أخر الأخبار
هل ينفع عباس الاختباء في حذاء عرفات !
هل ينفع عباس الاختباء في حذاء عرفات !

 كتب محمد رشيد :

محمود عباس لم يتوقف يوما عن مهاجمة الراحل ياسر عرفات في مجالسه الخاصة ، و لا أحد يجهل مقدار تآمره لإنهاك الزعيم و توفير التغطية السياسية اللازمة للتخلص منه ، و قد فصلت في مقال سابق معلومات دقيقة عن ترتيباته للتخلص من أبو عمار ، و بينت كيف بحثها وأعدها و نفذها مع أقطاب إدارة جورج بوش ، فلم يجد عباس ما يرد به امام المجلس الثوري غير شتائم تفضح أصله الوضيع ، وكرر أكاذيبه حول قضية تحكيم كازينو أريحا ، طبعا دون أن يذكر دوره ومصالح أولاده في ذلك المشروع  .

سأعود الى وضاعة عباس ، لكني أفضل التوقف امام تطورين فيهما ما يضحك الى حد البكاء بدموع السخرية ، التطور الأول هو قرار عباس المنفرد و المضطرب بالمشاركة في مراسم تشييع الرئيس الاسرائيلي السابق شيمعون بيرس ، وهو قرار لم يحظ بقبول أحد وأقلق الجميع ، فأنقسم الناس بين مطالب بتنحي عباس و رحيله الى ستين ..... ، و آخرين يطالبونه بإعتذار علني واضح  .

لست هنا بصدد مناقشة قرار عباس المشاركة في تشييع بيرس ، و حتى إن فعلت فلن يفهم هو ذلك ، لأن الحمقى الغريزيين من أمثاله دائما يخفقون في ادراك مغزى النقاش ، فهم يفترضون أن على الجميع مساندة قرارهم الأحمق و التشارك في تحمل تبعاته ، لكنني بصدد مناقشة سلوك عباس الرخيص خلال تلك المشاركة ، فلو كان تصرفه رزينا رجوليا دبلوماسيا ومراسميا ، لربما ، أقول ربما خفف ذلك الكثير من الضرر النفسي و الوطني الذي أصاب الشعب ، أو على الأقل كان سيخفف قليلا من حجم القرف و الإشمئزاز الذي أصاب الناس بالغثيان ، ففي مثل هذه المواقف يصبح للشكل أهمية موازية للقرار ، لكن " الرمة " أخفق في هذا وذاك بصورة مذهلة  .

رؤية الشعب الفلسطيني رئيسا فاقدا للشرعية و هو يتصرف بإسمه بكل تلك الخفة و الإنفعال المفتعل ، و حين يرى الناس عباس " يعص " على نفسه محاولا إستدرار الدموع بأي ثمن ، ثم تراه لاحقا و قد " أخذ " قهوته كما يقول المثل المصري دون أن ينصرف ، بل يبقى متراقصا منتشيا في خيمة " العزاء "  مع تسيبي ليفني ، كل تلك سلوكيات تقزز الشعب ، و تجعله يحس بمهانة كبرى من مثل ذلك السلوك الرخيص ، خاصة تصرفه المبتذل و مبالغة الحميمية مع سارة و بنيامين نتنياهو ، وكيفية رد آل نتنياهو عليه تجاهلا لحضوره ، بل و حتى لوجوده !

عباس ألحق سقطته الأولى بواحدة أكثر حمقا و بشاعة ، فمن جهة هو يحاول حشد الأتباع والمؤيدين بالقوة و الإكراه عبر إخضاع الناس لتبني موقفه تحت ضغط و مراقبة الأجهزة الأمنية ، فهو يحاول إجبار الناس على تغيير " بروفايل " مواقعهم في وسائل التواصل الإجتماعي ، أي التخلي عن ما هو عائلي حميم ، أو وطني خالص ، و إحلال صورة و بروفايل عباس بديلا عنه " ، و كأن الناس لم يعرفوا أو يسمعوا بما فعل مع شبيبة فتح في جامعة بيرزيت ، أو ان الناس غفلوا عن محاولة البطش المبكر بحراك المعلمين دون أن يترك كل ذلك أثرا للخوف في قلوب الناس  .

من جهة ثانية عباس لم يجد أمامه غير التسلل مجددا الى حذاء ياسر عرفات بحثا عن حماية أو غطاء أو سابقة ، لكن مشكلة مركبة تواجه سيناريو الإحتماء داخل حذاء عرفات ، لأن الناس تعرف مدى حقد و كراهية " الوضيع " لكل إرث و تاريخ أبو عمار ، و لن ترضى بإجتزاء جزيئات ضئيلة من ذلك الأرث ثم إحتقار أو محاربة ما تبقى ، و الشعب الفلسطيني لم يوافق لابو عمار على حمل غصن الزيتون بيد الا لأن أبو عمار حمل البندقية باليد الأخرى .

