطاب الكراهية والمساس بالتعايش الديني بات ضرورة ملحة نظرا لما يسود شبكة الانترنت من خطاب محرض على الكراهية. وقال ان السنوات الاخيرة شهدت تزايدا ملحوظا في استخدام الجماعات الارهابية لشبكة الانترنت وزيادة عدد المواقع الالكترونية التي تروج للفكر المتطرف والارهاب، اذ سهلت الاتصالات الحديثة نقل الافكار والبيانات والتوجيهات الى خلايا الشبكات الارهابية بأمان بعيدا عن اعين الرقابة الامنية. وبينت ابو غزالة ان مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري اكد بكافة قراراته المتعلقة بصيانة الامن القومي العربي ومكافحة الجماعات الارهابية المتطرفة عزم الدول العربية مواصلة الجهود لتعزيز الاطر القانونية والمؤسسية لجامعة الدول العربية في مجال تعزيز الامن القومي العربي ومكافحة الارهاب واتخاذ جميع الاجراءات الضرورية سياسيا وأمنيا وقضائيا وفكريا لمواجهة خطر الارهاب وما يفرضه من تحديات. وعرضت ابو غزالة لأبرز الاجراءات والخطوات المتبعة في مواجهة الارهاب، متطرقة الى الاستراتيجية الاعلامية العربية المشتركة لمكافحة الارهاب والخطة المرحلية لتنفيذها، والمبادرة الاعلامية للحوار عبر وسائل التواصل الاجتماعي "مستقبلنا بلا عنف ولا تطرف" . وقال رئيس ديوان الوقف السني ورئيس الحملة الوطنية الاسلامية لمناهضة الغلو والتطرف والارهاب في الجمهورية العراقية العلامة الدكتور عبداللطيف الهميم "اننا اليوم نواجه الجيل الرابع من الارهاب "، مشيرا الى ان الفجوة كانت كبيرة بين الجيل الاول والرابع انطلاقا من خمسينيات القرن الماضي. واضاف الهميم، انه ولغياب الفكرة وعدم الانتباه لدى الدول والمجتمعات طوال الفترات الماضي، فقد باتت الدولة القطرية عاجزة وغير قادرة على التعامل مع ملف الارهاب والتطرف، مشيرا الى ان الارهاب يعتبر موظفا لمصلحة مصالح واجندات مختلفة تحقق عبره مآربها. ونوه الى ان الارهاب هو من صناعة المجتمع وليس صنيعة اديان، مبينا ان الجيل الخامس سيكون الاخطر ولن يبقي دولة كما هي في حال استمرت اشكالية الوعي كما هي، وايضا في حال لم تنسق الجهود ولم تتوحد الكلمة ضد الارهاب . ويتضمن برنامج المؤتمر جلسات عمل متعددة ابرزها؛ الاسلام والاعلام، الانترنت سلاح الارهاب الجديد، البعد النفسي والاجتماعي لظاهرة الارهاب والتطرف، الارهاب والتطرف في الفنون، ودور الاعلام الامني في مكافحة ظاهرتي الارهاب والتطرف. من جهته قال وزير العدل بسام التلهوني، في تصاريح صحافية انه سيقوم بتحريك دعوى الحق العام ضد كل من يسيء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي للتحريض وبث خطاب الكراهية بالمجتمع ، وتحويلهم الى المحاكم المختصة لاتخاذ الاجراءات القانونية الرادعة بحقهم، وذلك في ضوء قرار منع النشر الذي اصدره النائب العام لمحكمة امن الدولة. واوضح ان بعض افعال التحريض وبث الكراهية ترقى الى جريمة التحريض على الارهاب ، وسيتم التعامل معها وفقا لقانون منع الارهاب والقوانين الاخرى ذات العلاقة كقانون العقوبات وقانون الجرائم الالكترونية. وكانت مديرية الامن العام حذرت كل من يقوم باثارة الفتن والنعرات وبث خطاب الكراهية عبر مختلف الوسائل الواقيعة والالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي بانها ستقوم بملاحقتهم والقبض عليهم , وستتخذ بحقهم كافة الاجراءات القانونية والادارية الرادعة لهم لما يقترفوه من اعمال خارجه عن وحدتنا الوطنية و ثقافتنا وعاداتنا واخلاقنا ومورثنا الحضاري الاردني الاصيل , داعية الجميع لنبذ مثل تلك التصرفات والتزام القانون وعدم التورط باعمال من شانها تعكير السلم المجتمعي واثارة النعرات . واكدت انه وخلال الايام القليلة الماضية قامت الكوادر الفنية والتقنية في الادارات الجنائية المختلفة برصد عدد من المنشورات والفيديوهات عبر مختلف الوسائل الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي والتي قام ناشروها من خلالها بمخالفة القوانين واثارة النعرات الطائفية والحض على العنف , وتمكنت من القاء القبض على عدد منهم . كما ونوهت مديرية الامن العام انه ومن خلال التحقيقات الفنية التي اجريت تبين ان عددا ممن تناولوا واشاعوا بعض المنشورات والفيديوهات المسيئة , انهم يبثون سمومهم تلك من خارج المملكة , وابرزهم فيديو تم تدالوه بشكل واسع امس لشخص غير معروف يقوم من خلاله بالتلفظ بالفاظ عنصرية طائفية والاساءة لمختلف الرموز الدينية حيث تم تحديد هوية وتبين انه غادر المملكة منذ عام 2012 وما زال التحقيق مستمر . واشارت مديرية الامن العام انه من خلال التحقيق ورصد كوادرها لكل ما يتم تداوله وجدت ان هناك من يقوم عن دون قصد باعادة نشر بعض الرسومات والمنشورات المسئية لرفضه اياها , وكان لذلك دور سلبي ومباشر لانتشارها وتدوالها بشكل واسع بين مختلف فئات المجتمع , داعية الجميع الى التفكير الجيد قبل نشر اي منشور عبر وسائل التواصل المجتمعي والتي انشات لتكون وسيلة ايجابية للتواصل بين الجميع . واهابت مديرية الامن العام بكافة الاخوة المواطنين عدم تعريض انفسهم للمسائلة القانونية وعدم الانجرار وراء بعض من يريدوا ويسعوا لاثارة مثل تلك الفتن والابعاد عن نشر كل من شانه مخالفة القانون او المساس بمجتمعنا واعرافنا وتقاليدنا الاردنية الااصلية , ونزع بذور الفتنه والحض على العنف من خلال الوقوف جنبا الى جنب وصفا واحدا في وجه مكل من يحاول المساس بثوابتنا الوطنية الاصلية.