أخر الأخبار
“رؤية حماس” السرية.. ومبادرة شلح!
“رؤية حماس” السرية.. ومبادرة شلح!

بعد وليمة الغداء" في منزل وزير الخارجية القطري بين الرئيس محمود عباس وخالد مشعل برفقته نائبه اسماعيل هنية، أعلنت قيادة حماس في بيان للرأي العام يوم الخميس 27 أكتوبر 2016، أنها تقدمت خلال "الوليمة" بتقديم "رؤية متكاملة" حول مختلف القضايا.. وكي لا تفوت القارئ فرصة المعرفة بما قالت عنه حماس رؤيتها، نعيد نشر ما جاء في بيانها، "عرضت قيادة الحركة رؤية متكاملة لتحقيق المصالحة، عبر آليات عمل وخطوات محددة لتطبيق الاتفاقيات السابقة في القاهرة والدوحة والشاطئ، وخاصة ما يتعلق بإجراء الانتخابات الشاملة بكل مستوياتها، مع التمسك بمبدأ الشراكة الوطنية في مختلف المواقع والمسؤوليات والقرار، من خلال حكومة الوحدة الوطنية، والمجلس التشريعي، ومنظمة التحرير الفلسطينية، والتوافق على برنامج سياسي ونضالي في مواجهة الاحتلال والاستيطان وممارساته العدوانية في القدس ومختلف أرض الوطن، والعمل معاً على توفير متطلبات الصمود والحياة الكريمة لشعبنا". ومع أن حركة فتح، لم تتحدث سوى عن خبر اللقاء - الوليمة، فما ذكرته حماس يستحق المناقشة، خاصة وأنها تدعي أن ما قدمته لعباس كان "رؤية متكاملة".. لا نعرف ما هي حقيقة ما ورد في البيان الحمساوي، مع تجاهل الرئيس عباس وحركة فتح أي شارة الى ذلك، ولم تعمد حماس على القيام بنشر تفصيلي لتلك الرؤية، مكتفية بكلام عام يصلح في كل مكان وزمان، ولكن علها المرة الإولى التي تقول فيها قيادة حماس أنها تقدمت بما اسمته، برنامج سياسي.. ولو اعتبرنا أن ما ورد في البيان هي العناصر الرئيسية لمقترح حماس، سنجد أنها تجنبت كليا الإشارة الى عناصر كانت مثارا للجدل طوال السنوات الأخيرة، بل وتفترب ان تكون "شرطا واجبا"، كقضية الاتفاقات الموقعة والمفاوضات بكل ما لها وعليها.. حماس، عبر عناصر الرؤية "السرية"، تعمدت اعلان ما لها عبر لقاء مع رئيس فتح وفي العاصمة القطرية الدوحة، وهي بذلك تكشف أنها مستمرة في التعامل "الاستقطابي - الفوقي" مع مختلف القوى السياسية الفلسطينية، وأن جوهر تفكيرها قائم على "ثنائية الحل"، لتكريس نظرية "السيادة الحزبية" من جهة، وأنها أصرت ان يكون الاعلان من العاصمة القطرية الدوحة، كنوع من "رد الجميل" سياسيا مقابل ما تقدمه تلك الامارة لـ"جماعة الامارة" في غزة.. اعلان حماس، يأتي وكأنه "بديل سياسي معارض أو معرقل" لمبادرة د.رمضان شلح التي أطلقها خلال احتفالية الجهاد في ذكرى الانطلاقة، والتي رحبت حماس بها بشكل مبدئي، بل أن أحد قادتها طالب الشقيقة مصر أن تدعو لحوار وطني شامل لمناقشة "مبادرة شلح".. كان بإمكان حماس، الاشارة الى أن أفكارها تشكل تعزيزا لـ"مبادرة د. رمضان شلح"، حول سبل الخروج من "المأزق الوطني"، وان ما قدمته لرئيس فتح ليس بديلا عما تقدم للرأي العام عبر تلك المبادرة، وانها ستقوم ببلورة كل العناصر في "وثيقة سياسية" تقدم الى مختلف فصائل العمل الوطني كتعزيز لمبادرة الجهاد وليس بديلا أو مشتتا سياسيا لها.. ورغم أن فتح، لم تستجب رسميا، لا لمبادرة الجهاد ولا لعناصر حماس "السرية"، ولم تقدم حماس رؤيتها بشكل علني وواضح، فذلك لا يجب أن يعرقل المضي قدما لبلورة آلية العمل الخاصة نحو "حوار وطني شامل" لرسم رؤية سياسية فلسطينية للخروج من "المأزق المستعصي"، وبديلا محددا لبرنامج كفاحي يرسم طريق الخلاص من الإنقسام والاحتلال وترسيخ دولة فلسطين.. وهنا نؤكد، أن النص دوما هو "الأسهل" في صياغة المشروع، ولكن الأكثر تعقيدا وصعوبة هو تحديد .آليات ذلك، وصولا الى أن يصبح نصا واقعيا كـ"برنامج عمل ورؤية شمولية للحل الوطني".. وربما عدم قيادة فتح الرسمية، فغالبية القوى تتطلع الى أن تبادر مصر للقيام بدور "الراعي الرسمي للحوار الشامل"، وهو ما أصبح ضرورة تتطلب سرعة التجاوب كي لا تذهب قوة الدفع التي خلقتها مبادرة د.شلح، لإعادة تصويب النقاش الوطني العام، مع تصاعد الخطر من فرض برنامح توراتي تهويدي في الضفة وإنفصالي في قطاع غزة، على ضوء مخاوف ما بعد اليوم التالي لرحيل عباس.. هل تبدأ حركة الفعل لتجسيد قوة "الإندفاعة للمبادرة الجهادية"، أم تستمر في البحث عما كثر البحث فيه وعنه، وهل تكسر مصر نمطية التفاعل السائد وتدعو لحوار شامل..ذلك المنتظر والمفترض لو أريد حقا تحصين "المشهد الفلسطيني"..! ملاحظة: خلال زيارة الرئيس محمود عباس لم يستقبله أمير البلاد القطرية لا في عزاء الجد ولا في لقاء باعتباره ضيف دولة..ممكن تفسير لها أو هناك ما يعيب النشر! تنويه خاص: مهم أن تعيد أجهزة الرئاسة الأمنية والإعلامية قراءة بيان محافظ نابلس حول إقتحام مخيم بلاطة..بيان يحمل "فتنة" أكثر منه حل لوأد الفتنة!