×

دبي-الكاشف نيوز: اعتبرت صحيفة "الخليج" الاماراتية في عددها اليوم الخميس، أن "مضمون مسلسل الكرتون "توم آند جيري" المشهور، يتطابق مع حال حركة "حماس" وحركة "فتح" من حيث حبكة المسلسل وأساليب الاحتيال والمراوغة بين القط توم والفأر جيري على مدى حلقاته ال 161، وأحياناً يتفوق قادة الحركتين من حيث ممارسة الألاعيب السياسية التي يمارسونها والمواقف التي تثير البكاء أكثر من الضحك، على توم وجيري"، مشيرةً إلى أن "مسلسل "توم آند جيري" نجح في أن يحصد عدة جوائز أوسكار، لكن "حماس" و"فتح" نجحتا في أن تحصدا جائزة الخيبة والفشل على مدى سنوات القطيعة بينهما، وتُبددا آمالاً عريضة للشعب الفلسطيني في التوحد واستنفار إمكاناته العظيمة في مواجهة أعتى عدوان تعرّض له شعب من الشعوب، من خلال ممارسات عنصرية وتوسعية لا مثيل، بهدف تصفية القضية الفلسطينية وشعبها".

ولفتت إلى أنه "منذ وضعت حركة "حماس" يدها على قطاع غزة العام 2007، دخلت القضية الفلسطينية منعرجاً خطراً بتحوّل الصراع مع العدو الصهيوني إلى صراع على السلطة، وأخذ كل جهة تغلّف مواقفها بالأضاليل التي تدعي الدفاع عن القضية وأنه هو وحده المؤتمن عليها وفشلت كل محاولات لمّ الشمل التي بذلها أكثر من جهة عربية لأن المضمر بين الجهتين كان يتناقض مع المعلن، واتضح أنهما يضعان مصالحهما الفصائلية والشخصية والفئوية فوق أية مصلحة أخرى، إلى درجة أن المواطن الفلسطيني بدأ يدرك أن من فرض نفسه قيّماً على القضية ومؤتمناً عليها هو الذي يفرّط بها ويعمل على تحويلها إلى ملكية شخصية يتصرّف بها كما يشاء".

وأشارت إلى أن "الجهتين عمدت إلى تحويل الشعب الواحد إلى شعبين، والأرض الواحدة إلى أرضين، وصارا يفرضان الشروط المستحيلة على بعضهما لإبقاء الانقسام بين شطري الوطن، كي يحافظ كل منهما على ما بين يديه من سلطة ومكاسب فيما هما محاصران براً وبحراً وجواً إلى حد أن العدو الإسرائيلي يتحكّم بلقمة العيش وشربة الماء، ثم يدّعيان أنهما أصحاب سلطة"، لافتةً إلى أن "استمراراً لمسلسل توم آند جيري الفلسطيني للتهرّب من استحقاق المصالحة والوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام الكارثي الحاصل بين شطري الوطن، فقد طلع علينا مؤخراً نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" موسى أبو مرزوق بفتوى يدعو فيها إلى قيام فيدرالية بين قطاع غزة والضفة الغربية، ثم عاد وتملّص منها مدعياً أنه تم استنتاج ما قاله بشكل خاطئ، وكأن الذين قرأوا ما قاله ينقصهم الفهم والإدراك وتعوزهم الفطنة السياسية".

وأفادت الصحيفة أن "الدعوة إلى الفيدرالية تعني تحقيق ما يسعى إليه الاحتلال من تكريس الانقسام الفلسطيني، وتعني الخروج على الثوابت الفلسطينية في حق تقرير المصير وعودة اللاجئين، ونسف فكرة قيام الدولة الفلسطينية، وتعني فوق ذلك انفصال القطاع عن الضفة"، متسائلة "أية فيدرالية هذه التي تراود ذهن أبو مرزوق؟ هي لن تكون أكثر من فيدرالية "توم آند جيري" الوهمية، ربما غاب عن ذهن أبو مرزوق أنه تم التوقف منذ زمن بعيد عن إنتاج مسلسل "توم آند جيري" الحقيقي، لكن يبدو أن المسلسل الفلسطيني ما زال قيد العرض".