أخر الأخبار
“هزة فياض” السياسية .. وبعد!
“هزة فياض” السياسية .. وبعد!

 

حسن عصفور
النفي الرئاسي لخبر استقالة د.سلام فياض وتشكيل "حكومة فصائلية" لا يمثل سوى محاولة وقف أي تداعيات سريعة ومباشرة لو التزمت الصمت، ولكن الحقيقة التي يعلمها كل من حضر اجتماع اللجنة التنفيذية أن هناك ما قيل بشأن "أزمة سياسية داخلية" منذ انطلاق الحراك الشعبي ضد سياسة الحكومة الاقتصادية، خاصة وأن الفصائل بجميعها سارعت لتركب تلك الموجة الشعبية بعد عجزها أن تكون "قطبا" في حراك شعبي انتفاضي في وجه المحتل الاسرائيلي ومشروعه الذي يتجه قدما نحو تقزيم المشروع الوطني الفلسطيني..
صمت د.فياض طوال الفترة الماضية كان بوعي كامل ورؤية سياسية خاصة، حيث انتظر أن تنتهي الانتخابات المحلية وتفرز نتائجها ويبدو أنه كان متوقعا لما آلت النتيجة، خاصة للفصائل التي حملت "راية الحراك" ضد حكومته وسياستها، فقد اظهرت انتخابات البلديات أن وزن الفصائل بشكل عام لا يستقيم ولغتها "النارية" بل أن حركة"فتح" التي تغنت بفوزها الكاسح تعيش مأزقها الخاص أيضا، وهو ما كشف عنه أحد اعضاء قيادتها القدامى عباس زكي، وقال كلاما يستحق الانتباه، بأن قيادة فتح الراهنة "غير مؤهلة"، ودعا لانتخاب "قيادة تبهر العالم"، تصريحات ليس نتاج ما حصل في الانتخابات الأخيرة، لكنها قطعا إنعكاسا لأزمة داخلية عميقة.. ود.فياض بخبرته وعمق حركته الذاتية كان يدرك تلك الحقائق"الفصائلية"، فقرر تأجيل "الصدام" أو"الرد" على مماحكة القوى السياسية الى حين..
ويبدو أن النتائج شكلت مناسبة نموذجية للبدء في "هجوم مضاد" على تلك الفصائل، واختار التوقيت المناسب جدا، بعدما انكشفت "عورتها الشعبية" وكل ارقامها التي شرحتها في مؤتمرات لتبرير فشلها وعجزها بل وغيابها عن تشكيل "قوة" تخيف، لا تغير من الحقيقة السياسية التي ظهرت بعجز واضح، فقرر هو ان يستفيد من تلك الحقائق ووضع "تهدديده" الناعم أمام "القيادة"، بأنه بات مناسبا الآن البحث في تشكيل "حكومة فصائلية" تستطيع رسم السياسات المناسبة لمواجهة الأزمة الاقتصادية – المالية الخانقة.. اقتراح لا يبدو أنه تعبير عن غضب شخصي أو ما يمكن وصفه باستياء ذاتي، بل جاء في سياق وكأنه "حرص وطني" بأن تتحمل "الفصائل" – التي فشلت فشلا مبينا في الانتخابات – مسؤوليتها أمام الشعب وانتشاله مما يتعرض له من خنق وحصار وأزمة تصفها الأوساط الحاكمة بأنها الأصعب، رغم أنها ليست كذلك أبدا، ..
د.فياض السياسي الذي لا يستعرض مقدراته الخاصة في حقل السياسة، ويحاول الا يبدو أنه صاحب مشروع خاص، وبالقطع هو غير ذلك، اختار الوقت الأنسب لهجومه المضاد، خاصة وان الزمن السياسي لرحلة الانطلاق الى نيويورك بدأت في التسخين، حتى لو أشاعت بعض الأصوات ما يمكنها من رحلة "الترهيب" التقليدية"، لكن فياض لا يريد الانتظار لما سيكون فقرر أن يبدأ توجيه ضربته الاستباقية، فإما الرحيل أو الدعم الكامل، ولا حل وسط بينهما، لا يوجد لديه متسع لتحمل حراك فصائلي ضد سياسة حكومته الاقتصادية، والتي قد تتحول في بعض جوانبها لخدمة "مشروع سياسي" بعد رحلة نيويورك، بكل نتائجها المتوقعة..
د. فياض يعلم جيدا أن مجمل الفصائل بما فيها حركة "فتح" لا تستطيع الآن تحمل مسؤولية كتلك التي عرضها في اللقاء القيادي، يدرك جيدا وأكثر من غيره أن "حكومة فصائلية" ستكون وجها آخر لـ"حكومة حمساوية"، لن تجد تأييدا أو ترحيبا عربيا أو دوليا، بل أنها غير قابلة للولادة في ظل عهد الرئيس عباس الراهن، فتلك مسألة ستفتح باب مساجلات سياسية قد تنتهي بأزمة أعمق مما هي اليوم، والرئيس عباس يعلم تماما أبعاد انسحاب فياض من "المشهد الحكومي"، مهما بحث عن ذرائع ومبررات، لكن الواقع السياسي له حسابات تختلف كثيرا عن حسابات "فصائل المنظمة" التي تعيش زمن حسابات "انتصارها الوهمي" في الانتخابات المحلية..
المشهد القادم بالنسبة لسلام فياض لم يعد يقبل تلك "اللعبة الفصائلية".. فقرر أن يقطع كل طريق بخيار لا بعده.. دعم كامل او الرحيل..لا مساومة!
ملاحظة: أقوال عباس زكي القيادي الفتحاوي البارز تشكل "هزة خاصة"، ما قاله بحق "فتح" لم يقله بعض خصومها أو منافسيها.. قيادة غير مؤهلة.. وهل هناك من نقيصة أكثر منها!
تنويه خاص: تصريحات وزير خارجية فلسطين لا تعكس جدية سياسية في قرار الذهاب الى الأمم المتحدة.. يتحدث عن لا موعد لنقاش الطلب الفلسطيني رغم أن شهر نوفمبر قد بدأ.. يبدو أن "روزنامة الوزير" صينية..!

