أخر الأخبار
وزيرا خارجية الأردن ومصر يتـفقان على ضرورة إنجاح قمة عمان
وزيرا خارجية الأردن ومصر يتـفقان على ضرورة إنجاح قمة عمان

عمان - الكاشف نيوز : اتفق الأردن ومصر على ضرورة انجاح القمة العربية المزمع عقدها في عمان  نهاية آذار المقبل، وأن يكون هناك جهود مشتركة مع بقية الأشقاء العرب من أجل أن تكون القمة محطة في جهد حقيقي للتعامل مع قضايانا المشتركة والارتقاء الى طموحات الشعوب في تقديم عمل عربي فاعل.
ونبه الأردن ومصر على لسان وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ونظيره المصري سامح شكري من خطر الارهاب الذي يمثل خطرا علينا جميعا، وضرورة التصدي له بشراكة حقيقية، وهناك تعاون ثنائي للتصدي لهذه الظاهرة، ذلك أن الخطر يستهدفنا جميعا ونؤمن أن الانتصار عليه يتطلب تنسيقا عسكريا وأمنيا، كما يتطلب ايضا جهدا فكريا ووضوحا في الرؤية للتصدي للفكر الظلامي.
وأكد الوزيران على أهمية زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني للولايات المتحدة الأميركية التي  شكلت فرصة لجلالته  للتعبير عن وجهة نظرنا ومواقفنا ازاء مختلف القضايا في بداية عهد الإدارة الأمريكية الجديدة، حيث عبّر جلالته عن مواقف الأردن فيما يتعلق بمجمل القضايا بما فيها القضية الفلسطينية وهي القضية الأساس بالنسبة لنا وسوريا والأوضاع في العراق وغيرها من القضايا الاقليمية.
جاء ذلك، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده الصفدي مع نظيره المصري   صباح أمس عقب مباحثات ثنائية أجراها الوزيران في مبنى وزارة الخارجية وشؤون المغتربين.
و أكد الصفدي أن العلاقات الأردنية المصرية علاقات تاريخية جذرتها عقود من التعاون الثنائي والحرص والعمل المشترك على خدمة مصالح البلدين والشعبين الشقيقين وخدمة قضايا أمتنا العربية والإسلامية، ويزيدها تجذرا في هذه المرحلة حرص جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس عبدالفتاح السيسي على زيادة وتمكين وتوسعة التعاون في شتى المجالات حيث  ان هناك آفاقا واسعة ومشرقة لزيادة التعاون بين بلدينا في مجالات متعددة اقتصاديا وتجاريا وثقافيا وفكريا وسياسيا، فضلا على وجود فهم مشترك لما نحتاج أن نقوم به في بناء الأمن والإستقرار والرخاء في منطقتنا بشكل عام.
وأضاف الصفدي أننا نواجه تحديات كثيرة مشتركة منها تحدي الإرهاب الذي يمثل خطرا علينا جميعا  ونتصدى له بشراكة حقيقية، وهناك تحدي حل الكثير من الأزمات التي تعصف بالمنطقة، وهناك فرص كثيرة للتعاون في تحقيق ما تطمح اليه شعوبنا من أمن ورخاء واستقرار اقتصادي.
وأشار الصفدي إلى أن المباحثات الثنائية تطرقت للقمة العربية، وقال «بحثنا القمة العربية والاستعدادات لعقدها، ونحن ايضا شركاء في هذا الجهد مع بقية الأشقاء العرب من أجل أن تكون القمة محطة في جهد حقيقي للتعامل مع قضايانا المشتركة والإرتقاء إلى طموحات شعوبنا في تقديم عمل عربي مشترك فاعل».
