أخر الأخبار
مندوبا عن الملك.. الملقي يفتتح المفاعل النووي
مندوبا عن الملك.. الملقي يفتتح المفاعل النووي

عمان - الكاشف نيوز : مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، افتتح رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي صباح أمس بحضور سمو الاميرة سمية بنت الحسن وعدد من الوزراء والنواب والأعيان وسفراء دول صديقة وشقيقة وممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وحشد من العلماء والمتخصصين في الطاقة الذرية، المفاعل النووي الأردني للبحوث والتدريب في حرم جامعة العلوم والتكنولوجيا.
وقال رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية الدكتور خالد طوقان في كلمة ألقاها في حفل الافتتاح، «أن هيئة الطاقة الذرية الأردنية باشرت منذ مطلع عام (2008) بتنفيذ مشاريع البرنامج النووي الأردني ومن ضمنها إنشاء وتشغيل المفاعل النووي الأردني للبحوث والتدريب الذي أقيم في حرم جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية ونحتفل اليوم بافتتاحه برعاية ملكية سامية».

وأضاف طوقان إن المفاعل النووي الأردني للبحوث والتدريب يعد من أكثر المفاعلات تطوراً في المنطقة العربية وأحدثها وسيكون نقطة ارتكاز رئيسية لمركز وطني للبحوث والتكنولوجيا النووية لتأهيل وتدريب المهندسين والمختصين في مختلف مجالات الهندسة والتقنيات النووية، وخاصة طلبة قسم الهندسة النووية في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، بالاضافة إلى استخدام المفاعل في التعليم والتدريب والبحوث النيوترونية المتقدمة، وسيكون انتاج النظائر الطبية المشعة من أولويات عمله، وإن الهيئة قامت بعقد اتفاق تعاون مشترك مع الخدمات الطبية الملكية للعمل سوياً في إنتاج هذه النظائر انطلاقا من مبدأ استثمار الخبرة العريقة التراكمية لدى الخدمات الطبية الملكية في هذا المجال.
وأضاف طوقان، «نحتفل بافتتاح هذا الصرح العلمي الكبير إيذانا بالمباشرة الرسمية باستخدامه واستلامه من الجانب الكوري ليشرف الطاقم الأردني على إدارته وتشغيله بالكامل».
وقال طوقان «إننا في هيئة الطاقة الذرية الأردنية متفائلون بمستقبل هذا البلد الطيب بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ودعمه المتواصل لعمليات التطوير والتقدم العلمي والتكنولوجي النوعي»، مشيرا الى ان البرنامج أصبح واقعا ملموسا بجهد المخلصين من أبناء هذا الوطن بافتتاح هذا المفاعل البحثي المتعدد الأغراض كمصدر نيوتروني ذي فيض عالي.
وألقى وزير العلوم وتكنولوجيا المعلومات والتخطيط لجمهورية كوريا الدكتور يانغ هي تشوي، هنأ فيها الأردن بمناسبة افتتاح أول مفاعل نووي بحثي فيه، مستعرضا تاريخ التعاون بين البلدين الشقيقين الذي يمتد إلى زمن بعيد برهن خلاله البلدان على عمق الصداقة بينهما ومتانتها وديمومتها بالإضافة إلى الجوانب الاقتصادية، وقال إن هذه العلاقة نشأت بين البلدين منذ عام (1962) وتطورت تطورا استثنائيا وفي عام (1970) بدأت العلاقات الاقتصادية في مجال الإنشاءات الصناعية واليوم تتطور لتشمل حقول إنتاج الطاقة الكهربائية والسيارات والبيتروكيمائية.
وقال إن العلاقة بين البلدين لم تقتصر على التبادل التجاري على البضائع والمواد الأولية بلد تمددت إلى مجالات التعاون في الموارد البشرية وتطويرها وإن هاذان البلدان يسيران بخطى ثابتة نحو آفاق جديدة من التعاون في الإنماء التقني وتبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا والمعلومات.
وأضاف إن نجاح كوريا بامتلاك ناصية التكنولوجيا والاعتماد على الذات جاء بسبب الدعم المستمر من الحكومة الكورية لمجالات البحوث والتطوير وخاصة البحوث النووية وتقنياتها مما أهلها أن تحتل المرتبة الأولى ضمن اهتمامات الدولة في هذا المجال.
وقال إن المفاعلات النووية البحثية تؤدي أغراضا عديدة لا تقف عند البحث فقط بل تتعداها إلى مختلف نواحي التطوير النووي والتقنات النووية التي تسهم كحجر أساس في تطوير الصناعة النووية والطب النووي وصناعة أشباه الموصلات التي تستخدم في الصناعة الالكترونية وغيرها من الاستخدامات المتعددة،
معربا عن ثقته التامة بأن المفاعل النووي البحثي الأردني للبحوث والتدريب سيصبح مركزا متميزا في المجالات التي أوجد من أجلها وعلى مستوى الشرق الأوسط.
