عمان - الكاشف نيوز : دعا نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات وزير التربية والتعليم الدكتور محمد ذنيبات الى عدم ترك الأردن، كدولة محدود الموارد، وحيدا في مواجهة آثار الأزمة السورية في مجال التعليم، وتقديم الدعم المطلوب له ليتمكن من القيام بهذا الواجب الإنساني وتقديم خدمات تعليمية نوعية لأطفال الأردن والأطفال السوريين وغيرهم ممن يتلقون تعليما مع أبنائنا.
وقال الدكتور الذنيبات في كلمته الافتتاحية على هامش انطلاق اعمال المؤتمر العاشر لوزراء التربية والتعليم العرب في البحر الميت امس الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم» الالكسو» بمشاركة 18 دولة وعدد من المنظمات الدولية والعربية والاقليمية ان الاردن يستقبل في مدارسه طلبة من 85 جنسية مختلفة 75 من طلبتها على مقاعد الدراسة في المدارس الحكومية، بينهم نحو 165 الف طالب سوري، فيما تضطر الوزارة نتيجة لذلك لطباعة اعداد كبيرة من الكتب المدرسية بشكل متكرر وتعيين المزيد من المعلمين بين الفصلين.
ويناقش المؤتمر سبل الارتقاء بمخرجات التعليم العام العربي وتطويره وتسهيل انتقال الطلاب وتبادل الشهادات في مراحل التعليم العام العربي، ومتابعة التطور في مجالات التعليم العام في الوطن العربي.
كما يبحث المؤتمر تقويم الامتحانات العامة في الوطن العربي وتطويرها، ومناقشة واقع التعليم العام في الوطن العربي وسبل تطويره، وتوحيد السلم التعليمي في الدول العربية، بالاضافة إلى بحث تطور التعليم في الدول العربية.
ونقل نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات، في كلمته تحيات جلالة الملك عبد الله الثاني للمشاركين فيه وتمنيات جلالته بنجاح المؤتمر.
ورحب الدكتور الذنيبات بالاشقاء العرب في الاردن بلد التسامح والحوار والامن والامان وبلد المعرفة والعلم المبني على الحقائق وبلد العرب جميعا، مبينا ان الاردن فتح ذراعية وقلبه لاشقائه العرب في كل ازمة يمرون بها.
وقال ان المؤتمر ينعقد في ظل تحديات وازمات كبيرة تواجه امتنا العربية، وان التعليم هو اكبر تحد يواجه الانسان، مبينا في هذا الاطار ان الامة المتعلمة تستحق ان تكون في الصدارة ولا تقوم الا بالعلم والمعرفة.
وعبر الدكتور الذنيبات، عن امله بان تنسجم قرارات وتوصيات المؤتمر مع التحديات التي تواجه امتنا العربية، والخروج بتوصيات قابلة للتنفيذ وتنهض بامتنا وتدفع بها للامام في الركب العلمي.
وقال « اننا في الاردن وانطلاقا من إيماننا المطلق بالتعليم كحق أساسي لكل طفل وباعتباره خدمة عالمية، فتحنا مدارسنا للأطفال السوريين وغيرهم من المقيمين على الأراضي الأردنية بغض النظر عن جنسياتهم وأسباب قدومهم إلى الأردن»، معتبرا أن الأردن يقوم بخدمة إنسانية جليلة في هذا المجال نيابة عن المجتمع الدولي.
واضاف ان الاردن فتح 200 مدرسة على نظام الفترتين لاستقبال الطلبة اللاجئين، في وقت عملت فيه المدارس النظامية في الفترة الصباحية على استقبال الطلبة اللاجئين خلال السنوات الماضية، مبينا ان ازمة اللجوء السوري تسببت بضغط كببر على المرافق المدرسية، وان هذه التحديات وما يرافقها من عائق مالي لن تقف امام التزام الاردن في تقديم خدمة التعليم كحق لكل طفل يعيش على الارض الاردنية.
من جهته، اكد مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم « الالكسو» الدكتور عبدالله المحارب، ان هذا المؤتمر يحظى باهمية خاصة بين سلسلة المؤتمرات الوزارية التي درجت «الالكسو» على تنظيمها لما تمثله موضوعاتها الرئيسة المتعلقة بتنظيم مراحل التعليم وتطوير نظم التقويم والامتحانات من اهمية بالغة في تطوير التعليم وتحديثه.
واشار المحارب الى الظرف التاريخي الدقيق الذي يمر به الوطن العربي وما يشكله من خطورة داهمة على استقراره وهويته ومستقبله الامر الذي يجعل فعاليات المؤتمر بمثابة خلية رفيعة المستوى لادارة ازمة التعليم.
وقال المحارب ان اهداف التنمية المستدامة للامم المتحدة 2030 تنطلق من كون التعليم والثقافة هما العاملان الحاسمان في صراعنا من اجل البقاء والخروج من الواقع المأزوم ومواصلة النمو المستدام وهي الرؤية التي تعكس حرصنا على ان نكون شركاء في التحالف الاممي من اجل التنمية المستدامة في اطار ترتيبنا الخاص لاولوياتنا وادورانا التي نستطيع ان نقوم بها.
من جهته، اكد ممثل وزير التربية والتعليم العراقي رئيس المؤتمر التاسع، الدكتور حسنين معلة، ان فلسفة التربية تتمحور حول هدف نبيل عنوانها صياغة الانسان الصالح، حيث ان التربية الهادفة والواعدة الواعية توصل الى بر الامن والاخاء والتكامل والقيم الخالدة، فيما اثنى على الجهود الاردنية لخدمة العمل العربي المشترك.