وحول زيارة جلالة الملك للولايات المتحدة الأميركية أكد الصفدي أن الزيارة  مهمة كونها وفرت فرصة لجلالته للتعبير عن وجهة نظرنا ومواقفنا ازاء مختلف القضايا في بداية عهد ادارة امريكية جديدة، وجلالة الملك عبر عن مواقف الأردن فيما يتعلق بمجمل القضايا بما فيها القضية الفلسطينية وهي القضية الأساس بالنسبة لنا، وسوريا والأوضاع في العراق، وغيرها من القضايا الإقليمية وايضا موضوع الحرب على الارهاب الذي  يشكل بالنسبة لنا أولوية لأنه يعنى بالدفاع عن مواطنا والدفاع عن أمننا والدفاع عن أمن واستقرار المنطقة وايضا الدفاع عن قيمنا وتقاليدنا وتعاليم ديننا الحنيف ومن هذا المنطلق كانت مشاركتنا في «استانا» ونحن ندعم أي جهد ينهي معاناة الشعب السوري الشقيق ويفتح آفاق حل سياسي ضمن المرجعيات ووفق الآليات التي نتعامل معها بشكل عام .
وحول العلاقات الأردنية الأمريكية قال الصفدي هي علاقات صداقة قوية ومتينة ، وهذه العلاقة تسمح للحديث بصراحة وشفافية ووضوح عن كل القضايا التي تعنينا وتعنيهم في المنطقة، مشيرا إلى أن  جلالة الملك في زيارته للولايات المتحدة الأمريكية تحدث عن وجهة النظر الأردنية حول مجمل القضايا التي تعنينا وشرح وجهة النظر الأردنية المتعلقة بالقضية الفلسطينية والقدس تحديدا لا سيما في ظل  الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، حيث أن القدس بالنسبة لنا ذات أهمية قصوى وموقفنا ثابت ونرفض أي اجراءات أحادية تحاول تغيير الهوية العربية الاسلامية المسيحية للمدينة المقدسة وهذا موقف عبّر عنه جلالة الملك بوضوح ويعبر عنه ونقلنا وجهة نظرنا حول تبعات أي قرار يهدد هوية القدس بكل صراحة ووضوح الى الادارة الامريكية.
 وردا على سؤال حول واقع ملف الغاز المصري للأردن بين الصفدي أنه تمت مناقشة كل العلاقات الاقتصادية بيننا وهنالك القنوات المالية بهذا الملف التي نناقشها بما يضمن المصلحة المشتركة للبلدين الشقيقين.
وحول ملف العمالة المصرية بالأردن وما أثير مؤخرا عن مقتل عامل مصري قبل أيام في الأردن، أكد الصفدي أن العمالة المصرية هم أشقاؤنا  وبين أهلهم في الأردن وما اتخذ من قرارات تنظيمة في الفترة السابقة كان يهدف الى تنظيم سوق العمل بشكل عام، ويهدف الى حماية العمالة الوافدة وضمان أن الأشقاء الذين يعملون في الأردن يعملون ضمن ظروف قانونية تضمن حقوقهم وتحقق لهم الأمن الوظيفي الذي يستحقون، وهي اجراءات ليست محددة بأي جهة من العمالة الوافدة في الأردن بل كانت قرارات داخلية لتنظيم سوق العمالة بما يضمن وضوح وشفافية وحقوق العمالة بشكل عام،  مؤكدا أن العمالة المصرية تحظى  بالرعاية الكاملة.
وحول حادثة مقتل عامل مصري مؤخرا قال الصفدي هناك أجهزة معنية تقوم بالتحقيق وننسق مع اشقائنا في مصر ليكونوا مطلعين على مجريات التحقيق بكل شفافية ووضوح وهذه حادثة فردية ليست مرتبطة بأي شيء.
وفي سياق آخر، حول الأوضاع في الأراضي الفلسطينية قال الصفدي ان القضية الفلسطينية هي القضية الأولى والأساس ولها الأولوية بالنسبة لنا في الأردن، وندين ونرفض أي عمل أحادي الجانب يحاول أو يستهدف تغيير الوضع القائم أو يهدد الهوية العربية للأراضي المحتلة أو يقوّض حل الدوليتين، وفي هذا الاطار نحن ندين الإستيطان ونعتبره عملا غير قانوني وغير شرعي وعائقا رئيسيا أمام جهود احياء السلام، بما يحقق الأمل ويحقق الحل لهذه القضية.