وقال إن حكومة كوريا عملت وستظل تعمل على استمرار الدعم المتواصل لضمان استمرار التشغيل الآمن المستمر لهذا المفاعل وسنبقى الشريك الأمين والمؤتمن لتحقيق أهداف الأردن في بناء قدراته في كافة المجالات النووية ومنها إنتاج الطاقة الكهربائية من مصادرها النووية.
وفي نهاية الاحتفال سلّم رئيس الوزراء الدروع التقديرية لرئيس المعهد الكوري لبحوث الطاقة الذرية (KAERI) الدكتور جونغ كيونغ كيم والنائب الأول للمدير العام والمدير المالي لشركة دايو (DAEWOO) كيونغ نيك ريم.
وكان رئيس الوزراء ومرافقيه قد جالوا على أقسام المفاعل النووي للبحوث والتدريب واستمع إلى شروح مفصلة من قبل رؤساء أقسام المفاعل.
وأبدى الملقي إعجابه الشديد بهذا الإنجاز الوطني ناقلا تحيات جلالة الملك إلى كافة العاملين في هذا الصرح الوطني المميز.
وفي تصريح خاص لـ«الدستور» قال طوقان ان المفاعل يمثل حجر الأساس للمركز الأردني للبحوث النووية في جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردينة وسيكون اللبنة الأساسية للعلوم والتكنولوجيا النووية في الأردن بتوفيره منصة قوية للتدريب والبحث العلمي لطلبة الهندسة النووية والعلوم النووية الأخرى إضافة للمهندسين والفنيين لتشغيل المفاعلات النووية وصيانتها وتطويرها، كما سيتم الاستفادة منه في إنتاج النظائر المشعة لدعم التطبيقات النووية في مجالات الطب والزراعة والمياه والصناعة على مستوى المملكة، إضافة إلى استخدامه في إجراء البحوث العلمية لتوفيره الإمكانيات في مجال علوم الفيزياء والكيمياء والأحياء والجيولوجيا والبيئة والآثار وغيرها وأن هذا المفاعل متعدد الأغراض بقدرة تبلغ (5) ميجاواط قابلة للزيادة إلى (10) ميجاواط وسيكون هناك (3) مرافق لإنتاج النظائر المشعة اليود (131-I) والأيريديوم (192-Ir) والموليدينوم (99-Mo) باستخدام التنشيط النيوتروني وستكون عاملة عند تاريخ بدء التشغيل وكذلك سيكون تحميل الأهداف وتنزيلها في أثناء التشغيل ممكناً لكل من الأيريديوم (192-Ir) والموليدينوم (99-Mo) وأنه تم البدء بوضع خطة تجارية للمفاعل تشمل تسويق النظائر المشعة من خلال تحديد حاجة السوق المحلي بالإضافة إلى إجراء إحصائية خاصة من النظائر المشعة المستوردة وتشمل كمية النظائر المستوردة والنوعية وبلد المنشأ والأسعار.
واكد على قدرة الإنتاج للمفاعل من النظائر المشعة حسب البيانات والجداول المعلنة من قبل هيئة الطاقة الذرية، لافتاً إلى أن نسبة الإنجازات لمجمل فعاليات وأنشطة هذا المشروع الوطني بامتياز بلغت (95%) نهايات العام الماضي وفي بداية شهر نيسان من العام الجاري منح الترخيص الخاص للتشغيل لهذا المفاعل من هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن الأردنية المخولة بإصدار تراخيص الإنشاء والتشغيل بعد استكمال تركيب معظم المعدات والأنظمة لهذا المفاعل وفحصها وإدخالها الخدمة.
وأضاف طوقان إن ما يميز هذا العمل بأن هذا المفاعل أول صرح نووي يصل إلى الدرجة الحرجة بعد المنظومة النووية دون الحرجة التي تم تشغيلها في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية عام (2013).
وبين طوقان لـ«الدستور» الأهداف الرئيسية للخطة الإستراتيجية لهذا المفاعل لأربع سنوات المقبلة والمتمثلة في التعليم والتدريب لدعم برامج الهندسة النووية وتشغيل المفاعلات النووية تحليل التنشيط النيوتروني، إنتاج النظائر المشعة (131-I) (192-Ir) (99-) وغيرها للتطبيقات الطبية الصناعية، وتطبيقات الأشعة النيوترونية لما فيها الفحص غير ألإتلافي (التصوير الشعاعي النيوتروني) والتشتت النيوتروني والحيود النيوتروني، التطعيم التحويلي النيوتروني (تطعيم السيلكون).