بدوره، اكد ممثل جامعة الدول العربية وليد عبد الحميد، ان دراسة احوال التعليم ووسائل تطوره وتحديثه لملاحقة التطورات والتغيرات المتسارعة في الوطن العربي تعد احدى الاولويات الاساسية في عمل الجامعة.
وقال ان تطوير التعليم لا يمكن ان يكون بمعزل عن الاهتمام بالمعلم وتدريبه على اساليب التدريس الحديثة والتركيز على البحث العلمي والتعليم الفني باعتبارهما من الدعائم الاساسية للتنمية الاقتصادية في كافة الدول وتؤثر بشكل مباشر على اداء القطاعات الانتاجية والخدمية والحياة الاجتماعية.
واعتبر عبد الحميد ان العجز المعرفي في مجال التكنولوجيا يعد احد المعوقات الرئيسة لعملية التنمية والتطوير المجتمعي، مبينا اهمية التقويم لتطوير العملية التعليمية، باعتباره جهاز تحكم في المنظومة التعليمية وبوصلتها التي تحدد المسار والاتجاه الصحيح.
كما اكد مدير مكتب اليونسكو الاقليمي في بيروت الدكتور حمد بن سيف الهمامي، اهمية انعقاد المؤتمر بالتزامن مع البدء في تنفيذ اهداف التنمية المستدامة للامم المتحدة 2030 ومن بينها التعليم .
واعتبر الهمامي ان التعليم بحسب الاهداف الاممية يعد حجر الاساس لتحقيق جميع الاهداف التنموية المرجوة والمؤمل ان تسهم في مجملها في القضاء على الفقر بجميع اشكاله ومكافحة عدم المساواة ومعالجة التغيير المناخي ووضع حد للبطالة وتحسين الاوضاع المعيشية للجميع.
ودعا الهمامي الى متابعة الجهود الرامية لتحقيق اهداف التنمية المستدامة للارتقاء بالدور المرجو من التعليم، مشيرا الى مبادرة اطلقتها اليونسكو حول « اعادة النظر بالتربية والتعليم».
من جهته، طرح ممثل المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة «ايسيسكو»، الدكتور عبيد سيف الهاجري، رؤية المنظمة الجديدة المتمثلة باقرار استراتيجية لتطوير التربية والتعليم في العالم الاسلامي، تركز على الجدة والجودة كخارطة طريق نحو ضمان الحوكمة الرشيدة.
وقال ان القواسم المشتركة بين استراتيجية «الايسيسكو» حول تطوير التربية والوثيقة المعروضة في المؤتمر لاصلاح التعليم العام في الوطن العربي، تؤكد وجود تقارب منهجي بين الرؤية التربوية المتناسقة والمضامين التعليمية المعمقة والاهداف المنشودة بين الطرفين.
واشار الى ان اصلاح المنظومة التعليمية يمر عبر تقويم الامتحانات، وانها ليست منفصلة عن الاجراءات التطبيقية والمراحل الانتقالية، ولكنها عملية تراكمية تتداخل فيها عوامل وعناصر مختلفة.
واعبتر ممثل مكتب التربية لدول الخليج الدكتور عبد السلام الجوفي، ان الامتحانات وبدل ان تكون أداة للتقويم وطريقًا للتطوير، أصبحت اليوم بحاجة للتقويم والتطوير، لنقف بها على الطريق الصحيح، وتكون صالحةً وفاعلةً في القياس والتقويم، وتصبح التغذية الراجعة منها مرجعيةً تفيد في صناعة القرار التربوي، وأداة ناجعة في تطوير مختلف جوانب العملية التعليمية .
وبين ان مكتب التربية العربي لدول الخليج، يتابع باهتمام المحاولاتِ الجادةَ والجهودَ المبذولةَ التي تقوم بها وزاراتُ التربية والتعليم العربية، والجهاتُ المختصة في بلدان العالم العربي، لتطوير أدواتِ ووسائل القياس والتقويم ، ليعود للامتحانات بصفة خاصة، وللتقويم بصفة عامة المكانة اللائقة بهما في أنظمتنا التعليمية.
واكد الدكتور الجوفي استعداد المكتب للعمل مع المنظمة العربية والتنسيق معها ووضع كافة امكانياته وخبراته في خدمة الدول الأعضاء وبخاصة واننا أمام تحديات تحقيق أهداف التنمية المستدامة (2030) وما يتعلق بالتعليم منها.
بدوره، اعلن مدير البنى التحتية والتنمية البشرية في البنك الاسلامي للتنمية الدكتور وليد عبد الوهاب عن مبادرة اطلقها البنك بالشراكة مع البنك الدولي حول» التعليم من اجل التنافسية» والتي تستند الى التعليم المقترن بخلق فرص العمل كاداة فعالة ومستدامة لاخراج الاف الاشخاص من دائرة الفقر.
وتهدف المبادرة بحسب الدكتور عبد الوهاب، الى تحديد السبل الكفيلة بتكوين رأسمال بشري يعزز التنافسية وكذلك فعالية التربية والتعليم وتنمية المهارات، فيما ترتكز هذه المبادرة على ثلاثة محاور هي : التعليم مدى الحياة، التعليم من اجل التنافسية، والتعليم من اجل التحول الاقتصادي والاجتماعي.
وستنفذ المبادرة بحسب الدكتور عبد الوهاب على مدى ثلاث سنوات بكلفة مالية تقدر بنحو 500 مليون دولار تمول من موارد البنك الاسلامي للتنمية والبنك الدولي وشركاء اخرين، مؤكدا استعداد هذه الجهات لاقامة شراكة طويلة الامد مع الدول العربية من اجل تعليم نوعي يستجيب لمتطلبات سوق العمل ويساهم في تعزيز تنافسية اقتصاديات الدول العربية على المستويين الاقليمي والعربي.