عمان - الكاشف نيوز : أكد السفير الصيني الجديد لدى المملكة قاو يوشنغ ثقة بلاده أن الأردن سيضطلع بجدارة بدوره كعضو في مجلس الأمن الدولي خلال العامين الحالي والمقبل، وأنه سيلعب دورا مميزا كممثل للدول العربية في المجلس بالنظر إلى دوره الفريد في المنطقة وعلاقاته الجيدة مع الجميع.
وقال، بمؤتمر صحفي عقده في مقر سفارة بلاده بعمان أمس، ان الصين كانت أول دولة أعلنت تأييدها لترشح الأردن للمقعد في المجلس، وأن بلاده كانت واثقة من فوزه، نظرا لتأييد معظم دول العالم لهذا الترشح.
وحول العلاقات الثنائية الأردنية الصينية، اعتبر أنها في مرحلة مهمة الآن لناحية تطورها، وأنها ستشهد زخما كبيرا بعد زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الأخيرة الى الصين في أيلول(سبتمبر) الماضي، واهتمام جلالته الشخصي بتطويرها.
وأكد أن العلاقات بين البلدين ستشهد قفزات نوعية، مؤكدا ان زيارة الملك الأخيرة للصين، كانت مختلفة عن سابقاتها لوجود حرص اكثر على الارتقاء بمستوى العلاقة الى نوع من الشراكة الاستراتيجية، ومزيد من التعاون الاقتصادي.
وأشار يوشنغ الى الصين دعمت الأردن خلال زيارة جلالته بقيمة 80 مليون يوان صيني، مبينا ان هناك مشاريع قيد الدراسة ستمولها الصين في الأردن، كما تحدث عن اهمية الجهود المشتركة للدولتين في هذا الصدد، لأن المنفعة متبادلة، بحسبه.
وحول الأزمة السورية، اعتبر قاو يوشنغ ان بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة “ليس امرا يقرره العالم الخارجي، بل الشعب السوري”، كما بين انه لا يوجد ما يدعو للتفاؤل بخصوص عقد مؤتمر جنيف 2، حيث إنه يسعى لإجراء حوار بين المعارضة والنظام، في حين ان المعارضة “ليس لديها صوت واحد من ناحية الشكل والمضمون”، معتبرا ان عقده في الوقت المحدد امر “مشكوك فيه”.
كما تطرق إلى عدم توحد المواقف العالمية والاقليمية حول كيفية تسوية هذه الأزمة، ونوه الى ان امرا واحدا بدأت الأطراف المختلفة بالإجماع عليه، وهو “خطورة الإرهاب وتنظيماته”، قائلا “لا نريد ان نرى تولي تنظيمات إرهابية للسلطة”.
وفي رده على سؤال، أكد أن الصين لم تغب عن القضايا الأهم في المنطقة، مثل قضية فلسطين وسورية والمفاوضات الأخيرة مع ايران، مؤكدا أن بلاده لا تحبذ التدخل في شؤون الغير، كما اكد ان الصين ليس لديها هدف خاص في المنطقة.
وبخصوص القضية الفلسطينية، شدد على موقف بلاده الواضح في تأييد ودعم الجهود العربية والفلسطينية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس، مؤكدا أن هذا الموقف “لم يتزعزع ابدا”.
وأشار يوشنغ الى ان الصين تؤيد تحقيق ذلك من خلال المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وأنها “مع الوساطة الأميركية” على اساس غير منحاز، متمنيا ان تحرز هذه الجهود تقدما وان تتكلل زيارة الوزير جون كيري العاشرة إلى المنطقة بالنجاح.
ولفت الى ان الأردن حريص جدا على القضية الفلسطينية وله دور مميز فيها، لأنها “تمس قضايا حيوية بالنسبة للمملكة”.
وأشار السفير إلى أنه يجري الآن بحث اقامة طريق الحرير للربط بين الدول العربية والصين لتنشيط وزيادة التعاون الاقتصادي، خاصة وان بلاده تعد الآن ثاني اكبر اقتصاد في العالم.
وأكد استعداد الصين لبذل جهود مع دول المنطقة لبناء شريط اقتصادي لطريق الحرير الجديد يربط بين شرق وغرب اسيا، وأن يكون هناك ربط مع اوروبا من خلاله، انطلاقا من مبادئ بلاده التي تؤمن بان التنمية يجب ان تكون مشتركة لكل الدول وليس لمصلحة دولة على حساب أخرى.
وفي الشأن ذاته، أشار يوشنغ إلى أهمية منتدى التعاون الاقتصادي العربي الصيني، مشيرا إلى أن وزير الخارجية ناصر جودة تلقى دعوة من نظيره الصيني للمشاركة في المنتدى هذا العام.
إلى هذا، وبخصوص التطورات في العلاقات الصينية اليابانية، بعد زيارة رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي الى معبد ياسوكوني في 26 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، اعتبر السفير أن هذه الزيارة تعد “استفزازا سافرا للشعوب المتضررة من الحرب التي شنتها اليابان وتحديا صريحا لنتائج الحرب العالمية الثانية ونظام ما بعد الحرب”.
وقال إن هذا التصرف يقود اليابان الى “اتجاه خطير للغاية يأتي باضرار جسيمة على سلام المنطقة واستقرارها وسلام العالم”، خاصة وان هذا المعبد “كان اداة روحية ورمزا للنزعة العسكرية اليابانية في سعيها لشن الحرب وممارسة الحكم الاستعماري خلال فترة الحرب العالمية الثانية”، وهو المعبد الذي تكرم بداخله أرواح 14 شخصا ممن شاركوا في الحرب العالمية الأولى.
واشار يوشنغ الى الخسائر الصينية خلال الحرب التي شنتها اليابان على بلده، والتي قتل خلالها 35 مليون نسمة، مؤكدا أن خسائر مادية جسيمة لحقت ببلاده وبلغت أكثر من 600 مليار دولار.
وقال إن الصين تخلت سابقا عن طلب تعويضات للحرب من اليابان بعد ان تم تطبيع العلاقات بين الطرفين، داعيا الولايات المتحدة للتدخل والضغط على اليابان لوضع حد لهذه التصرفات التي سماها بـ”الاستفزازية”.