حسن عصفور
النفي الرئاسي لخبر استقالة د.سلام فياض وتشكيل "حكومة فصائلية" لا يمثل سوى محاولة وقف أي تداعيات سريعة ومباشرة لو التزمت الصمت، ولكن الحقيقة التي يعلمها كل من حضر اجتماع اللجنة التنفيذية أن هناك ما قيل بشأن "أزمة سياسية داخلية" منذ انطلاق الحراك الشعبي ضد سياسة الحكومة الاقتصادية، خاصة وأن الفصائل بجميعها سارعت لتركب تلك الموجة الشعبية بعد عجزها أن تكون "قطبا" في حراك شعبي انتفاضي في وجه المحتل الاسرائيلي ومشروعه الذي يتجه قدما نحو تقزيم المشروع الوطني الفلسطيني..

صمت د.فياض طوال الفترة الماضية كان بوعي كامل ورؤية سياسية خاصة، حيث انتظر أن تنتهي الانتخابات المحلية وتفرز نتائجها ويبدو أنه كان متوقعا لما آلت النتيجة، خاصة للفصائل التي حملت "راية الحراك" ضد حكومته وسياستها، فقد اظهرت انتخابات البلديات أن وزن الفصائل بشكل عام لا يستقيم ولغتها "النارية" بل أن حركة"فتح" التي تغنت بفوزها الكاسح تعيش مأزقها الخاص أيضا، وهو ما كشف عنه أحد اعضاء قيادتها القدامى عباس زكي، وقال كلاما يستحق الانتباه، بأن قيادة فتح الراهنة "غير مؤهلة"، ودعا لانتخاب "قيادة تبهر العالم"، تصريحات ليس نتاج ما حصل في الانتخابات الأخيرة، لكنها قطعا إنعكاسا لأزمة داخلية عميقة.. ود.فياض بخبرته وعمق حركته الذاتية كان يدرك تلك الحقائق"الفصائلية"، فقرر تأجيل "الصدام" أو"الرد" على مماحكة القوى السياسية الى حين..