وأكد الصفدي أننا نتعاون ايضا مع الأشقاء المصريين في اتخاذ كل ما هو متاح من اجراءات دبلوماسية لمنع الاستمرار في مثل هذه الإجراءات التي نرفضها وندينها بالمطلق ونعمل على الحئول دون استمرارها.
وفي رده على سؤال آخر حول مشاركة سوريا في القمة العربية قال الصفدي ان الأردن يستضيف القمة العربية كمضيف والتعامل مع الدعوات ينطلق من قرارات الجامعة العربية ونحن نلتزم بما اقرته الجامعة العربية سابقا ونتعامل مع هذا الموضوع وفق هذا السياق.
وبمزيد من التفصيل حول الملف السوري قال الصفدي اننا نتعامل مع كل الجهود الدبلوماسية التي تبذل فيما يتعلق بالملف السوري من منطلق حرصنا على دعم أي جهد يسهم في انهاء الأزمة ويسهم في انهاء معاناة الشعب السوري السوري.
ولفت إلى اجتماع «أستانا» بقوله «تعاملنا مع أستانا كجهد يستهدف تثبيت وقف شامل للعمليات القتالية في سوريا على جميع الأراضي السورية وخصوصا الجنوب السوري وكخطوة باتجاه اعادة اطلاق محادثات سياسية تقودها الأمم المتحدة، وتشارك فيها جميع الأطراف الفاعلة الإقليمية والدولية والعربية وفق مرجعيات جنيف والقرار 2254 للوصول الى حل سياسي يقبل به الشعب السوري الشقيق، وهذا هو الموقف الذي يعمل به الأردن وفي هذا الاطار شاركنا في استانا بناء على دعوة من روسيا للمشاركة كمراقب في هذه المحادثات».
وفيما يتعلق بمحاربة الارهاب قال الصفدي اننا نتعاون مع مصر بشكل ثنائي وعبر قنوات العمل الجماعي المشترك عربيا ودوليا للتصدي لهذه الظاهره وهذه الآفة وهذا الخطر الذي يستهدفنا جميعا ونؤمن أن الانتصار على الارهاب يتطلب تنسيقا عسكريا وامنيا، ويتطلب ايضا جهدا فكريا ووضوحا في الرؤية للتصدي للفكر الظلامي، ويتطلب معالجة ظروف اليأس والقهر التي تسمح للإرهابيين باستغلال مشاعر اليأس والقهر، وبالتالي تسميم عقول الشباب ونتصدى للارهاب عسكريا وأمنيا وفكريا وايضا من خلال العمل على خلق بيئة سياسية اجتماعية اقتصادية لا يسودها التطرف ولا يسودها القهر لإعطاء الشباب فرصة بمستقبل جيد ومستقبل يحقق طموحاتهم، ومن هنا نرى ضرورة معالجة كل الأزمات الاقليمية التي يتسلل الارهاب عبرها لبث ظلاليته وظلاميته.
وعن الحماية الأردنية للحدود الشمالية بين الصفدي أن حماية حدودنا الشمالية هي أولوية مطلقة بالنسبة للأردن وقواتنا المسلحة وجيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية قادرة ومؤهلة وتملك كل ما هو مطلوب من حرفية ومهنية وقدرة وتفاني وارادة على ضمان أمن المملكة، وحماية حدودها ونقوم بكل ما هو ضروي من اجراءات لتحقيق هذا الهدف، وبما فيها اتصالاتنا الدولية في اطار جنيف وفي اطار «استانا» ونتفاعل مع اشقاءنا العرب في هذا الموضوع.
ولفت الصفدي إلى أنه لا يوجد اتصالات مباشرة مع ايران بهذا الموضوع، لافتا إلى أنهم كانوا في استانا ونحن كذلك، لكن نحن نفعل كل ما هو ضروري من أجل حماية مصالحنا الوطنية وحماية أمننا الوطني وحماية حدودنا الشمالية.
