رام الله-الكاشف نيوز: ضجت صالة أحمد الشقيري في رام الله بالتهليل والتصفيق الحاد، عقب إعلان سليم الزعنون عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، باسم أعضاء «مؤتمر المقاطعة»، اليوم الثلاثاء، تجديد رئاسة محمود عباس لـ«حركة فتح»، الذي أصر على إقامة مؤتمره «غير الشرعي»، ضاربًا بعرض الحائط الفعاليات والبيانات والتصريحات المنددة بعقده واستمرار حالة التهميش والإقصاء المتعمد لكوادر فتحاوية لها قيمتها ووزنها بالحركة.
في الوقت الذي يسعى فيه عباس، وبعد عمر ناهز الثمانين عامًا وأكثر، على تجديد شرعيته على رأس المؤسسات الفلسطينية سواء في فتح أو السلطة أو منظمة التحرير، أصر على صم أذانه للأصوات المعارضة الحريصة على وحدة حركة فتح والرافضة لسياساته الإقصائية والتهميشية، وخرج علينا بمؤتمر خالٍ في تكوينه وتعداده ونوعية المشاركين به من المطالب الحركية والوطنية لمعالجة قضايا تخص حركة فتح وأيقونتها الداخلية، والبرنامج الوطني وتعثره، وفشل تيار التسوية، وانهيار حل الدولتين، وكيفية مواجهة الاستيطان، والانقسام الفلسطيني.
احتجاج وتنديد
وتستمر الفعاليات والتصريحات المنددة والرافضة لعقد ذلك المؤتمر الإقصائي حتى كتابة تلك السطور، ففي المحافظة الوسطى وجه كوادر حركة فتح، رسالة غاضبة إلى عباس، بعد إقصائهم المتعمد من «مؤتمر المقاطعة»، مطالبين في الوقت ذاته بالمساواة حسب الشروط الموضوعة للتنسيب لعضوية المؤتمر.
وقال كوادر الحركة في بيان لهم وصل المفوضية نسخة منه: «نحن أبناؤك الملتزمون بشرعية الحركة ورئيسها, نحن من حمل المشروع السياسي الذي تقوده فتح طوال سنوات الاحتلال، نفيدكم يا سيادة الرئيس بأن اللجنة التحضيرية للمؤتمر السابع، التي أعدت قائمة مرشحي عضوية المؤتمر، لم تضع معايير واضحة لاختيار الإخوة أعضاء المؤتمر، مما نتج عنه خللاً في الاختيار».
وتابع البيان: «لن نخجل يا سيادة الرئيس إذ نقول: أن عدداً من الأعضاء دخلوا المؤتمر بناءً على رغبات شخصية لبعض القادة، ممن رتبوا القوائم والأسماء، وأن جزء من تلك الأسماء وضعت لأسباب انتخابية لبعض القيادات المتنفذة في غزة، وبطبيعة الحال فإننا نحترم الإخوة الذين حازوا على شرف العضوية، لكننا نستحقها مثلهم، لاسيما وأننا سبقنا الكثير منهم في تاريخ الانتماء والعضوية، والمرتبة التنظيمية التي تقلدناها، والمهمات الحركية تشرفنا بتنفيذها، فضلاً عن تواصلنا التنظيمي والوطني في كل المحطات الفتحاوية دون انقطاع، ومنا من شغل موقع عضو مكتب تعبئة وتنظيم، أو أمناء سر أقاليم سابقين، أو أمناء سر مكاتب حركية مركزية».
واختتم كوادر فتح بيانهم قائلين: «إننا ونحن نتقدم لسيادتكم لإعادة هذا الحق الذي تم استبعادنا منه دون وجه حق، رغم أننا نمتلك مسميات تنظيمية تضعنا حيث نستحق، وفي المكان الذي يمكن أن نخدم فيه مبادئ الحركة وأهدافها، فنحن لسنا طارئين على العمل التنظيمي، ولسنا متطفلين على أطر الحركة ومؤسساتها، فنحن نطالب بالمساواة حسب الشروط الموضوعة للتنسيب لعضوية المؤتمر, كما نأمل من سيادتكم التكرم بتشكيل لجنة تقصي حقائق بخصوص آلية اختيار أعضاء المؤتمر».
مؤتمر تحت رعاية إسرائيلية
بدوره، اعتبر القيادي في حركة «فتح» صلاح أبو ختلة، أن «مؤتمر المقاطعة» سينظم تحت رعاية إسرائيلية، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه لا يعبر عن حركة فتح المناضلة. وقال أبو ختلة، خلال لقاء مع فضائية «فلسطين اليوم»، إن مؤتمر «المقاطعة» فشل في تمثيل الهيئات والمؤسسات والكفاءات الفتحاوية، لافتًا إلى أن العديد من الأسماء التي حصلت على عضوية المؤتمر لا تستحقها، بينما تم حرمان الشخصيات القيادية في الحركة والتي لها باع طويل في مسيرة النضال الوطني.
