الكاشف نيوز - ( وكالات ) :
بدم بارد قام بذبح طفلته ذات الخمسة أعوام بدون رحمة هى لا تصدق ما تراه فى آخر مشهد لها في الدنيا جسدها الضعيف ترتعد فرائصه وقلبها الصغير يرتجف من الخوف وعيناها الملتاعتان تستجديان عطف شخص أتى بها في هذه الدنيا غير مصدقة لما تشاهده تصرخ من أعماقها: «لا يا بابا متدبحنيش»، ولكن الشيطان لم يرحم ولم يتوان عن فعلته ونحر عنقها البض في لحظة دون إجابة على تساؤلها الأخير: «كيف استطاع أبى أن يقتلنى بهذه الطريقة البشعة؟»، تركها دون أن يفهم عقلها الصغير أن هناك صنوفاً من البشر أشرس من حيوان مفترس يفتك بضحيته دون شفقة وكل هذا الجنون من أجل إلصاق التهمة بشخص آخر حتى يقوم بابتزازه من أجل الحصول على مبلغ مالى. في طريقى إلى قسم أول سوهاج حيث محبس المتهم دارت في ذهنى أسئلة عديدة كيف ستكون مشاعره هل انتابه الندم وأدرك فعلته الشنيعة وما صنعت يداه؟.. وسرعان ما جاءت الإجابة في مكتب المأمور برفضه أى مقابلات صحفية وعلمت أنه رفض إجراء مقابلة تليفزيونية مع برنامج شهير، وبعد إلحاح شديد اكتفى بالظهور أمام الكاميرا رافضاً الكلام. تعود أحداث الواقعة إلى عشرة أيام مضت عندما تلقى اللواء إبراهيم صابر مدير أمن سوهاج بلاغاً من عمر أحمد عبداللاه باختفاء كريمته «هدير»، 5 سنوات، وتلقي شقيق زوجته اتصالاً تليفونياً من مجهول يطلب فدية قدرها 300 ألف جنيه مقابل إعادتها إلى أهلها، وتم العثور عليها مذبوحة بمنور مسكنه بعد ساعات من اختفائها واتهامه لشخص يدعى جمال عشري «ميكانيكى» مقيم بذات الناحية. تم على الفور تشكيل فريق بحث بإشراف العميد حسين حامد مدير المباحث الجنائية والعميد عصمت أبورحمة وتحريات العقيد حسام عبداللطيف مفتش مباحث المنطقة المركزية وضباط وحدة مباحث القسم لكشف غموض الحادث. كان الهدف معرفة لماذا قتلت الطفلة بعد مرور ساعات من البلاغ عن اختفائها رغم طلب فدية، والسائد أن الخاطف ينتظر ويتفاوض على المبلغ المطلوب مقابل إعادة الضحية. ومن هنا كانت البداية فحص كل علاقات الأسرة وخلافاتها مع أشخاص آخرين والتحرى عن رقم الهاتف الذى اتصل لطلب الفدية والميكانيكى المتهم الذى تم استجوابه وخصوصاً بعد العثور على قرط ذهبى و«توكة شعر» تخص المجنى عليها بداخل سيارته وكان الاتهام يسير بقوة تجاهه ولكن ما زالت منطقية الأحداث مفقودة.
بدأ ضباط المباحث فى التحرى عن رقم الهاتف واتضح أنه غير مسجل البيانات ولكن تم التوصل إلى رقم «المسلسل» الخاص بالهاتف المستخدم فى الاتصال وكان هذا هو الخيط الذى تمت مراقبته من شركة الاتصالات حتى تم استخدام الهاتف مرة أخرى، وكانت المفاجأة الكبيرة أن مالك الهاتف هو والد المجني عليها. وتغير مسار القضية وذهبت الشكوك إلى والد المجنى عليها وآخر يدعى أحمد جمال الدين 42 سنة موظف «نجل عمة الأول» كان شريكاً له. بدأ ضباط المباحث فى استجواب المتهمين والضغط عليهم بالأدلة، والتزم المتهم الأول الصمت وأنكر كل الاتهامات تماماً ولكن المتهم الثانى انهار واعترف بأنه خطط واتفق مع المتهم الأول على خطف ابنته واحتجازها فى شقه مهجورة أسفل العقار الذى يقيمون فيه وقام بوضع القرط الذهبى وتوكة الشعر الخاصة بالمجنى عليها داخل سيارة الميكانيكى من أجل إلصاق التهمة به وابتزازه من أجل الحصول على مبلغ مالى منه مقابل التنازل عن الاتهام، ثم قام بالاتصال من تليفون المتهم الأول مستخدماً شريحة مجهولة بخال الطفلة فى محاولة الحصول على فدية منه قدرها 300 ألف جنيه، ثم تركه بمفرده مع ابنته فى الشقة المهجورة وبعد أن صرخت الطفلة واستغاثت قام بذبحها كى لا ينفضح أمره. ولكن يبدو لضباط المباحث فى تفسير قتله لابنته أنه أراد الحصول على مبلغ أكبر من الميكانيكي من أجل مساومته والتنازل عن قضيه قتل ابنته بدلاً من خطفها فى حال نجحت خطته الشيطانية، إلى جانب خوفه من افتضاح أمره بعد عودة الطفلة فأراد أن يمحو آثار جريمته بفعلة شنعاء زينها له شيطانه وأعمى قلبه عن فلذة كبده، لتظل حقيقة ما جرى بين الأب وابنته في لحظاتها الأخيرة سراً سوف تكشفه الأيام