حروب أبو دخان و عباس و فرج و هب الريح !
كتب محمد رشيد :
من رام الله إلى أنقرة ثم أسطنبول تسافر " الجثة " محمود عباس ، ثم تعود إلى رام الله بحثا عن حصاد الدم في مخيم بلاطة و الأمعري ، و عن قوائم أسرى حركة فتح في سجون و معتقلات سلطته الغاشمة ، ليصبح لدى الشعب الفلسطيني فئتين من الأسرى ، أسرى الحرية و الإستقلال الوطني في سجون الإحتلال ، و أسرى حرية الرأي و الكرامة السياسية في سجون السلطة الفلسطينية ، و بعد كل ذلك من يستطيع القول أن الموتى لا يحاربون ؟
ما حدث في مخيمي بلاطة و الأمعري للاجئين الفلسطينيين خلال الأسبوعين المنصرمين عار غير مسبوق ، من زُج الأجهزة الأمنية الوطنية في صراعات حزبية و حركيّة ، و ما تكشف عن مهزلة القاضي سامي صرصور ، هي أفعال خطيرة ، و تعد إنتهاكات خرقاء للقوانيين لفلسطينية ، و إعتداء صارخا على قواعد التمويل المالي المتفق عليها مع المانحين الدوليين ، و هي تصرفات تعطي كامل الحق لفلسطينيين انتهكت حرياتهم السياسية و الشخصية بمقاضاة الدول المانحة للسلطة و للأجهزة الأمنية و القضائية الفلسطينية .
ليس هناك ما يمنع ، بل من الواجب مقاضاة دول الإتحاد الاوروبي و الولايات المتحدة الأمريكية و المانحين العرب ، جماعة و فرادًا فورا و بكل الوسائل القضائية الممكنة ، فتلك هي الوسيلة الأجدى و ربما الوحيدة ، لإشعار دافع الضرائب الأمريكي و الألماني و النرويجي و البريطاني و الفرنسي عن كيفية توظيف أموالهم في دعم و رعاية و تمويل آخر دكتاتور أشمط على وجه الأرض أسمه محمود عباس ، دكتاتور دموي يقوم بإنتهاك الحريات و القوانين بوسائل فظة و مروعة و منتظمة مستندا الى تمويل تلك الدول و دعمهم السياسي و الأخلاقي .
لا ينبغي التردد أيضا في فضح تلك الخطيئة الدولية ، لأن التردد سيقود الى طغيان الدكتاتور أكثر فأكثر ، و قد نصل الى لحظة مأساوية يقتل فيها الفلسطيني شقيقه الفلسطيني ، برصاص تموله الولايات المتحدة الأمريكية أو الإتحاد الاوروبي و إسرائيل ، بل و حتى برصاص يموله دافع الضرائب الفلسطيني ، آسف جدا ، لماذا " قد " نصل الى تلك اللحظة ، فلقد تخطيناها في نابلس و بلاطة ، و قد نتخطاها في الأمعري و الخليل و بيت لحم ، ليصبح الدم القادم أكثر غزارة و قسوة إن لم نتصرف الآن .
العكس هو المطلوب ، فما ينبغي فعله الآن و فورا هو كشف عورات و قسوة الدكتاتور المريض المهووس بالسيطرة و نهب المال ، و ذلك أمر يتطلب شجاعة أخلاقية ووطنية ، و من واجب كل قائد و كادر فتحاوي التواصل مع مراسلي الصحف و الوكالات العربية و الأجنبية لفضح الدكتاتور و عصاباته ، و في صميم دور كل وطني فلسطيني إحراج البعثات و الممثليات الأجنبية ، ووضعهم أمام المرايا الكاشفة لزيف إدعاءاتهم حول دعم الديموقراطية و دولة المؤسسات .
قادة و كوادر فتح مطالبون اليوم ، بإعداد قائمة سوداء بأسماء ضباط و رجال أمن نضال أبو دخان و محمود عباس زياد هب الريح و ماجد فرج في بلاطة و الأمعري و الخليل و جنين و نابلس و غيرها ، و كذلك سجّانة و محققي سجن أريحا، و إعلان تلك القوائم على الملأ ، و كل من أعتقل و هدد من المناضلين ينبغي له إمتلاك ناصية الشجاعة لتوثيق و إعلان ما حصل، و كل من أسهم في تلك الجرائم ينبغي له أن يعاقب عقاب الشياطين ، و أن يحرموا من الحركة و السفر الحر مثلهم مثل ضباط و جنود جيش الإحتلال ، لأنهم فعلا لا يختلفون !
قادة و كوادر فتح و العمل الوطني الفلسطيني في أوربا مطالبين قبل غيرهم بفضح وسائل و أدوات هذه المرحلة الدكتاتورية الخطيرة ، و عليهم التواصل مع الزملاء الصامدين في الوطن ، لحصر و إعداد قوائم المنبوذين القامعين للديموقراطية السياسية ، و السالبين للحريات الشخصية ، و يقينا بين قادة فلسطين و فتح في الخارج رجال قضاء متعمقين في أحكام القوانين ، و أولئك عليهم الإستعداد بدقة و الانتباه لأشخاص مثل نضال أبو دخان و ماجد فرج الحاصلين على إقامات و جوازات سفر أوروبية ، و عليهم التأهب لمقاضاتهم وفقا للأحكام الأوربية ، فعلى يد أبو دخان و فرج و محمود عباس دماء فلسطينية ، و بحكم سلطاتهم قُمع الناس و سجنوا و قتلوا .
ينبغي أيضا توثيق و فضح الأشخاص المنتمين الى مؤسسات و اتحادات دولية تحميها و تحكمها قوانين و أعراف صارمة ، فلا يحوز لمن تلوث بالدم و التحريض و إثارة الكراهية و البغضاء تمثيل فلسطين في المؤسسات الدولية المحترمة ، فلا الثقافة و الفنون تحتمل البغضاء و التحريض ، و لا الرياضة أيضا ، و سيكون من الخطأ الجسيم ترك أولئك الناس سفراء و مروجين و محللين للظلم و البطش و القهر السياسي .
إنها ساعة الحقيقة و المواجهة ، و قد فرض القتال و هو كره لنا جميعا ، فإما أن ننهض لمواجهة الواقع المر ، أو نندثر أمام الموجة الوحشية الساحقة ، و علينا الإختيار بين الخضوع لابي دخان و عباس و فرج ، و بين الدفاع عن العزة و الكرامة ، وبين التسليم لإرادة و سطوة لصوص و قتلة ، أو الإستجابة لموجبات الرجولة من أجل فلسطين ، و من أجل كرامة و شموخ أطفالنا ، فلا نامت أعين الجبناء !