وأكد القيادي الفتحاوي أن التسريبات التي خرجت مؤخرًا تظهر حالة الصراع الداخلي في اللجنة المركزية، لأن المؤتمر اعتمدت أوراق تحضيره على مزاجية واضحة، وغير مبنية على أسس سليمة، بل هذه المعايير كانت خرقًا واضحًا للنظام الأساسي للحركة. وأضاف أبو ختلة، أن «هذا المؤتمر ينظم برعاية الضابط الإسرائيلي يولي، الذي أصدر تصريحات لأعضاء المؤتمر ومنهم الممنوعين أمنيًا والذين لم يخرجوا من قطاع غزة منذ زمن طويل، وهذا إن دل على شيء فيدل على أن المؤتمر بتشكيلاته الحالية لا يعبر عن الحركة».
واختتم أبو ختلة حديثه قائلًا: «لا أحد معترض على شرعية الرئيس محمود عباس، ولكن المؤتمر جاء لإستنساخ الحالة وبعض الأشخاص، ولا يعقد الكثير من الآمال على هذا المؤتمر لأن مقدماته بدأت وكأنه وضعنا في مخرجاته التي لا تناسب حركة فتح كحركة تحرر وطني».
مؤامرة لتدمير الحركة
من جهته، أكد القيادي في حركة «فتح» حسام خضر، أن «مؤتمر المقاطعة» عبارة عن مؤامرة لتدمير الحركة وإنهاء دورها الوطني. وقال خضر، في تدوينة له عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، «إن المؤتمر ينعقد على أرضية الثأر الشخصي والإقصاء المتعمد من أجل تعزيز إضعاف فتح وإنهاء دورها الوطني، وفتح البوابات مشرعة أمام الاحتلال وأدواته كي يعيثوا في تاريخ فلسطين فسادًا ودمارًا غير مسبوقين!!». وأضاف: «اليوم يعقد المتآمرون على أرض فلسطين مؤتمرهم (المؤامرة) لكي يضعفوا دورك وينهوه إلى الأبد ثمناً لامتيازات احتلالهم الذي هادنوه طوعاً بدون مقابل!!!».
وتابع: «اليوم سينفذون المخطط بأقبح صوره وأوضح أشكاله، وعلى طبق من ذهب كي يأخذ دور البطولة والفعل منك من هم ليسوا أهلا لقيادة شعبنا من تيارات حزبية مقيتة ضيقة الأفاق، وأنت يا فتح صاحبة المشروع الوطني والأقدر على انجازه وتحقيقه وطناً كان سيكون، لولا الأنذال الفاسدين المتآمرين- وطن حريتنا وكرامتنا، اليوم سوف يسلمون دور القيادة للإسلام السياسي المتطرف كي يجهزوا على فرصة بناء دوله لشعبنا العظيم!». وأكمل: «اليوم نترحم على عرفات وأبو جهاد وأبو إياد وأبو يوسف النجار وأبو الوليد والذين تم تغييبهم من أجل هكذا مصير، كي تمر المؤامرة!!».
واختتم خضر تدوينته قائلًا: «لكن أيامنا واعدة يا فتح .. فهذا الرأس الفاسد إلى مزبلة التاريخ يحمل حقائب خزيه خارجاً من تاريخنا، فيما نحن ندخل تاريخك يا فتح على عهد الشهداء تحت قسم الوفاء لفلسطين ولن ننكث العهد كما فعل المخصيون!».
حماس وعباس وجهان لعملة واحدة
الكاتب والناشط السياسي محمد أبو مهادي، عبّر عن غضبه من إقدام حركة حماس، على منع كل الفعاليات الاحتجاجية السلمية التي يحاول من خلالها كوادر وأبناء حركة فتح، التعبير عن رأيهم لرفض «مؤتمر المقاطعة». وقال أبو مهادي، في تدوينة له عبر صفحته الشخصية على «فيس بوك»: «قرار حماس منع انشطة مناهضة للديكتاتور عباس في غزة، تعني الموافقة الضمنية على حكم الإستبداد»، مضيفًا: «للطغاة سلوك واحد، حماس وعباس وجهان لعملة واحدة، سقوط أحدهما يعني سقوط الآخر».
