القدس المحتلة-الكاشف نيوز: دانت ما تسمى المحكمة العسكرية «الإسرائيلية» الخاصة المنعقدة، أمس، في مقر قيادة جيش الحرب «الإسرائيلي» وسط ««تل أبيب»» الجندي الصهيوني المدعو «اليؤور أزاريا» الذي كان ضمن قوات الاحتلال المسيطرة على مدينة الخليل المحتلة بجريمة القتل غير العمد لجريح فلسطيني لم يكن يشكل أي خطر، فيما أكدت عائلة الشهيد أنها ستتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة الاحتلال على جريمته، بينما دانت السلطة الفلسطينية المحاكمة «الهزلية».
وقررت المحكمة إدانة هذا القاتل بتهمة القتل غير العمد، وهي إدانة هزيلة لا ترقى إلى مستوى الجريمة، بعد أن ثبت إطلاقه النار مباشرة على الشهيد الفلسطيني عبد الفتاح الشريف الذي أطلقت عليه قوات الاحتلال النار في مارس/ آذار عام 2016 بحجة محاولته طعن جنود تابعين لهذه القوات.
وأظهر فيلم فيديو نشره موقع منظمة «بيتسيلم» الحقوقية «الإسرائيلية» هذا الجندي وهو يتقدم نحو «الشريف» الذي كان ملقى على الأرض دون حراك مصاباً برصاص الاحتلال وأجهز عليه برصاصات مباشرة أطلقها على رأسه ما شكل أول حالة إعدام يجري توثيقها بالصوت والصورة ورغم ذلك أدانته المحكمة بالقتل غير العمد وذلك كونه لم يخطط لهذه الجريمة حسب تعبير القضاة.
في الأثناء، قال المتحدث باسم عائلة الشهيد عبد الفتاح الشريف إن العائلة ستتوجه لمحكمة الجنايات الدولية لمحاكمة الجندي «الإسرائيلي»، الذي قتله بدم بارد، وأضاف: «ردنا كعائلة على المحاكمة الصورية لقاتل ابننا، هي محاكمة هزلية، كبقية محاكمات الجرائم التي ارتكبها جنود الاحتلال ومستوطنوه بحق أبنائنا».
من جانبه، قال أمجد النجار مدير نادي الأسير في محافظة الخليل: «ليكن عام 2017 عام جر قادة وجنود الاحتلال للمحاكم الدولية لمحاكمتهم على جرائمهم التي ارتكبت بحق أبناء الشعب الفلسطيني»، وطالب النجار بتشكيل لجنة لحماية عماد أبو شمسية الذي وثق بالفيديو عملية إعدام الشريف في حي تل أرميدة وسط الخليل.
وانتقدت وزارة الخارجية الفلسطينية المحاكمة الهزلية للجندي. وجاء في بيان الوزارة أن هناك حاجة لمحاكمة سلطة الاحتلال بأكملها التي تسعى للتحريض ضد الفلسطينيين وتقترف عشرات الجرائم ضدهم وليس حكم إدانة لجندي واحد.
وفي تعقيبه على محاكمة الجندي اليؤور أزاريا قال النائب أيمن عودة رئيس القائمة العربية المشتركة في «الكنيست»: إن الفرق الأساسي في هذه القضية هو وجود الكاميرا التي وثّقت الجريمة وذلك بفضل جمعية «بيتسيلم»، ولكن توجد مئات الجرائم المشابهة، وكل هذه الجرائم هي بنات شرعية للجريمة الأكبر، الاحتلال.
وقال عودة: حكام «إسرائيل» هم مجرمو الاحتلال الذي أنتج قتلة أمثال أزاريا. قرار إدانة الجندي هو إدانة لنتنياهو ووزرائه الذين دعموا الجندي القاتل طوال سير المحكمة. وأكد عودة أن الجندي القاتل يجب أن يعاقب أقسى أنواع العقاب، ولكن المسؤولية العميقة تقع على حكام «إسرائيل» الذين يواصلون حكماً عسكرياً على شعب كامل.
وسُمعت هتافات في التظاهرة الداعمة للجندي أزاريا قاتل الشهيد الشريف تهدد قائد الجيش «الإسرائيلي» جابي ايزينكوت.
وقالت وزيرة الثقافة ميري ريغيف إن «هذه المحاكمة لم تكن واجبة أصلاً، وأضافت «اليؤور أزاريا هو ابننا، طفلنا».