جنيف-الكاشف نيوز:إنتهت أمس الجمعة الجولة السادسة من المفاوضات السورية في جنيف من دون ان تحقق على غرار سابقاتها اي تقدم ملفت وفي ظل توتر غداة قصف التحالف الدولي بقيادة اميركية نقاطاً لقوات النظام بالقرب من الحدود الاردنية.
وتأتي الجولة السادسة من المفاوضات بين الحكومة والمعارضة السوريتين في اطار الجهود الدولية المبذولة لتسوية نزاع تنوعت اطرافه وجبهاته وأودى بحياة اكثر من 320 الف شخص منذ اندلاعه في العام 2011.
وكان من المتوقع أن تركز جولة المفاوضات هذه على عناوين اربعة جرى تحديدها خلال الجولة الرابعة في شباط (فبراير) الماضي وهي نظام الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الارهاب.
الا ان مبعوث الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا بدا اكثر تركيزا على القضايا المتعلقة بالدستور عبر عقد اجتماعات الخبراء في القضايا القانونية والدستورية.
وبعد الاجتماع الاخير في هذه الجولة مع دي ميستورا، قال رئيس وفد الحكومة السورية الى جنيف بشار الجعفري للصحافيين "في هذه الجولة ناقشنا بشكل رئيسي موضوعاً واحداً فقط وهو يمكن أن تعتبروه الثمرة التي نجمت أو نضجت أو نتجت عن هذه الجولة وأعني بذلك اجتماعات الخبراء".
واضاف "حدث اجتماع واحد أول أمس (الخميس) بين خبرائنا وخبراء المبعوث الخاص، وهذه هي النتيجة الوحيدة التي خرجنا بها في هذه الجولة".
ويضع مصدر دبلوماسي غربي مبادرة الامم المتحدة بشأن الاجتماعات الدستورية في اطار الجهود "للدخول في العمق".
وقال "الامر متعلق بسعي المبعوث الدولي لابقاء عملية جنيف حية وذات فائدة"، موضحا "شكلت محادثات استانا محور الاهتمام مؤخرا ولكن في الحقيقة هنا (في جنيف) يبقى المسرح الرئيسي لحل النزاع السوري".
ويفترض ان يلتقي وفد الهيئة العليا للمفاوضات، الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية، بدوره دي ميستورا مساء اليوم الجمعة ايضا قبل ان يتحدث الاخير للصحافيين في ختام الجولة.
وشهدت الهيئة العليا للمفاوضات على هامش مشاركتها في جنيف انقساما بين اعضائها، تمثل في انسحاب عدد من الفصائل العسكرية المعارضة مساء الخميس من الوفد التفاوضي لعدم رضاها على عمل الهيئة.
وعددت تلك الفصائل اسبابا عدة بينها "عدم وجود مرجعية والتخبط في اتخاذ القرار، والعلاقة بين الهيئة العليا للمفاوضات والوفد التفاوضي (التي) لا تصب في مصلحة الثورة".
الا ان الهيئة اكدت اليوم الجمعة مشاركة كامل اعضاء وفدها التفاوضي في الاجتماع مع دي ميستورا.
ومن شأن تلك الانقسامات ان تضعف موقف الهيئة العليا للمفاوضات في محادثات تشارك فيها المعارضة اصلا عبر ثلاث مجموعات منفصلة تختلف في رؤاها، هي الهيئة العليا ومنصة القاهرة ومنصة موسكو.
وعلى غرار جولات سابقة، اصطدمت الاجتماعات في جنيف بتعنت الطرفين اذ كررت المعارضة السورية مطالبتها برحيل الرئيس السوري بشار الاسد مع بداية المرحلة الانتقالية، وهو أمر ترفض دمشق مناقشته.
وبالاضافة الى الخلافات السياسية، طغى على ختام الجولة الحالية قصف جوي للتحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد قوات النظام في شرق سوريا.
وقال الجعفري في ختام لقائه دي ميستورا انه جرى الحديث "بشكل مسهب عن المجزرة التي احدثها العدوان الاميركي أمس الخميس في بلادنا".
واشاد المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات يحيى العريضي في وقت سابق بضربة التحالف الدولي.
وقال "نرحب بتحرك قوي ضد القوات الاجنبية التي حولت سوريا الى ميدان للقتل".
وكان مسؤولون في وزارة الدفاع الاميركية أعلنوا أنّ طائرات التحالف بقيادة واشنطن قصفت أول أمس الخميس قافلة لمقاتلين موالين للجيش السوري كانت في طريقها الى موقع عسكري تتولى فيه قوات التحالف تدريب فصائل معارضة في منطقة التنف قرب الحدود الاردنية.
الا ان مصدرا عسكريا سوريا اكد أمس الجمعة ان ما وصفه بـ "الاعتداء السافر" استهدف "احدى نقاطنا العسكرية" على طريق التنف.
واسفرت الضربة الاميركية، حسب المرصد السوري لحقوق الانسان، عن مقتل ثمانية أشخاص "معظمهم غير سوريين".
وتقاتل قوات ايرانية ولبنانية وعراقية الى جانب الجيش السوري في النزاع المستمر منذ ست سنوات.
ونددت روسيا بدورها بالقصف "غير المقبول" ضد القوات السورية.
ونقلت وكالة أنباء (ريا نوفوستي) عن نائب وزير الشؤون الخارجية غينادي غاتيلوف أمس الجمعة قوله أن "أي عمل عسكري يزيد من تصعيد الوضع في سوريا يؤثر على العملية السياسية.
خصوصا عندما يتعلق الامر بأعمال (عسكرية) ضد القوات المسلحة السورية".
وكان غاتيلوف عقد خلال الاسبوع سلسلة من اللقاءات مع الوفود المشاركة في المفاوضات في جنيف فضلا عن دي ميستورا.
وترعى روسيا الى جانب ايران حليفة دمشق ايضا وتركيا الداعمة للمعارضة محادثات اخرى في استانا تركز اساسا على تثبيت وقف اطلاق النار في سوريا.
ووقعت الدول الثلاث مذكرة في أستانا في الرابع من الشهر الجاري، تقضي بانشاء اربع مناطق "لتخفيف التصعيد" في ثماني محافظات سورية يتواجد فيها مقاتلو الفصائل المعارضة.