غزة تشتعل
أعضاء مؤتمر «المقاطعة» الذين لم يسمح لهم مغادرة قطاع غزة إلى رام الله وعددهم 71 عضوًا، أعلنوا استنكارهم الشديد لعقد المؤتمر دون حضورهم، متسائلين: «كيف يتم عقد المؤتمر واختيار المرشحين دون اكتمال النصاب القانوني لقطاع غزة.. نحن نمثل الثلث؟». وأوضح الأعضاء أنهم سيجتمعون بعد قليل في غزة، من أجل التشاور حول آلية منعهم من المشاركة، والقيام بعدة خطوات احتجاجية ردًا على عدم التنسيق لهم للسفر إلى رام الله من أجل المشاركة في «حفلة المقاطعة»، أسوة بزملائهم الذين تم التنسيق لهم عبر الشؤون المدنية.
مؤتمر مليء بالمخالفات
أكد عضو المجلس الثوري لحركة «فتح» ديمتري دلياني، أن الحركة تم اختطافها من قبل مجموعة لتحقيق أهداف سياسية داخلية غير مقبول، مؤكدًا في الوقت ذاته على أن «مؤتمر المقاطعة» مليء بالمخالفات. وأضاف دلياني، خلال لقائه عبر فضائية «الغد»، أن حركة فتح أكبر من قيادتها وستظل كذلك، معتبرًا أن «مؤتمر المقاطعة» به مخالفات في قضية الترتيب له، موضحًا أن الأوراق المقدمة للمؤتمر يجب المصادقة عليها من المجلس الثوري، وهو ما لم يحدث.
وأكد دلياني، أن «قيادات الحركة الذين تم إقصائهم ومنعهم من الحضور سيظلون جنودًا أوفياء لفتح، لأنه هو الطريق الأفضل للبقاء في المعركة الكبرى والأهم من فتح، وهي مقاومة الاحتلال والدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين». واختتم جلياني حديثه قائلًا: «يتشكل حاليا نوع من التحالف لجميع المتمسكين بالنظام الداخلي لحركة فتح وإرث الحركة لنؤكد للعالم بأن فتح هي حركة ملتزمة بروح الديمقراطية والنظام والثوابت، وأن مجرد اختطافها من قبل مجموعة لتحقيق أهداف سياسية داخلية غير مقبول».
مؤتمر لا يمت لحركة فتح بصلة
الكاتب والمحلل السياسي سميح خلف، أكد أن «مؤتمر المقاطعة» الذي انطلقت أعماله قبل قليل، في رام الله بالفضة الغربية المحتلة، لا يمت لحركة فتح بصلة، كون قادة الحركة الحقيقيين تم إقصائهم وإبعادهم عن عمد. وقال خلف، في تدوينة له عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «قادة فتح الحقيقيين هم من خارج مؤتمر التآمر عليها.. 49 عامًا في فتح ولن نغادرها وستبقى أولوياتنا هي استرجاع حركة فتح من خاطفيها لتتفرغ لمقاومة الاحتلال وبناء وحدة وطنية فلسطينية على قاعدة نضالية».
وأضاف المحلل السياسي في تدوينة أخرى: «بلا شك أن بعد هذا المؤتمر ستكون هناك في الساحة الفلسطينية توزيعات جديدة للقوى وتفتت أكثر، وانقسام أكثر، يمهد لخيار وحيد أمام بعض الاطراف في ظل تجاذبات إقليمية أكثر تأثيرًا».
في ذكرى تقسيم فلسطين
وقال الدكتور سفيان أبوزايدة، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، في مقال له، «تفتتح اليوم أعمال المؤتمر العام لحركة فتح كما خطط له الرئيس عباس وبعض المنتفعين من حالة التيه والضياع والتشرذم والتردي التي تعيشها الحركة ويعيشها الشعب الفلسطيني. مؤتمر هو أشبه باحتفال ختامي تتويجا لسلسلة من الخطوات والاجراءات التعسفية بحق فتح وتاريخها ومكانتها العربية والدولية. مؤتمر سيتمخض عنه منح الرئيس عباس وقتا اضافيا لتدمير ما تبقى من هذه الحركة والتخلص من ارثها النضالي والوطني والاخلاقي».
وأكد أبوزايدة، أن «المقدمات الخاطئة تقود بالضرورة إلى نتائج خاطئة، من غير المتوقع أن يتمخض عن هذا الاحتفال التتويجي سوى مزيدا من التشتت والضياع وتعميق الجراح. من غير المعروف كم هو عدد الواهمين الذين يعتقدون أو يروجون على أن هذا المؤتمر سيؤسس إلى مرحلة جديدة من عمر هذه الحركة، ومن غير المعروف كم هو عدد الواهمين الذين يعتقدون أو يروجون إلى أن هذا المؤتمر سيؤدي إلى توحيد الحركة واستنهاضها وستصبح بعد هذا المؤتمر أكثر قوة وأكثر تماسكا وأكثر قدرة على مواصلة مشوار التحرير الذي عرفنا متى بدأوا لكن لا أحد يعرف متى سينتهي».