الناس تتذكر و تميز بين زيارة أبو عمار وبكامل ملابسه العسكرية لبيت إسحاق رابين بعد قتله من قبل اليمين الإسرائيلي خلال مهرجان سلام ، و بين رخص الخضوع ليمين إسرائيلي أعلن عن مستوطنة جديدة بعد أقل من يوم عن مشاركة عباس ، و الفرق واضح بين زيارة خاصة لأبو عمار و بملابسه العسكرية لمنزل رابين قوبل خلالها بكل الإحترام واللياقة ، و بين مشاركة " رمة " المقاطعة في مهرجان دولي أقيم خصيصا في القدس ، و الفرق واضح بين من طلب و من طلب ، بين من طار وعاد بطائرة هليكوبتر ، و بين من توقف على الحواجز الإسرائيلية للفحص والتدقيق ، بين من كان يتصرف بكبرياء وأنفة الزعماء ، وبين من هو تصرف كومبارسا مبتذلا لا لزوم له .

بالعودة الى الوضاعة " الرئاسية " ، يهمني أن أكشف للناس ما حاول عباس إخفاءه من خطابه أمام المجلس الثوري وهيئات أخرى لحركة فتح ، وهو ما أضطر وسائل إعلامه الى الإجتزاء والتقطيع ، فقد تعرض عباس بالسوء لدولة عربية وفقا لنص الكلمة ، وهي دولة الإمارات العربية المتحدة ، و لم يكتف بتلك السقطة الغبية المتكررة ، لكنه زاد عليها هجوما استهدف دول الرباعية العربية ، مبررا هجومه بأنهم  يستعجلون ويقدمون التطبيع مع إسرائيل وليس المصالحة الفتحاوية والوطنية كما يدعون  !!

لكن ، و من الناحية الواقعية عباس هو من يحاول إقناع العرب تسليمه ورقة التطبيع ، ليجعل منها جائزة إغراء تقنع حكام إسرائيل أخذه على محمل الجد ، و ربما نسي عباس أو يتغابى علينا جميعا ، و سيان كان السبب ، فينبغي تذكيره أو فضح تغابيه ، فليس العرب من يطلبون زيارة القدس المحتلة ، بل هو و زمرته من يطلبون من العرب السفر الى الأقصى بموافقات وتصاريح إسرائيلية ، تماماً مثلما حصل هو على إذن مؤقت و مشروط لدخول القدس لغاية وفترة محددة ، و بالتالي لا مكان ولا معنى لتلك العنتريات الجوفاء ، لكنني فقط أسأل الناس ، هل لمطبع الى حد النخاع إتهام العرب بنوايا التطبيع ؟ ، وكيف لمن يطلب من العرب زيارة القدس أمس و اليوم و غدا و هو يعلم قيود تلك الزيارة ، ثم يتهمهم بالتطبيع ؟

المسأله بسيطة للغاية ، فالوضيع ليس ضد التطبيع مع إسرائيل الآن و فورا ، لكنه يريده تطبيعا من خلاله لإغراض تجارية مخادعة ، مثلما حاول هو وولداه خداع ملاك عرب يمتلكون أراضي و عقارات في الضفة الغربية منذ عشرات السنين ، وسعوا لإنتزاع توكيلات تفوضهم التصرف بأملاك العرب في فلسطين ، تماماً مثلما تصرفوا و يتصرفون  بكل أراضي  فلسطين ، و كأنها أرض بلا شعب ، لأسرة بلا ذمة أو ضمير ،

أخيرا ، ينبغي على الإطارات القيادية الفلسطينية وخاصة قيادات حركة فتح إسكات وإخراس هذا الأرعن المتهالك قبل أن يتسبب بضرر فادح للجاليات الفلسطينية في دول الخليج العربي ، ولعلاقة تلك الجاليات بالمؤسسات الوطنية والفتحاوية ، وذلك واجب تأخرت عنه المؤسسات الفلسطينية كثيرا .

قريبا


************

أسرار الصندوق القومي الفلسطيني منذ رحيل أبو عمار وحتى الآن ؟
من أين ينفق هؤلاء ومصادر أملاكهم ؟
أين ذهب ياسر عباس بشيك 5 مليون دولار تسلمه محمود عباس في مسقط ؟
كيف وأين أختفت تركة زهوة ياسر عرفات ؟