أخر الأخبار
«الرجوب» يكشف خطيئة عباس: رفضنا استخدام السلاح ضد الاحتلال بانتفاضة الأقصى
«الرجوب» يكشف خطيئة عباس: رفضنا استخدام السلاح ضد الاحتلال بانتفاضة الأقصى

رام الله- الكاشف نيوز: ظهر اليوم الجمعة، جبريل الرجوب، في اول إطلالة إعلامية له، بعد –انتخابه- عضوًا في مركزية حركة «فتح» في «مؤتمر المقاطعة»، مع موقع «واللا» العبري، ليعلن فيها عن مواقفه السياسية والوريث لعباس، متحدثًا باللغة «العبرية».

أجري اللقاء الصحفي الإسرائيلي، آفي ساخروف، الذي كتب مقدمة للحوار المنشور في الموقع العبري جاء فيها:

بعد سنوات طوال من تأبينه سياسيًا، «الحصان الميت» يتحول لثاني أقوى رجل في حركة«فتح» بعد أبو مازن، ويبدو أنه سيكون وريثه في رئاسة السلطة الفلسطينية.

يقول الرجوب: "أحلم بيوم يختم لي جواز سفري ضابط فلسطيني".

الجملة التي سمعتها كثيرًا وكثيرًا من الرجوب – أحد اقوى الرجال اليوم في السلطة الفلسطينية – خلال حواري معه هي : " دعنا نتغاضي عن الماضي. لماذا ننبش في الجروح القديمة؟

الرجوب، أبو رامي، البالغ من العمر 63 عامًا قال هذه الجملة عندما تطرقنا للحديث عن كل الأحداث الدراماتيكية المرتبطة بعلاقته مع إسرائيل والتي وقعت في الفترة ما بين عام 1960 وحتى بداية العقد الماضي.

بدءًا من الأعمال التخريبية التي كان مسؤولًا عنها في شبابه، وانتهاء بنقل جثمان الجندي مدحت يوسف من مقابر يوسف بواسطة القوات الفلسطينية، حينها كان الرجوب قائد الأمن الوقائي في الضفة الغربية.

استخدام السلاح ضد إسرائيل سبب لنا أضرارا كبيرة

الرجوب اليوم هو رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطينية، ولد في 1953 في قرية الدورة بالخليل، وهو الأخ الأكبر لـ 13 شقيقا وشقيقة.

كان تلميذا متميزا في دراسته، وقبض عليه في سن الخامسة عشرة من قبل القوات الاسرائيلية بسبب مساعدته لجنود مصريين جاؤوا للمنطقة. وفي السجن التقى بالأب الروحي للأسرى الفلسطينيين وأحد كبار رجال حركة فتح أبو علي شاهين، الذي ربى أجيالا من الأسرى الفلسطينيين في السجن الإسرائيلي، وبالتحديد في التعريف بأهمية معرفة العدو الصهيوني ولغته.

وبعد أربعة أشهر تم إطلاق سراح الرجوب، وانضم لمجموعة سرية لحركة فتح والتي كانت تقوم ببعض العمليات في المنطقة.

"أصبحت مقاتلا" يقول الرجوب. لقد دربونا على استخدام السلاح.

وفي نهاية 1970 ألقي القبض مرة أخرى على الرجوب، ولكن هذه المرة بتهمة التورط في إلقاء قنبلة يدوية على جنود إسرائيليين ( لكن - يقول الرجوب مجددا– دعك من هذا لماذا تنبش في الجروح القديمة ) وفي هذه المرة حكم عليه بالسجن 15 عاما، كان وقتها في السابعة عشرة من عمره.

تعلمت في السجن اللغتين العبرية والانجليزية، ألفت كتابين، ترجمت كتاب مناحم بيجين "التمرد" إلى العربية.

تعلمت تاريخكم، قرأت عن التوراة والتوراة الشفوية وعن الربي عقيفا، وبالطبع عن كل ما هو مرتبط بالحركة الصهيونية. في هذه السنوات رافقت في السجن كبار الأسرى مثل مروان البرغوثي، قدورة فارس، حسين الشيخ وآخرين. حتى تم إطلاق سراحه في 1985 ضمن صفقة جبريل المعروفة.

وخلال سنتين تقريبًا دخل السجن وخرج في اعتقالات إدارية، وفي 1987 تزوج من هبة، زوجته وأم أولاده الأربعة. وفي 13 يناير 1988 تم نفيه إلى لبنان. ومن هناك انتقل إلى تونس، وتم تعيينه مستشارا مقربا لياسر عرفات لشؤون الأراضي المحتلة. وفي 1994 عاد إلى الضفة الغربية مع عودة السلطة الفلسطينية، ولكن هذه المرة كقائد لفرقة الأمن الوقائي، الجهاز الأمني الأقوى في الأراضي المحتلة.

