القاهرة-الكاشف نيوز:عبّر عضو المجلس الثوري لحركة «فتح» عبد الحكيم عوض، عن إدانته واستنكاره الشديدين لاستمرار الإجراءات التعسفية والقرارات الظالمة بحق كوادر وقيادات حركة فتح من تهديد ووعيد وارهاب وفصل واقصاء والتي كان اخرها مجزرة قطع الرواتب.
وقال عضو المجلس الثوري لحركة فتح في بيان صحفي: ان القرار الذي أتخذ بحق مناضلين شرفاء من كوادر وابناء حركة فتح بقطع رواتبهم ، جرمهم الوحيد في نظر من تعسف انهم رفعوا اصواتهم البريئة منادين مطالبين بوحدة الحركة وصلابتها، ان هذا القرار الظالم والمهين أقل مايمكن ان يوصف بأنه "استمرارا لمجزرة وفضيحةٌ بامتياز وظلم ومخالفة للقانون ومحاولة يائسة لاحباط الاحرار واجهاض رجولتهم"، ويجب التراجع عنه ومحاسبة من يقف وراءه.
واعتبر عوض أن قطع رواتب المناضلين بهذه الطريقة هو عملٌ تعسفيٌ وعبث جديد بوحدة الحركة وصلابتها واستقرارها، وتأسيسا لفتنة لن ينجوا احدا من نارها الحارقة، فضلا عن كونه يمثل استخفافا اضافيا برجال الحركة المناضلين وبمسيرتهم الكفاحية وبعائلاتهم المناضلة، ومساسا ببراءة اطفالهم، وينسف تطلعات شعبنا الذي تربى ابناءه على الاباء والعزة والكرامة والشموخ فلم يكسرهم جبروت الاحتلال ولا بطشه ويبدد أماله واحلامه في العيش بكرامة في وطن مستقل حر عزيز.
وأضاف"ظنُوا واهمين من أقدموا على هذه الفعلة الخرقاء أن بمقدورهم كسر ارادة الرجال أو النيل من ثباتهم، لكنهم في ذات الحين يعلمون يقينا انهم اصابوا الحركة بنكسة لن يغفرها التاريخ، نكسة في القيم والاخلاق، نكسة ضربت قانون المحبة الذي أوصانا به الشهيد الخالد "ابوعمار"، ضربته في مقتل، وضربت معه قيم التسامح والشهامة والتكافل والتلاحم والتضامن التي تربى عليها القادة التاريخيين وورثوها للمناضلين الاشاوس على مر التاريخ".
وتساءل عوض مستهجنا: "هل هكذا يُكافأ المناضلون على صمودهم وتضحياتهم، ومن بينهم الأسير والجريح وابن الشهيد أو أخيه أو والده ؟! فتعاقب عائلاتهم واطفالهم، ولماذا تعاقب غزة المنكوبة المحاصرة المجروحة المهدمة بيوتها والمشتت أهلها ؟! ألا يكفي غزة الحصار والعدوان والقصف والاهمال والتهميش والفقر والبطالة، ولماذا يصر البعض على مواصلة ذات الاساليب التي طالما حذر منها المجتمع وقواه الحية ؟! ولماذا يستخدم سلاح الراتب للردع والتخويف والارهاب لكل من يطرح رأيا حرا جريئا منبعه الحرص على وحدة الحركة وسلامة بنائها ؟! ألم نشكو اجرام اسرائيل للعالم لاتها قطعت وججزت أموال شعبنا؟، ألم يستخدم الاحتلال ذات أسلوب "قطع الاموال أو حجزها وقرصنتها" لاخضاع شعبنا وإركاعه وضرب ارادتنا وثباتنا الوطني، هذه الاموال التي هي في الحقيقة رواتب الموظفين من أبناء شعبنا أموال الشعب ومقدراته، ثم يقطعها ويحجبها "أبناء جلدتنا"؟!
ودعا عوض إلى وقف المجزرة، وعودة الرواتب التي قُطعت لاصحابها، مؤكدا أن راتب الموظف حقً مكتسب له لايجوز لأحد المساس أو التلاعب به طبقا للقانون، كما طالب عوض أطر الحركة جميعها والقوى الوطنية الحية والقيادات السياسية التي عُرفت بمواقفها الصلبة ومنظمات حقوق الانسان والمجتمع المدني باعلان موقف واضح وصريح برفض هذا الاجراء والمطالبة الملحة بوقف سياسة قطع الرواتب، والتوقف عن محاربة الناس في أرزاقها وقوت أطفالها، فالحياد امام هذه الفاجعة انما هو استخفاف بالقيم الوطنية التي تربى عليها شعبنا الصامد وقواه وقياداته الوطنية، مثمنا في الوقت نفسه المواقف الشجاعة للقيادات والكوادر والاطر والمؤسسات التنظيمية والحقوقية والوطنية لرفضها سياسة قطع الرواتب "الخبيثة".
واستهجن عوض إقدام البعض من كتبة التقارير الكيدية وكبارهم على التطبيل والتزمير طربا وفرحا لفضيحة قطع الرواتب بلا وازع من ضمير ولا ذرة من احساس، قلوبهم جوفاء الا من الحقد والكراهية التي أبت ان تفارقها، طمعا في وهم المنصب او سراب الجاه.
وحذر عوض في بيانه من بقاء الأوضاع في حركة فتح على هذا الحال من الفرقة والتشرذم والانقسام والفتن، ومن استمرار الاساءة لماضيها والعبث بحاضرها وضرب مكانتها الكفاحية والتلاعب بمستقبلها واصفا الحركة "بحركة الشهداء والأسرى والجرحى المناضلين، عصية على الانكسار أو الضعف والهوان".
وختم القيادي الفتحاوي قائلا: "ستبقى غزة بأبنائها رغم إهمالها ومحاولات قهر رجالها وبؤس وحرمان اطفالها والتضييق على شيبها وشبانها ... والضفة الابية ومخيماتها نبعا للثوار الاحرار، كما هما على مر التاريخ والزمان حماة للمشروع الوطني الفلسطيني وطليعته، وضمانة لوحدة الوطن ووحدة الدولة المنشودة "الأرض والشعب".