القدس المحتلة-الكاشف نيوز: اجتاحت موجة غضب واسعة داخل الأوساط الفلسطينية، رفضاً لـ«مؤتمر فلسطينيي الخارج» المقرر عقده في الفترة ما بين 25 و26 شباط/ فبراير الجاري في مدينة اسطنبول التركية.
ودعت جهات فلسطينية رسمية وشخصيات وطنية وعشائرية إلى مقاطعة المؤتمر ورفض نتائجه واعتبروه محاولة لتعزيز الانقسام، فيما قلل مراقبون وكتاب من أهمية انعقاده، مؤكدين أنه لا يمكن له إلغاء دور منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي للشعب.
ودعا زكريا الأغا رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، إلى مقاطعة المؤتمر الذي يعقد في مدينة اسطنبول والذي يهدف إلى ضرب الوحدة الوطنية، على حد قوله.
ورأى الأغا في تصريح له، عقد المؤتمر خروجا عن وحدة الصف الفلسطيني وأنه يأتي ضمن ما وصفها حسابات حزبية ضيقة تضرب وحدة الصف وإضعاف فرص إنهاء الانقسام وإيجاد بديل لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وقال: الأطراف الداعية للمؤتمر، لو أرادت المصلحة الوطنية الفلسطينية، لكانت وجهت الدعوة بالتنسيق مع دائرتي اللاجئين والمغتربين في منظمة التحرير ذات الصلة بالشتات الفلسطيني.
احتجاج لدى تركيا
من جانبه، قال تيسير خالد، رئيس دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير، ان “هذا المؤتمر يهدف إلى خلق جسم جديد في الخارج؛ لتقليص دور منظمة التحرير، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني”.
ودعا خالد للوقوف بشكل حازم ضد ما وصفه “بالمهزلة”، وأكد “لن نسمح بانعقاد المؤتمر مهما كلفنا ذلك من خطوات تصعيدية”، بحسب تعبيره.
وقال خالد إن “منظمة التحرير أرسلت برقية احتجاج للحكومة التركية؛ لسماحها بتنظيم هذا المؤتمر”، ولكنه رفض الحديث عن طبيعة الرد التركي لهذه البرقية.
محاولة فاشلة لتجاوز المنظمة
ووصفت حركة فتح، المؤتمر بأنه خطوة فاشلة في تجاوز شرعية ووحدانية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية، مشيرة لرفضها هذا المؤتمر، مع تأكيد “تنفيذية المنظمة” بالإجماع أنه لا يمثل الشعب الفلسطيني.
وقالت الحركة في تصريح لها، أنه مهما كانت خطورة مؤتمر “اسطنبول” المقرر عقده شباط الجاري، إلا أنها تظل محاولة فاشلة لتجاوز الصفة التمثيلية لمنظمة التحرير.
وأكدت الحركة، رفضها للمؤتمر بسبب عدم التنسيق مع منظمة التحرير وهي الجهة الشرعية الوحيدة المخولة بالتحدث باسم الشعب الفلسطيني.
ضربة للهوية الفلسطينية
وفي السياق، اعتبر عضو هيئة العمل الوطني في غزة محمود الزق، عقد المؤتمر في تركيا بمثابة ضرب للشرعية والهوية الفلسطينية، ومحاولة لشق الصف الوطني.
وأوضح الزق في تصريح صحفي، أن هذه المحاولات من قبل حركة “الإخوان العالمية” تعزز الانقسام في قطاع غزة لإقامة إمارة هناك، وهدفه القفز على وحدانية وشرعية منظمة التحرير لضرب المشروع الوطني الفلسطيني.
وأكد الزق رفض كافة القوى في غزة لهذا التدخل في الشؤون الفلسطينية، مشددا على أن قطاع غزة لن يكون أداة لضرب مشروعنا الوطني ووحدتنا.
رفض شعبي
من جانبه دعا سلامة بسيسو الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب، إلى عدم المشاركة في مؤتمر اسطنبول، واعتبره تخطي لدور منظمة التحرير.
وقال بسيسو، إن المؤتمر مؤامرة تحدث بعيدا عن التمثيل الفلسطيني الرسمي، ويعمق حالة الانقسام الداخلي في وقت نحن احوج للوحدة الوطنية.
شعبيا، قال أبو سلمان المغني المنسق العام لهيئة شؤون العشائر في قطاع غزة، ان الاجتماع المقرر عقده في مدينة اسطنبول بعيدا عن مظلة منظمة التحرير الفلسطينية “مشبوه وضار بالقضية الفلسطينية”، على حد وصفه.
وأكد المغني، أن كافة قبائل وعشائر قطاع غزة ترفض وتستنكر ما وصفه “بالعبث الذي يجري هنا وهناك للمس بالتمثيل الفلسطيني”.
مراقبون يقللون من أهمية المؤتمر
ويرى مراقبون أن مؤتمر اسطنبول سيفتح المجال أمام البحث عن بديل لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وأشار الكاتب الفلسطيني حافظ البرغوثي، إلى أن محاولات خلق أجسام بديلة عن منظمة التحرير كثيرة، مؤكدا فشل كل محاولات تذويب المنظمة أو شقها أو إيجاد اجسام بديلة عنها.
ويرى محمد حجازي الكاتب والمحلل السياسي، أن خشية القيادة الفلسطينية من مؤتمر اسطنبول هو عقده بمعزل عن منظمة التحرير كممثل شرعي للشعب الفلسطيني.
وأشار حجازي، إلى أن المؤتمر لن يؤثر كثيرا على مكانة منظمة التحرير، كونها مازالت حاضرة بقوة رغم ما شابها من مشكلات.
وتستضيف مدينة اسطنبول التركية مؤتمراً في الخامس والعشرين من شهر شباط الجاري، بمشاركة ثلاثة ألاف فلسطيني، يقول القائمون عليه بأنه يهدف إلى إطلاق حراك شعبي ووطني واسع، يحقق تفعيل دور الفلسطينيين في الخارج من أجل الدفاع عن قضيتهم وحقوقهم في تحرير أراضيهم والعودة إليها، وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.