كنت ضد استخدام السلاح ضد إسرائيل في انتفاضة الأقصى، كنت أنا وأبو مازن الوحيدين اللذين عارضا استخدام العنف أو العمليات التخريبية. اعتقدت وقتها ولا أزال أؤمن بذلك أن هذا قد سبب لنا أضرارا كبيرة. أنا مع المقاومة الشعبية ويجب أن نعمل ضد الاحتلال لكن بدون عمليات تخريبية أو استخدام للسلاح.

المحاور: أي وجه من جبريل الرجوب يجب أن يصدق الإسرائيليون؟ هل هذا الذي قال أنه لو كانت للفلسطينيين قنبلة نووية لألقيناها على إسرائيل؟ أم هذا الذي يقول أنه ضد الأعمال العدائية ضد إسرائيل ؟

الرجوب: لا، لم أقل هذا. ما قلته هو : أنه قبل اتفاقية أوسلو كنا في حرب وكان كل شيء مباحا ، وإذا كان لأحدنا قنبلة نووية كان سيستخدمها ضد إسرائيل. لكن منذ توقيعنا على اتفاقية أوسلو تغير كل شيء وانتهى هذا. كل هذه الادعاءات هي تحريض ضدي وحماقات. لم أقل هذا ولا أنوي أن أقول شيئا كهذا.

المحاور: إذا لماذا تقول أن هؤلاء الذين يطعنون الإسرائيليين بالسكاكين شهداء؟

من ناحيتنا كل من يموت وهو يقاتل ضد الاحتلال، وقتل نتيجة لذلك هو شهيد. نحن نوقره، ولا نتجاهل حقيقة أنه فعل ذلك من أجل الشعب الفلسطيني. هو ضحى بدمه وبحياته.

الرجوب معروف بعلاقاته المميزة في إسرائيل، في أوساط السياسيين من اليسار، وأعضاء كنيست يهود وعرب، وأيضا رجال أعمال. معارفه في الأوساط السياسية الإسرائيلية تذكرك بالصحفيين الدبلوماسيين في إسرائيل. أثناء إجراء هذا الحوار استقبل الرجوب عدة مكالمات هاتفية بعضها من أصدقاء ومعارف إسرائيليين.

سألني الرجوب: هل تعرف مطعم الكبيبة في أور يهودا؟ إنهم يصنعون الكبيبة رقم واحد في العالم.

المحاور: إذا قل لي ، ألم تياس من حل الدولتين؟

يجب على الإسرائيليين أن يفهموا أنه ليس هناك حل آخر سوى إقامة دولة فلسطينية. أما عني فليس لي أي خطة شخصية أخرى أسعى إليها. فقط الدولة. لقد قضيت 17 عاما في سجون إسرائيل، ضحيت بكل شيء، وسأفعل كل شيء من أجل أن يوقع جواز سفري وأنا مسافر للخارج ضابط فلسطيني وليس الاحتلال العنصري. هذا هو حلمي وهذا ما سأقاتل من أجله. لا تهمني كثيرا الصفات التي توصمونني بها "معتدل" " متشدد" . أنا مؤمن بحل إقامة دولة فلسطينية ومتشدد حيال ذلك.

الرجوب يحاول أن يبتعد عن وصف " الوريث".

في كل محاولاتي للحديث عن هذا الموضوع اصطدمت بتهرب من السياسي المخضرم . لكنه قال: " مروان هو صديق ومن أجلنا جميعا كان وسيظل رمزا قوميا. أنا لا أرى في نفسي رقم اثنين أو عشرين حتى. أنا أعمل وفق المقعد الذي انتخبوني لأجله. ابو مازن هو الوحيد من وجهة نظري الذي يدير فتح والشعب الفلسطيني، وهنا لا يوجد رقم اثنان أو ثلاثة بعده ... كلنا من خلفه.

لكن ما الذي سيحدث فيما بعد ؟

ليس مهما من سينتخب وقتها. المهم هو أن هناك الآن زعيم صاحب تأييد. هو صاحب منصب منتخب. الأقوال بصيغة من سيأتي بعد ؟ أو ما على شاكلتها ليست من ثقافتي.

أبو مازن انتخب مجددا لرئاسة فتح، وأنا أتمنى أن يفهم الجمهور في إسرائيل وكل من يؤمن بالسلام رسالة حركة فتح حين انتخبت رئيسا مقتنع برأيه لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.