آلاف الفتحاويين يرفضون «مؤتمر المقاطعة»
فعالية حاشدة لم يثبق لها مثيل نظمتها حركة «فتح»، اليوم الثلاثاء، في ساحة جامعة الأزهر بمدينة غزة، بمشاركة كافة قطاعات الحركة التي تقدر بالآلاف، رفضًا لـ«مؤتمر المقاطعة» الذي يعقد حاليًا في مدينة رام الله، مؤكدين على أنه مؤتمر يقوم على الاقصاء والتهميش وتغييب الكوادر المناضلة من أبناء الحركة وإقصائهم من حضور المؤتمر عن عمد.
وقالت النائب عن كتلة فتح البرلمانية نعيمة الشيخ على، في كلمة ألقتها وسط جموع الرافضين لـ«مؤتمر المقاطعة»، إن «المؤتمر الذي جاءت مدخلاته لا تمت للواقع التنظيمي بصلة من حيث المضمون والحضور، لأنه مؤتمر يقوم على سياسة الاقصاء والتهميش ولن تؤدي مخرجاته إلى استنهاض حركة فتح وترتيب البيت الفتحاوي واعادة اللحمة والوحدة الى صفوفها».
وأكدت الشيخ علي، أن «مخرجات المؤتمر المقاطعة لن تكون لها تأثير على واقع الحركة التي تعيش قواعدها التنظيمية في عزلة نتيجة عدم اكتراث رأس الهرم التنظيمي بحاله وأحواله». وطالبت الشيخ أبناء وكوادر حركة فتح بضرورة الوقوف أمام سياسة الاقصاء والتهميش واستبعاد المناضلين التي يمارسها المتنفذين وأصحاب الأجندات الخاصة.
مؤتمر غير قانوني
من جهته، اعتبر عضو المجلس الثوري لحركة «فتح» عبد الحميد المصري «أبو عمر»، أن «مؤتمر المقاطعة لا يستند في مقوماته على القوانين التي يحتكم لها النظام الداخلي للحركة لأنه جاء وفق أهواء ومزاجات المتنفذين في الحركة اللذين يهدفون الى تمرير مصالحهم الخاصة عبر المؤتمر. وأكد المصري، في كلمة له، على ضرورة أن ترتفع أصوات الفتحاويين جميعا وتعلن رفضها لمؤتمر المقاطعة ولكل المخرجات الذي سينبثق عنه.
أما القيادي البارز في الحركة محمود حسين، فأكد على ضرورة التصدي للمؤامرات التي تحاك ضد «فتح» من قبل أصحاب الأجندات الخاصة والرامية إلى تدمير الحركة. وقال حسين، في كلمته، «إن كل الفتحاويين الشرفاء اليوم يقفون وقفة رجل واحد ضد مؤتمر المقاطعة ومدخلاته التي لن تكون قادرة على افراز مخرجات تعمل على استنهاض حركة فتح واعادة وحدتها وترتيب بيتها لأنها قامت على نهج الاقصاء والتهميش وتغييب صوت الكوادر المناضلة التي ضحت وما زالت من أجل فتح».
وفي ختام الفعالية الجماهيرية، طالب المحتشدين الرافضين لمؤتمر المقاطعة الذي يقوم على سياسة الاقصاء والتهميش وتغييب صوت القواعد الفتحاوية، بضرورة التصدي لمؤامرات المتنفذين في الحركة والتوحد في مواجهة الأخطار المقبلة.
الرئيس الذي أعلن اليوم انعقاد مؤتمره الإقصائي السابع، بدلاً من دعوة معارضيه للحوار والعمل على وحدة حركة فتح العريقة ولم شملها، طالبهم أن «يصطفلوا»! فجاء الرد قويًا: «إن غدًا لناظره قريب .. فالنصر صبر ساعة، واللي مش عاجبه يصطفل»..
«انتهت السكرة وجاءت الفكرة».. أيام قليلة ويفيق الفتحاويون من سكرتهم ليكتشفوا حجم الكارثة التي شاركوا بها على حساب رفقائهم، فليس ببعيد عن رئيس انتخب نفسه اليوم رئيسًا للحركة بالإجماع! أن يجعل أحدهم من المغضوب عليهم في ليلة وضحاها.