موسكو-الكاشف نيوز: اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن التصريحات الصادرة عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تبعث نوعا من الأمل في حدوث تحركات إيجابية في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة.
وفي حديث أدلى به لمجلة "بروفيل" النمساوية الأحد 5 فبراير/شباط، أشار لافروف إلى أن موسكو تابعت عن كثب تصريحات الرئيس الأمريكي حيال العلاقات بين بلاده وروسيا، مؤكدا أن التدهور الذي شهدته العلاقات الروسية الأمريكية في السنوات الأخيرة ناجم عن ممارسات الإدارة الأمريكية السابقة المتعمدة في هذا الاتجاه.
وذكّر لافروف في هذه المناسبة بأن روسيا كانت منفتحة باستمرار على تطوير العلاقات مع الجانب الأمريكي وبلورة علاقات للتعاون تقوم على مبادئ الندية والاحترام المتبادل والأخذ المشترك بمصالح البلدين.
ورغم ذلك، اعتبر وزير الخارجية الروسي أن الضرر الفادح الذي ألحقته إدارة أوباما بالعلاقات مع موسكو يتطلب بذل الجانبين جهودا جبارة لإعادة ترميمها، مؤكدا أنه من الصعوبة بمكان حتى الآن التكهن بالخطوات التي ستتخذها الإدارة الجمهورية الجديدة في الولايات المتحدة في جملة من القضايا ذات الأهمية بالنسبة إلى علاقات البلدين.
وأضاف: لا بد علينا في الوقت الراهن من التريث حتى يتكيف المسؤولون الرئيسيون الجدد مع مهام مناصبهم ويحددوا توجهات السياسة الخارجية الأمريكية ذات الأولوية، ليصار بذلك فقط إلى استخلاص الاستنتاجات اللازمة للمرحلة المقبلة.
وتابع يقول: نحن على يقين تام بأنه بوسعنا لدى توفر الاهتمام الروسي والأمريكي المشترك، السير قدما في تسوية القضايا الخلافية بين الجانبين والإسهام في تجاوز المشاكل الرئيسة التي تشهدها المرحلة، ناهيك عن الأهمية الخاصة للتعاون بين موسكو وواشنطن في مكافحة الإرهاب الدولي.
وعلى صعيد مستقبل التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين، أشار لافروف إلى طاقات كامنة كبرى في التعاون الروسي الأمريكي في ميادين الاقتصاد والابتكاريات والتكنولوجيا، معيدا إلى الأذهان رفض معظم الشركات الأمريكية الناشطة في روسيا إخلاء السوق الروسية المربحة رغم الضغوط والعقوبات التي مورست عليها من قبل إدارة باراك أوباما.
كما عاد لافروف ليجدد التأكيد على استحالة الإفادة من التعاون الثنائي بين البلدين وتصويب مسار العلاقات الثنائية وتطوير التبادلات الثقافية والإنسانية بينهما بمعزل عن التمسك التام والمطلق بمبادئ الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
لافروف: مرتاحون لما خلصت إليه مفاوضات السوريين في أستانا
وعلى صعيد التحركات الروسية والإقليمية الأخيرة على مسار التسوية السورية، أعرب لافروف عن ارتياح موسكو لما جاءت به مفاوضات أستانا يومي الـ23 والـ24 من الشهر الماضي، مؤكدا أنها مثلت خطوة نوعية جديدة في رفد جهود التسوية السورية.
ومضى يقول: مما ميز مفاوضات أستانا، جلوس ممثلي الحكومة والمعارضة المسلحة السوريين وللمرة الأولى منذ اندلاع النزاع السوري على طاولة واحدة، وذلك بعد نأي تام للمعارضة عن أي اتصال مع الحكومة وجميع العمليات المرتبطة بالتفاوض حول مستقبل سوريا.
وأشار إلى أنه ورغم تمسك الطرفين السوريين بمواقفهما المعروفة، إلا أنهما أبديا استعدادهما للحوار عبر الوسطاء أولا، وللاتصالات المباشرة كما يأمل الجميع لاحقا.
وأعاد الوزير الروسي إلى الأذهان البيان الصادر في ختام هذه المفاوضات عن رعاتها الثلاثة روسيا وتركيا وإيران، والذي أكد على التمسك بسيادة واستقلال سوريا ووحدة أراضيها بلدا ديمقراطيا متعدد الطوائف والإثنيات لا يقبل التقسيم الديني.
وذكّر كذلك بأن في مقدمة النقاط الهامة التي خرج بها البيان، تشديده على استحالة التسوية السورية بقوة السلاح، واندراجها ضمن الأطر السياسية حصرا، مع الالتزام بالتطبيق التام لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
وأفرد لافروف في بيان أستانا أيضا، التصميم الروسي والإيراني والتركي على مواصلة العمل المشترك في مكافحة تنظيمات "داعش"، و"جبهة النصرة"، التي صارت تطلق على نفسها "أحرار الشام"، وفصل الفصائل المعارضة السورية المسلحة عن هذه الزمر.