أخر الأخبار
في إنتظار قرار التحويل مرض السرطان ينهش أجساد الغزيين
في إنتظار قرار التحويل مرض السرطان ينهش أجساد الغزيين

قطاع غزة-الكاشف نيوز: لم تشفع السنوات العشر التي مرت على حصار القطاع، للغزيين في الحصول على خدمة طبية جيدة، فراحوا يدفعون ثمن الصراعات السياسية بين السلطة وحماس، لكن الأمر على حد الصراعات السياسية، حيث كشفت تقارير طبية عن انتشار مرض السرطان بشكل كبير في القطاع، جراء تدمير قوات الاحتلال آلاف القنابل السامة المحرمة دولياـ والتي استهدفت بها المنازل والأراضى الزراعية خلال الحروب الثلاثة على غزة.


التقارير الصادرة عن مؤسسات صحية مختلفة، كشفت عن تفشى المرض فى أوساط المجتمع الفلسطينى، مرجعة السبب لضعف الامكانيات وقلة الخبرات والكفاءات الطبيبة، ونقص الأدوية، وصراع التحويلات الطبيبة القائمة على الفساد الادارى والمالى لدى سلطة رام الله، والبطء في علاج المرضى، بسبب الصراع الدائر بين طرفى الانقسام وتحكمهم بالموارد الطبية، واقصاء الكفاءات الطبية، بسبب الانتماء الحزبى والرأى السياسى، وما بين هذا وذاك يظل المواطن الغزي يدفعه ثمن الصراع المحموم على السلطة.

كارثة إنسانية

مع اشتداد الأزمة بين السلطة وحركة حماس، بسبب الصراع على السلطة، زادت نسبة المصابين بمرض السرطان في القطاع، لكن ما فاقم الأزمة كان المعاناة التي يعاني منها المرضى في الحصول على العلاج.

المعاناة تتجلى في حالة المواطن أحمد جمعة، الذي لم يكفه شدة الألم وخطورة المرض، وإنما تزيد معاناته بفعل نقص العلاج اللازم وقلة الإمكانيات التي يعالج بها الأطباء مرضى السرطان، الأمر الذي يتطلب سفره للخارج ليتلقى العلاج اللازم، لكن المعابر "الإسرائيلية" المتوقفة عن العمل في أكثر الأوقات ولا تراعي الحالات الإنسانية تحُول دون ذلك، ليقضي المريض كل وقته بين ألم المرض وألم انتظار فتح المعابر.

على هذه الحال يفقد مرضى السرطان في غزة حياتهم أمام أهليهم وأحبائهم، دون نيل حقهم في العلاج، في ظل الارتفاع الملحوظ في نسبة انتشار المرض خلال السنوات الأخيرة .


قطاع بلا خدمات

الدكتور خالد ثابت، رئيس قسم الأورام في مستشفى الشفاء؛ أكد أن العديد من الخدمات الواجب تقديمها إلى مرضى السرطان غير متوافرة في قطاع غزة، لافتاً إلى أن 15% من الجراحات لمرضى السرطان يتطلب تحويلها إلى الخارج لعدم توافر الإمكانيات، رغم توافر الكوادر البشرية، مؤكداً أن قوات الاحتلال تمنع أكثر من 60% من مرضى غزة من التوجه إلى الضفة الغربية أو داخل "إسرائيل" للعلاج، منها حالات استفحل فيها المرض وهي تنتظر المغادرة خارج قطاع غزة، حيث يتم تأخير المرضى أحياناً ما بين 3 - 4 أشهر متتالية.

كما أن نسبة تتراوح بين 50 و60% من خدمات العلاج الكيميائي غير متوافرة في غزة، إلى جانب عدم توافر خدمات العلاج الإشعاعي، رغم أن 60% من مرضى السرطان يحتاجون إلى علاج إشعاعي .

120 مصاب بالسرطان شهرياً

كشفت تصريحات صادرة عن وزارة الصحة المتتالية حول معدلات الإصابة بالسرطان، يتضح أن نسبة المرض تزداد بشكل لافت في كل فترة وجيزة، فبعد أن كان عدد الحالات التي يتم الكشف عنها شهرياً تتراوح بين 70 - 80 حالة، أصبح العدد أكبر من ذلك.


وأكد رئيس قسم الأورام في مستشفى الشفاء، الدكتور خالد ثابت، في تصريحات سابقة، أن أكثر من 1600 حالة سرطان جديدة تم اكتشافها في قطاع غزة سنوياً، بحيث يزيد معدل الحالات المكتشفة شهرياً على 120 حالة سرطان جديدة، تضاف إلى أعداد المصابين بالسرطان في الفترات السابقة، ما يضخم عدد الحالات المصابة بالسرطان.

وعلى صعيد الوفيات بسبب السرطان، كشفت بيانات وزارة الصحة أن السرطان يعتبر ثاني سبب من أسباب الوفاة بعد القلب والأوعية الدموية، حيث يشكل 12% من حالات الوفاة السنوية، ويعتبر سرطان الرئة والقصبة الهوائية الأكثر مسبباً للوفاة بنسبة 13% من إجمالي وفيات السرطان، يليه سرطان الثدي بنسبة 12.5%، يليه القولون بنسبة 11%.


معاناة التحويلات

أكد ثابت أن التحويل ليس أمرا هينا، بل هو معاناة شاقة جدا، بالإضافة إلى أنه يتسبب في تأخير علاج المرضى، بحيث تقوم المستشفيات الذين تستقبلهم في الخارج بتحديد مواعيد بعيدة جدا لعلاجهم، مما ينعكس على صحة المريض ويهدد حياته، لأن مريض السرطان تتدهور حالته يوما بعد الآخر.


ولفت إلى أن من أهم الأسباب التي توجد هذه الحالة من المعاناة الحصار المفروض على القطاع وإغلاق المعابر أمام سفر المرضى الذين تتدهور صحتهم مع كل يوم تأخير عن العلاج، وكذلك قيام بعض المستشفيات بتحديد مواعيد بعيدة جدا للعلاج.

وناشد ثابت جميع الجهات المعنية بوضع حلول جذرية لهؤلاء المرضى لإنهاء معاناتهم وتبنى وضعهم الصحي بتوفير أدويتهم بشكل دائم وتوفير العلاج الإشعاعي وإنشاء مركز متخصص ومتكامل لعلاج حالات الأورام بقطاع غزة.