ويبدو أن النتائج شكلت مناسبة نموذجية للبدء في "هجوم مضاد" على تلك الفصائل، واختار التوقيت المناسب جدا، بعدما انكشفت "عورتها الشعبية" وكل ارقامها التي شرحتها في مؤتمرات لتبرير فشلها وعجزها بل وغيابها عن تشكيل "قوة" تخيف، لا تغير من الحقيقة السياسية التي ظهرت بعجز واضح، فقرر هو ان يستفيد من تلك الحقائق ووضع "تهدديده" الناعم أمام "القيادة"، بأنه بات مناسبا الآن البحث في تشكيل "حكومة فصائلية" تستطيع رسم السياسات المناسبة لمواجهة الأزمة الاقتصادية – المالية الخانقة.. اقتراح لا يبدو أنه تعبير عن غضب شخصي أو ما يمكن وصفه باستياء ذاتي، بل جاء في سياق وكأنه "حرص وطني" بأن تتحمل "الفصائل" – التي فشلت فشلا مبينا في الانتخابات – مسؤوليتها أمام الشعب وانتشاله مما يتعرض له من خنق وحصار وأزمة تصفها الأوساط الحاكمة بأنها الأصعب، رغم أنها ليست كذلك أبدا، ..

د.فياض السياسي الذي لا يستعرض مقدراته الخاصة في حقل السياسة، ويحاول الا يبدو أنه صاحب مشروع خاص، وبالقطع هو غير ذلك، اختار الوقت الأنسب لهجومه المضاد، خاصة وان الزمن السياسي لرحلة الانطلاق الى نيويورك بدأت في التسخين، حتى لو أشاعت بعض الأصوات ما يمكنها من رحلة "الترهيب" التقليدية"، لكن فياض لا يريد الانتظار لما سيكون فقرر أن يبدأ توجيه ضربته الاستباقية، فإما الرحيل أو الدعم الكامل، ولا حل وسط بينهما، لا يوجد لديه متسع لتحمل حراك فصائلي ضد سياسة حكومته الاقتصادية، والتي قد تتحول في بعض جوانبها لخدمة "مشروع سياسي" بعد رحلة نيويورك، بكل نتائجها المتوقعة..

د. فياض يعلم جيدا أن مجمل الفصائل بما فيها حركة "فتح" لا تستطيع الآن تحمل مسؤولية كتلك التي عرضها في اللقاء القيادي، يدرك جيدا وأكثر من غيره أن "حكومة فصائلية" ستكون وجها آخر لـ"حكومة حمساوية"، لن تجد تأييدا أو ترحيبا عربيا أو دوليا، بل أنها غير قابلة للولادة في ظل عهد الرئيس عباس الراهن، فتلك مسألة ستفتح باب مساجلات سياسية قد تنتهي بأزمة أعمق مما هي اليوم، والرئيس عباس يعلم تماما أبعاد انسحاب فياض من "المشهد الحكومي"، مهما بحث عن ذرائع ومبررات، لكن الواقع السياسي له حسابات تختلف كثيرا عن حسابات "فصائل المنظمة" التي تعيش زمن حسابات "انتصارها الوهمي" في الانتخابات المحلية..

المشهد القادم بالنسبة لسلام فياض لم يعد يقبل تلك "اللعبة الفصائلية".. فقرر أن يقطع كل طريق بخيار لا بعده.. دعم كامل او الرحيل..لا مساومة!

ملاحظة: أقوال عباس زكي القيادي الفتحاوي البارز تشكل "هزة خاصة"، ما قاله بحق "فتح" لم يقله بعض خصومها أو منافسيها.. قيادة غير مؤهلة.. وهل هناك من نقيصة أكثر منها!تنويه خاص: تصريحات وزير خارجية فلسطين لا تعكس جدية سياسية في قرار الذهاب الى الأمم المتحدة.. يتحدث عن لا موعد لنقاش الطلب الفلسطيني رغم أن شهر نوفمبر قد بدأ.. يبدو أن "روزنامة الوزير" صينية..!