قطاع غزة-الكاشف نيوز:خرج المئات من موظفي وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «أونروا»، اليوم الثلاثاء، في مسيرة احتجاجية واسعة، انطلقت من شمال قطاع، رفضًا لقرارات التقليصات الأخيرة على عدد من الخدمات التي تقدمها الوكالة الدولية للاجئين.
ورفع المشاركون خلال المسيرة التي جابت بعض شوارع مخيم جباليا شمال القطاع، واستقرت أمام مقر تابع للوكالة، لافتات كتب على بعضها: «مطالبنا عادلة وحقوقنا لا مساومة عليها».. «من حقنا أن نعيش حياة كريمة».. «تقليص الخدمات الوكالة مساهمة في أطباق الحصار على شعبنا».
وفي كلمة ألقاها في ختام المسيرة، عبر رئيس اتحاد الموظفين في «أونروا» سهيل الهندي، عن حالة الغضب والاستنكار لما قامت به إدارة الوكالة العليا من إقالة وطرد مديرة التعويضات «جزيلا أوريث»، مؤكدًا أن إدارة الوكالة تعمل على تغييب كل الأصوات التي تطالب بإنصاف اللاجئين والعاملين.
وحذر الهندي من عواقب كارثية تنذر بانفجار كبير في صفوف اللاجئين والعاملين، اذا استمر ما وصفه بـ«المسرحية»، مطالبًا المفوض العام بتبيان أسباب الإقالة والإعلان عنها للرأي العام، موضحًا أن قطع الاتصال والتواصل المتعمد من قبل إدارة الوكالة العليا مع ممثلي الموظفين، دليل على أنّ هنالك جهات متآمرة على قضية اللاجئين والعاملين.
وشدد على أن هذه التصرفات مسيئة لتاريخ المنظمة الدولية التي وجدت لخدمة اللاجئين، مضيفًا «لازلنا نقبل بالمبادرة التي طرحها الدكتور زكريا الأغا وأي مبادرة لحل الأزمة بشكل عادل من خلال تشكيل لجنة تحكيم حيادية للفصل في النزاع بيننا وبين إدارة الوكالة التي تتنصل من حقوق اللاجئين والعاملين، اضافة للتلاعب في نتائج المسوحات».
وفي ختام كلمته أعلن الهندي عن مجموعة من الفعاليات التصعيدية في الأيام المقبلة، مناشدًا جماهير اللاجئين وجموع الطلاب في الضفة الغربية وقطاع غزة الاستعداد لما وصفه بـ«يوم الغضب القادم».
على صعيد متصل، أكدت القوى الوطنية والإسلامية وقوفها مع «موظفي الأونروا»، و دعمها وإسنادها للفعاليات التي ينظمها الاتحاد العام لموظفي الوكالة والعاملين فيها.
يذكر أن جميع مرافق الوكالة الدولية في محافظة شمال قطاع غزة؛ شهدت إضرابًا شاملًا صباح اليوم الثلاثاء، احتجاجًا على تقليص خدماتها، وشمل الإضراب مدارس الوكالة والعيادات الصحية والمراكز الرئيسية في محافظة الشمال، كما شمل عدم توجه أكثر من 2000 موظف وتعطّل نحو 60 ألف طالب مدرسي، وفق ما أفادت به مصادر إعلامية.
وتأتي هذه الاحتجاجات بعدما اتخذت «أونروا» خطوات تقشفية خلال الفترة الاخيرة، منها عدم توظيف عاملين جدد، والاستعانة احيانا بموظفين يعلمون بنظام المياومة، اضافة الى عدم استبدال الموظفين الذين يحالون للتقاعد باخرين جدد، وعدم سد العجز الوظيفي الناجم عن اجازات الموظفين الطويلة باخرين.
ويشترط اتحاد الموظفين بوكالة الغوث، لانهاء احتجاجاته، فتح باب التوظيف لدى «أونروا»، والبدء بتوظيف 450 مرشحا لوظيفة معلم لعام 2016.
ويشتكي اللاجئون الفلسطينيون في مناطق عمليات «أونروا» من سوء الخدمات التي تقدم لهم على كافة الاصعدة التعليمية والصحية والاغاثية.
وتتذرع «أونروا» بوجود عجز كبير في موازنتها التي يتم تمويلها عبر تبرعات واسهامات طوعية من الدول، وتزعم انه نتيجة لذلك، فان موازنتها للبرامج التي تدعم تقديم الخدمات الاساسية تواجه نقصا كبيرا، حيث من المتوقع ان يقف النقص في عام 2016 عند 70 مليون دولار.
وحسب منظمة الامم المتحدة، فان قرابة 1.3 مليون لاجئ فلسطيني، يعيشون في قطاع غزة، و914 الف في الضفة الغربية، و447 الف في لبنان، و2.1 مليون في الاردن، و500 الف في سوريا.