من جانبه، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري ان هذه الزيارة الثالثة التي يقوم بها إلى الأردن كوزير خارجية انطلاقا من الحرص الذي توليه مصر والرئيس لهذه العلاقة الخاصة المتميزة التي تتسم بالانفتاح الكامل والتطابق في وجهات النظر والإهتمام بتنمية العلاقات في مختلف نواحيها، ونحرص بأن تبقى علاقة مصر بالأردن علاقة تعاون ونواجه التحديات العديدة التي تواجهنا وتواجه المنطقة العربية في الوقت الراهن.
واضاف شكري اننا نملك رؤية مشتركة ازاء مختلف هذه القضايا وسوف نستمر بالعمل الوثيق مع الأردن استعدادا للقمة العربية ثم بعد ذلك بمقتضى رئاسة الأردن للقمة العربية للتعامل والقدرة على التأثير على هذه التحديات بما يخدم مصلحة الاستقرار وتحقيق التنمية  لشعوبنا والشعوب العربية.
 وأكد شكري أن هناك  توافقا فكريا وحضاريا بين الأردن ومصر يجعل القدرة على التواصل والتعاون بين البلدين في حالة من التعزيز والارتقاء.
وأكد الوزير المصري على مركزية القضية الفلسطينية لكافة الدول العربية خاصة مصر والأردن وأهمية ضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدا أن الإستيطان أمر غير مشروع وهناك أهمية لاذكاء الفرص لاستئناف العملية التفاوضية والتسوية النهائية للانتقال الى اقامة الدولة وضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينية، مشيرا الى ان مصر تعمل في  اطر متنوعة ومختلفه وبالتنسيق مع مختلف الأشقاء وخاصة مع الأردن لتحقيق هذا الهدف.
في شأن آخر، قال شكري هناك تعاون بين الأردن ومصر فيما يتعلق بمحاربة ظاهرة الارهاب الذي يزعزع أمن المنطقة وهناك تنسيق وثيق على مختلف المستويات ونشترك في التحالفات الدولية الخاصة بمقاومة الارهاب ولدينا رؤية مشتركة حول أهمية ان تكون هذه المقاومة من خلال أسلوب شامل يتناول هذه القضية ليس فقط أمنيا وانما أيضا التعامل مع الأيديولوجية الخاصة بالارهاب ومقاومتها والعمل على تجفيف منابع الاستقطاب للمحاربين الأجانب وقنوات التمويل وأن هذه الظاهرة لا يمكن القضاء عليها إلا بتضافر جهود المجتمع الدولي وتعاملها بمصداقية ووحدة الجهود للقضاء عليها ومنع أي شكل من الدعم لها سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى الدول التي استغلتها لتحقيق مصالح وأغراض سياسية.
وردا على سؤال حول علاقات بلاده بالمملكة العربية السعودية قال شكري ان العلاقات المصرية السعودية علاقات مبشرة وعميقة ومتشعبة وقنوات الاتصال قائمة ونحرص على هذه العلاقة ونتواصل لتحقيق الأهداف المشتركة ونعمل لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ولدينا القدرة أن نسير بهذه العلاقة بالايجابية التي يتطلع اليها كل من الشعبين الشقيقين.
 وفيما يتعلق بالوضع في سوريا قال شكري نحن الآن على مشارف بدء المشاورات السياسية التي نتطلع أن تضم كافة أطراف المعارضة الوطنية السورية بشكل متساو وتؤدي الى تحقيق المصلحة في انجاز المسار السياسي بما يؤدي الى انتهاء هذا الصراع العسكري وآثاره المدمرة على الشعب السوري والحفاظ على وحدة الأراضي السورية والسيادة السورية ونتطلع ان تضطلع الأمم المتحدة بدورها مع التقدير للظروف والملابسات السياسية و اعطاء الفرصة الكافية لكافة الأطراف بأن تعبر عن رؤيتها بالنسبة لصياغة مستقبل سوريا من أجل السوريين.
وكان وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي قد بحث مع وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس العلاقات الثنائية والتحضيرات الجارية لعقد القمة العربية المقبلة وتعزيز العمل العربي المشترك وتطورات الوضع في المنطقة والتحديات التي تواجهها، وذلك في مبنى وزارة الخارجية وشؤون المغتربين.